نادية الجندي - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 3:23 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نادية الجندي

نشر فى : الأربعاء 28 أكتوبر 2009 - 10:03 ص | آخر تحديث : الأربعاء 28 أكتوبر 2009 - 10:03 ص

 الاحتفاء بنادية الجندى، فى مهرجان القاهرة السينمائى، فى بعد من أبعاده، يعنى الاحتفاء بالسينما التجارية، وهو أمر مطلوب ومنطقى ومفيد، فالأفلام التجارية، هى سبب بقاء صناعة السينما على قيد الحياة. نعم، المثقفون والنقاد يفضلون الأفلام الفنية، ذات النزعات التجريبية، والتى تمد الأفلام التجارية بنفحة حداثة وتطور، ولكن، فى النهاية، الأفلام التجارية وحدها، هى التى تدفع عجلة الإنتاج للأمام.

بعيدا عن التقييمات النقدية، واقترابا من المسائل الشخصية، يعلن مشوار نادية الجندى عن سيدة تستحق الإعجاب، جاءت من الصفوف الخلفية، مجرد جملة أو جملتين، تنطق بهما عن يوسف شاهين فى «جميلة» 1958، إلى أن أصبحت نجمة مرموقة، قامت ببطولة أكثر من خمسين فيلما، تعلمت الرقص والغناء، مهارات تساعدها فى عملها، وتمكنت من أن تغدو مؤسسة تنتج لنفسها، تختار طاقمها الفنى حسب هواها: كاتب السيناريو والمخرج والمصور والممثل الذى يقف أمامها، ولسنوات عديدة، تقاسمت نقود الأعياد، مع أفلام عادل إمام.

ظهر مع نادية الجندى، وقبلها، وبعدها، عدد لا يستهان بهن من الأسماء، لكنهن لم يصلن إلى ما وصلت له، ولا يرجع هذا إلى الحظ العاثر لهن ولا إلى الحظ الطيب لها، ولكن مرده، فى تقديرى، إلى ما يميزها من عزيمة، وذكاء، فعلى الرغم من الحملات النقدية ضدها، ظلت صامدة، بإصرار، قدمت الفيلم تلو الآخر، وأدركت، بفطنتها، الأبعاد الجوهرية للشخصيات التى تجسدها على الشاشة والتى تلبى حاجة عند المشاهدين، وساعدها فى هذا صناع أفلامها.

على سبيل المثال، سواء فى «الباطنية» أو «وكالة البلح» أو «شهد الملكة» أو «المدبح» لمخرجها الأثير، حسام الدين مصطفى، و «جبروت امرأة» و«الخادمة» و«الإرهاب» و«شبكة الموت» لمخرجها المفضل نادر جلال، تطالعنا فى البداية كامرأة طيبة، مستكينة، تعيش فى الظل، تطلب الأمان والستر، لكنها تجد نفسها فى عالم لا يرحم، مجتمع لا يبالى بالظلم الذى يقع عليها، وشيئا فشيئا، تنمى أظافرها وتسن أنيابها، تتحول إلى امرأة وحشية الطباع، تثأر ــ بكل السبل ــ ممن أهانوها وعذبوها وغدروا بها، وهى فى انتقامها تبدو كعاصفة هوجاء تطيح بكل من يقف فى طريق صعودها وتسيدها،إنها، بهذه التركيبة، تحقق ما يتمناه جمهورها: أن يصبح الضعيف قويا، وأن يغدو الضحية جلادا، وأن يحظى المرء بموقع الوحش فى الغابة.

نادية الجندى، جزء لا يمكن إغفاله بين نجمات السينما المصرية.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات