الأقمار التى أضاءت سماء مصر والمنطقة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 9:44 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأقمار التى أضاءت سماء مصر والمنطقة

نشر فى : الجمعة 28 يوليه 2023 - 8:35 م | آخر تحديث : الجمعة 28 يوليه 2023 - 8:35 م

هل تراجع مستوى النخب فى العديد من المجالات، أم إنها موجودة لكننا لا نبذل الجهد الكافى للعثور عليها أم أن العصر ومقاييسه والظروف هى التى تغيرت؟!
أطرح هذا السؤال بعد أن لاحظت خلال حضور العديد من الندوات واللقاءات والمؤتمرات فى الشهور الأخيرة، أن المستوى العام خصوصا الكفاءة والاحترافية قد تراجع إلى حد كبير إذا قارناه بالعقود الماضية.
حينما تخرجت فى كلية الإعلام قسم الصحافة جامعة القاهرة عام ١٩٨٦، وبدأت العمل فى هذه المهنة الممتعة والمتعبة، كان من حسن حظى، وحظ جيلى بأكمله أن القامات فى غالبية المجالات كانت سامقة ومتميزة مثل الأقمار التى أضاءت سماء مصر والمنطقة، والغريب أن معظم جيلنا كان ناقما ويشكو من غياب القدوة والرموز!!.
أتذكر جيدا أننى كنت أحرص كل يوم أربعاء على حضور الندوة الأسبوعية لحزب التجمع فى مقره قرب ميدان طلعت حرب، ويحاضر فيها عمالقة الاقتصاد والسياسة خصوصا من اليسار مثل إسماعيل صبرى عبدالله وفؤاد مرسى وإبراهيم سعد الدين ورمزى زكى وجلال أمين وجودة عبدالخالق ومحمد محمود الإمام ومحمد عودة.
فى الجانب الآخر كان هناك إبراهيم شحاتة ومصطفى السعيد وحازم الببلاوى وسعيد النجار مؤسس جمعية النداء الجديد التى سعت لتأسيس تيار ليبرالى مصرى حقيقى.
فى النقابات كان هناك أحمد الخواجة فى المحامين وكامل زهيرى فى الصحفيين وحمدى السيد فى الأطباء.
وفى العسكرية كان لدينا كل قادة حربى الاستنزاف وأكتوبر الذين كرسوا معظم حياتهم لتحرير بلدهم.
ومن السياسيين كان لدينا خالد محيى الدين وإبراهيم شكرى ومصطفى كامل مراد وفتحى رضوان وأحمد نبيل الهلالى وفريد عبدالكريم وحلمى مراد وممتاز نصار.
فى الرياضة كان لدينا عمالقة منهم صالح سليم ومحمد حسن حلمى «زامورا»، وكان التنافس بين الأهلى والزمالك موجودا لكن مع الود والاحترام، فما الذى تغير؟!
فى مهنة الصحافة كان لدينا محمد حسين هيكل، وأحمد بهاء الدين ومصطفى وعلى أمين وأنيس منصور وسلامة أحمد سلامة، وموسى صبرى وصلاح الدين حافظ وإحسان عبدالقدوس وصلاح حافظ وصلاح عيسى وحسين عبدالرازق ومصطفى شردى وسعيد سنبل ومحمود المراغى ومحمود عوض وفيليب جلاب.
فى الأدب والفكر لم ألحق عباس العقاد المتوفى فى مارس ١٩٦٤ قبل مولدى بشهور، أو طه حسين المتوفى عام ١٩٧٥، لكن من حسن حظ جيلى أننا عشنا فى زمن الكبار جدا توفيق الحكيم ويوسف إدريس ويوسف السباعى ويحيى حقى وإحسان عبدالقدوس «أديبا وصحفيا» ونجيب محفوظ وزكى نجيب محمود وعبدالرحمن الشرقاوى وأحمد كمال أبو المجد وعبدالوهاب المسيرى ومحمد الغزالى ومحمد متولى الشعرواى وبنت الشاطئ وأحمد فؤاد نجم والشيخ إمام وصلاح عبدالصبور وأمل دنقل والأبنودى، ولا يزال لدينا فاروق جويدة متعه الله بالصحة. وفى تلاوة القرآن الكريم عبدالباسط عبدالصمد وخليل الحصرى والمنشاوى ومحمود على البنا ومصطفى إسماعيل.
وفى النشر كان هناك محمد المعلم ودار الشروق.
وفى علم الاجتماع سيد عويس وفى العلوم السياسية والاجتماعية السيد يس وعبدالباسط عبدالمعطى وفى الزراعة كان لدينا الدكتور عبدالسلام جمعة ومحمد أبو مندور.
وفى الفنون لم ألحق أم كلثوم التى توفيت عام ١٩٧٥ وعبدالحليم حافظ الذى توفى عام ١٩٧٧، فى حين رحل عبدالوهاب فى ١٩٩١، جيلنا كان محظوظا لأنه عايش شادية ووردة ونجاة وفيروز، ولحق العمالقة فى التمثيل والإخراج محمود يس ومحمود عبدالعزيز وفريد شوقى وأحمد زكى وعادل إمام وسعيد صالح ومحمود المليجى وحسين فهمى وسعاد حسنى وفاتن حمامة وعمر الشريف ويوسف شاهين.
فى الجامعات تعلمنا على يد الدكتور على الدين هلال فى المبنى القديم بالدور الرابع بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية قبل أن تنتقل كلية الإعلام لمبناها الجديد وعلى يد أفضل أساتذة الإعلام خليل صابات وعواطف عبدالرحمن ومختار التهامى وسمير حسين وكنت أستمتع بحضور بعض محاضرات أساتذة كلية الاقتصاد برفقة الأصدقاء عمرو الشوبكى وإبراهيم عيسى والمرحوم ياسر رزق.
وفى هذا العصر كان هناك أسطوات وصنايعية قانون على أعلى مستوى سواء فى المحاماة أو القضاء أو حتى «تفصيل القوانين».
الأسماء أو القامات السابقة تعاملت مع معظمها كصحفى فى بدايات حياتى أو استمعت لهم كطالب فى المحاضرات سواء فى إعلام أو كليات أخرى أو فى اللقاءات والندوات، أو قرأت لهم كقارئ مثل غالبية المصريين والعرب، وجميعهم لهم فضل كبير على وعلى أبناء جيلى.
والسؤال مرة أخرى، لماذا لم يعد لدينا أمثال هؤلاء، أم أنهم موجودون ولكن لا نراهم جيدا؟.
أين المشكلة بالضبط؟!

عماد الدين حسين  كاتب صحفي