سلم لى على المترو - عصام رفعت - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 8:11 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سلم لى على المترو

نشر فى : الخميس 28 أغسطس 2014 - 7:35 ص | آخر تحديث : الخميس 28 أغسطس 2014 - 12:04 م

المترو خسران أى خسران ماليا بمعنى انه بدلا من أن يحقق أرباحا فإن هيئة مترو الأنفاق فى مصر تحقق خسائر وبالطبع اصابع الاتهام تشير إلى الدعم وأن التذاكر مدعومة حيث إن رفع الدعم عنها يجعل قيمة التذكره تبلغ 9 جنيهات ولأنه لا نية لرفع الدعم عن تذاكر المترو كما أعلن الرئيس السيسى فإن هيئة مترو الأنفاق تبحث عن زيادة التذكرة إلى جنيهين بدلا من سعرها الحالى وهو جنيه واحد أى أن الزيادة تبلغ 100% وهذا الأمر يثير العديد من التساؤلات والحيرة فهل الطريقة الوحيدة لاستعدال ميزانية هذه الهيئه وإنقاذها من الخسائر هو رفع سعر التذاكر؟

إنه نفس الخطأ المتوارث منذ سنوات طويلة تسكت الحكومة دهرا ثم تنطق زيادات غير معقولة فى أسعار السلع والخدمات التى تتفضل بتقديمها لهذا الشعب الغلبان وأتذكر هنا ما قاله لى المرحوم مصطفى كامل مراد فى أوائل السبعينيات وكان من الضباط الأحرار ورئيس الشركة الشرقية للأقطان ورئيس لجنة الشئون المالية والاقتصادية فى مجلس الأمة فقال منتقدا قرار الدولة زيادة سعر زيت الطعام من 8 قروش إلى 85 قرشا ووصفه بالخاطئ وأنه كان يجب التدرج فى الزيادة.

إذن هل زيادة قيمة تذكرة المترو هى الحل الوحيد أم هناك حلول أخرى؟

مع احترامنا لإدارة المترو من حيث الانتظام والالتزام وكفاءة التشغيل وغير ذلك من الأمور الفنية لكن هذا المرفق لا يدار فقط هندسيا ولكن وهذا هو الأهم كيف يدار كمرفق بأسلوب اقتصادى سليم وعلى سبيل المثال كان الباعة الجائلون أسرع فى استشعار الأهمية التجارية لمحطات المترو فقاموا باحتلالها وفرش تجارتهم وممارسة عمليات البيع بنجاح كبير لأن ركاب المترو هم زبائنهم والبضائع التى يعرضونها هى بالضبط ما يتناسب مع أذواقهم ودخولهم، ولم تدرك إدارة المترو المغزى العميق لذلك ولكنها بمفهوم مختلف راحت تطاردهم وتخلى محطات المترو منهم.

لم تستوعب إدارة المترو هذا المشهد وعادت ساحات محطات المترو خالية وربما هذا جهد تشكر عليه المحافظة على الشكل الحضارى للمحطات ولكنها لم تستوعب الدرس الذى قدم بيانا عمليا له بسطاء من الناس يبحثون عن لقمة عيش ولم تقدم البديل الموجود فى كل محطات مترو الأنفاق فى كل بلاد الدنيا والتى قامت بتحويل هذه المحطات إلى أسواق كاملة متكاملة تجد فيها من رغيف الخبز إلى الحذاء وإصلاحه إلى الإلكترونيات إلى المقاهى وكل ما تتخيله من أنشطة تجارية فوق الأرض هى موجودة تحت الأرض وبالطبع تتم ممارسة هذه الأنشطة بعقود بالإيجار مع هيئة مترو الأنفاق مما يحقق لها دخلا هائلا بعيدا عن استسهال الحل الأسهل وليس الأفضل وهو زيادة قيمة التذكرة، فهل فكرت هيئة مترو الأنفاق فى مثل هذا الأمر؟ ربما يصلنى رد منها تقول فيه: نحب نطمن سعادتك والسادة الجمهور إننا عملنا كده بالفعل من أول لحظة افتتاح المترو بس يبدو أن سيادتك مش واخد بالك.

والواقع ان المحال الموجودة فى محطات المترو تعد على أصابع اليد الواحدة وهى محلات للموبايل، هناك إذن إمكانيات مهدرة وموارد ضائعة أيضا هل فكرت هيئة مترو الأنفاق فى أساليب حديثه للتسويق مثل تقديم خدمات تتناسب مع الاحتياجات المختلفة للركاب وظروفهم مثل تذكرة اليوم الواحد والتذاكر العائلية والأسبوعية وتذاكر المناسبات وتذاكر الويك إند وغير ذلك من تنويعات تحقق إيرادات محترمة لهيئة المترو ككل بلاد الدنيا.

حل مشاكلنا يبدأ من حيث انتهى الآخرون. وسلم لى على المترو

عصام رفعت من ابرز الكتاب الإقتصاديين فى مصر والوطن العربى ، عمل رئيسا لتحرير الأهرام الإقتصادى ومقدما لبرنامج المنتدى الإقتصادى بالتليفزيون وشارك فى العديد من المؤتمرات المحليه والعربيه والدوليه وله العديد من المقالات بالأهرام والصحف العربيه والدوريات العلميه.
التعليقات