نستطيع أن نكون كبارًا - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 8:27 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نستطيع أن نكون كبارًا

نشر فى : السبت 31 يوليه 2010 - 10:54 ص | آخر تحديث : السبت 31 يوليه 2010 - 10:55 ص

 تحت شعار «كبارا بدأنا.. كبارا نستمر» توالت احتفالات التليفزيون بعيده الذهبى، وهو شعار لطيف، موجز، مطمئن، يبعث فى نفس المتلقى إحساسا بالراحة الممتزجة بالرضا، يظهر واضحا على وجوه المحتفلين بأنفسهم، السعداء بإنجازاتهم، الواثقين تماما من أنهم كانوا، وأصبحوا كبارا.. لكن الشعارات، أيا كانت قوتها وجاذبيتها، لا يمكن أن تتحول إلى حقائق، خاصة فى حالتنا هذه، وتليفزيوننا وسط غابة من قنوات انطلقت بعدنا بعدة عقود، وتمكنت من التفوق علينا، على الأقل فى جوانب عدة، يليق بنا، إذا كنا «كبارا» فعلا، أن نرصد ونتفهم، من دون غرور أو حساسية أسباب تفوق الآخرين.

فى مجال الأخبار، لا تزال قناة الجزيرة هى الأفضل، والأوسع انتشارا، وذلك بفضل شبكة مراسليها المنتشرين فى المناطق الساخنة من العالم، مثل الصومال وأفغانستان وباكستان، فضلا عن وجودهم فى بؤرة الأماكن الملتهبة، فى اللحظات الحرجة، فأثناء الحرب الإسرائيلية ضد غزة، توالت التقارير، صوتا وصورة، أثناء المعارك.. وعلى متن إحدى سفن قافلة الأمل التى انطلقت من تركيا، أرسل مراسل الجزيرة، فى بث حى، تفاصيل هجوم عساكر إسرائيل الهمجى على السفينة القائدة.

أضف إلى تلك المعايشة اليقظة، تتعمد الجزيرة فى تعليقاتها على الأخبار، أن تتصل بمسئولين ومتخصصين، على طول الوطن العربى، وأحيانا من خارج البلاد العربية.. فى المقابل، تعانى قنواتنا الإخبارية من انكماش عدد مراسليها، وغالبا، تعتمد فى تحليلاتها على أسماء ووجوه من داخل مصر فقط.

يحسب للتليفزيون المصرى، قناته الثقافية التى لا مثيل لها، بين أكثر من خمسمائة قناة، فهى، فى حدود علمى، القناة العربية الوحيدة، المتخصصة فى الثقافة، والتى تحاول بقدر إمكاناتها المتواضعة أن تقدم بانوراما للإبداعات فى البلدان العربية، وذلك بإجراء لقاءات مع شعراء وكتاب من الذين يتصادف زيارتهم للقاهرة. أى أن القناة لا تذهب إلى المبدعين خارج مصر، ولكن تنتظر قدومهم.. كذلك تتمتع قناة «دراما» بدرجة ما من التميز، بسبب ترسانة صنع المسلسلات، التى لا تزال قادرة على الإنتاج الجيد، برغم الظروف الصعبة.

إذا انتقلنا للقنوات السينمائية، سنجد قوة الجذب باتت حكرا على الآخرين: الأفلام المصرية، بكلاسيكيات الأبيض والأسود، تتوافر فى «روتانا زمان»، والأفلام الأجنبية تجدها فى «Mbc 2» و«أبوظبى 1»، بالإضافة لقنوات «أوربت».. أما إذا كنت من عشاق الرياضة، فأغلب الظن أنك ستتجه إلى قنوات الجزيرة المتعددة، والتى نجحت فيما فشلنا فيه، وهو حق بث المباريات الأوروبية والدولية.. ولا تصدق الحجة القائلة إن عندهم ميزانيات ضخمة، فما يتم صرفه عندنا أضعاف ميزانياتهم، وإلا قل لى ما معنى أن تصل ديون تليفزيوننا إلى عدة مليارات من الجنيهات.. ومع هذا كله، نستطيع أن نكون كبارا، مع غيرنا من الكبار، فقط إذا تحررنا من العنجهية الفارغة، وابتعدنا عن الشعارات البراقة، المضللة، واتبعنا أسلوبا علميا فى تنظيم وإطلاق طاقاتنا الإبداعية فى معظم المجالات، وهى طاقات كبيرة بحق، لكنها ضائعة، مهدرة.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات