فى رحيل عام - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 5:30 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى رحيل عام

نشر فى : الإثنين 28 ديسمبر 2015 - 11:00 م | آخر تحديث : الإثنين 28 ديسمبر 2015 - 11:00 م
يومان ويطوى عام 2015 آخر أوراقه، مخليا الساحة أمام انطلاق سنة جديدة، نتطلع أن تكون أفضل حالا من سابقتها، فى ظل استمرار التحديات التى تمر بها مصر، سواء على الصعيد الداخلى أو الخارجى.
عام جديد نتمنى أن تتمكن فيه مصر من تخطى العقبات التى جعلت من أحلام ثورة 25 يناير فى «العيش والحرية والعدالة الاحتماعية والكرامة الإنسانية» مجرد شعارات تأبى النزول إلى أرض الواقع، وتستعصى على التحقيق، ودخول كل بيت، رغم بعض الإرهاصات التى لا ترقى أن تكون تعبيدا لطريق ينتظر المصريون قطع أشواطه.
فى 2015 عانينا من مشكلات عدة ضربت المحافظات، وخاصة الساحلية منها بعنف، بعد أن غرقت الإسكندرية عروس مدن المتوسط والبحيرة ومدن ساحلية عريقة فى أوحال الفساد الذى جعلها تفشل فى مواجهة الأمطار الغزيرة، وها نحن نستقبل عاما جديدا بحركة تغيير واسعة للمحافظين، ونأمل ألا يكونوا كسلفائهم، وأن يحدثوا نقلة نوعية فى الخروج من الأزمات المزمنة.
شاهدنا صراعا سافرا بين المال والسلطة، خاصة فى انتخابات مجلس النواب، بعد أن نفذت إلى البرلمان وجوها بالمال السياسى جهارا نهارا تحت أعين الجميع، وها نحن أمام تشكيلة عجيبة، لا نود استباق الأحداث بالحكم على أدائها، وإن كان «الجواب بيبان من عنوانه» خاصة أننا أمام برلمان غالبا سيكون الفقراء خارج حساباته بحكم التركيبة اليمينية الطاغية على نوابه.
الفوضى الإعلامية والتراشق والتنابز بالألقاب بين مقدمى البرامج، وفواصل الردح الليلى أكثر ما ميز الفضاء الإعلامى فى العام الذى يجرجر أذياله، فى وداع نحسب أنه فى هذا الملف حزين، وبعد أن طغى العبث على حساب القضايا الحقيقية التى تهم الرأى العام، فى تغييب شبه كامل لأجندة تعرف أوليات العمل الإعلامى الجاد الذى يبنى ولا يهدم، وفى غياب تام لميثاق الشرف، أو أى دور ملموس من نقابة الصحفيين، أو باقى المنظومة الإعلامية فى وضع حد لهذا الهراء الفضائى.
والسؤال هل نرى فى العام الجديد، وقفة جادة من قبل المؤسسات المنوط بها ترتيب المشهد الإعلامى، وهل تخرج التشريعات الإعلامية المنتظرة إلى النور، مع امتلاكنا لمجلس نيابى، المفروض أن تكون تلك التشريعات فى سلم أولوياته لضبط الإيقاع، خاصة ما يتعلق بالهيئة الوطنية للإعلام بالمسموع والمرئى، ومشروع قانون تنظيم الصحافة والإعلام.
نقطة أخرى تظل مؤلمة، وقد ارتفعت حدتها فى عام 2015، وهى ظاهرة الاختفاء القسرى لعدد من النشطاء والطلاب، بغض النظر عن توجهاتهم السياسية، وهو ما رصدته الشكاوى التى تلقاها المجلس القومى لحقوق الإنسان «حكومى»، وحفلت بها العديد من ملفات منظمات حقوقية أهلية لا تشوبها شائبة، مع بقاء ملف المحتجزين السياسيين الذين وعد الرئيس بإعادة النظر فى موقفهم والإفراج عمن لم يثبت ممارسته العنف منهم، دون انفراجة كبرى وإن أخلى سبيل بعضهم.
ورغم الصورة المحبطة التى مررنا بها فى عام 2015، إلا أن المشهد لم يخل من مشاهد إيجابية، يمكن أن تقلل من الغيوم الملبدة، فقد شهد العام أيضا افتتاح قناة السويس الجديدة، عقب الانتهاء من المشروع فى عام واحد، وبما برهن على قدرتنا على الإنجاز إذا ما توفرت الإرادة، فيما كان اكتشاف حقل «شروق» للغاز الطبيعى بساحل البحر المتوسط، بارقة أمل جديدة نتمنى أن تكون فاتحة خير على كل المصريين ونحن نستقبل العام الجديد.
التعليقات