زراعة الأعضاء للإنسان في العلم.. حياة - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 1:38 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

زراعة الأعضاء للإنسان في العلم.. حياة

نشر فى : الجمعة 30 سبتمبر 2022 - 7:15 م | آخر تحديث : الجمعة 30 سبتمبر 2022 - 7:15 م

لقيت دون شك القرارات التى أصدرها السيد الرئيس هذا الأسبوع بشأن الطب والأطباء ارتياحا ورضا فى المجتمع الطبى المصرى بعد أن عرض السيد وزير الصحة الخريطة الصحية للدولة، والتى تشتمل على إعداد المنشآت الطبية بكافة أنواعها الحكومية والخاصة والأهلية وتجهيزاتها الطبية، بالإضافة للأطقم الطبية. فضلا عن ربط الخريطة الصحية بقاعدة بيانات المبادرة الرئاسية «١٠٠ مليون صحة». إلى جانب عرض السيد الوزير للخطوات التنفيذية الخاصة بالمدينة الطبية الجارى العمل على تنفيذها بمستشفى معهد ناصر. أيضا تطوير مستشفى أم المصريين والذى يعد لاستقبال مصابى حوادث الطرق فى محافظة الجيزة.
ما توقفت عنده رغم أهمية كل تلك الأخبار السارة بالفعل هو ما أعلنه الرئيس: إنشاء أكبر مركز لزراعة الأعضاء فى الشرق الأوسط وإفريقيا.
كان للخبر بالفعل وقع عظيم فى نفسى فتلك هى الخطوة الأهم على الإطلاق للقضاء على جريمة تجارة الأعضاء التى اتخذت طابعا عالميا لم تسلم منه مصر بعد الإعلان عن أن تركيا تأتى على رأس القائمة فى ذلك النشاط الإجرامى الذى يستخدم العلم المتمثل في ممارسة أطباء على قدر عال جدا من المهارة الجراحية في مراكز عالية القدرات التجهيزية.
تعد جراحات زراعة ونقل الأعضاء بالفعل من أكثر الجراحات تعقيدا لكنها بلاشك جراحات منقذة للأرواح من مصائر مؤلمة وقد وصل إلى مستويات تقترب من المعجزات فى مراكز عالية متعددة.
المعروف أننا فى مصر قد بلغنا أيضا مركزا متقدما.
مركز المنصورة لنقل وزراعة الكلى يعد أحد المراكز العالمية التى يسعى للتدريب من أطباء من كل أنحاء العالم، يكفى اسم محمد غنيم حتى تلقى الأضواء على مركز عالمى بكل المقاييس.
أيضا فى المنصورة تتم زراعات ونقل الكبد بنسب نجاح يتخطى نسب النجاح فى مراكز عالمية. ومازلنا نأمل فى أن تضم برامج هذا المركز برنامجا لزرع القلب والرئتين: العملية الجراحية التى ترتبط باسم فرعون الجراحة الأشهر مجدى يعقوب.
مشروع عظيم يعد طفرة فى مجال الخدمة الطبية فى بلادى وقرار شجاع جرىء من السيد الرئيس يحسم موقف الدولة من قضية نقل وزراعة الأعضاء ويعلى من قيمة أن للإنسان فى العلم حياة.
نحن بالفعل ــ إن شاء الله ــ قادرون علميا وطبيا على إنشاء هذا المركز البالغ الأهمية لحياة الإنسان، فتجاربنا السابقة تشير إلى نجاحات مبهرة تتحقق فى صورة متعددة.
ما أتمناه الآن أن تشمل التجهيزات إعدادا ذهنيا للمجتمع المصرى ليتقبل الفكرة بل ويدعمها ويدعو لها.
حديثى أوجهه لفضيلة الإمام الأكبر مولانا الشيخ احمد الطيب فما زال فى الأذهان حديث فضيلة الإمام الشيخ الشعراوى والذى يرفض الفكرة من أساسها. لا أحد ينكر على الشعراوى اجتهاده ومحبة المصريين له وشعبيته التى جعلت منه العون ولكن بلاشك للاجتهاد قواعد ومردود، ومازال باب الاجتهاد مفتوحا فى تلك القضية التى تمس حياة الإنسان ومصيره المعلق.
أذكر أيضا أن فضيلة الشيخ جاد الحق قد أعلن أن الأمر بالفعل وارد ما دام هناك طبيب مسلم ثقة يعلن أن الذى سينقل منه العضو لن يمسه سواء ولن يتسبب ذلك فى أى أذى له.
نحن بلاشك فى حاجة لبرنامج يخاطب العقل المصرى بقوة وحكمة ومنطق ويدعم برامج نقل وزراعة الأعضاء، وبالتالى هذا المركز الذى بلاشك سيقضى تماما على تجارة الأعضاء البشرية ويجعل حق الحياة مكفولا لكل من يحتاجه.
كان لزاما على قبل أن أنهى حديثى اليوم ــ عزيزى القارئ ــ أن أوجه تحية واجبة للفنانة إلهام شاهين على إعلانها فى الإعلام على نيتها التبرع بأعضائها بعد عمر طويل.
موقف نبيل وشجاع قد يدفعنى لمتابعة أفلامها بعد أن قاطعت السينما منذ سنوات طويلة.

التعليقات