احتراق الأمازون: الرئيس البرازيلى يخنق العالم… - مواقع عربية - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 6:11 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

احتراق الأمازون: الرئيس البرازيلى يخنق العالم…

نشر فى : الإثنين 26 أغسطس 2019 - 10:40 م | آخر تحديث : الإثنين 26 أغسطس 2019 - 10:40 م

نشر موقع درج مقالا للكاتب «خالد سليمان» عن حرائق غابات الأمازون نعرض منه ما يلى:
يخترق دخان حرائق غابات الأمازون المطرية مسافات بعيدة ليصل إلى ساحل المحيط حيث عاصمة البرازيل الاقتصادية سان باولو، وذلك وفق صور وفرتها خدمات برنامج كوبرنيكوس الفضائى الأوروبى. ولا تتوقف تأثيرات هذه الحرائق الهائلة والخطيرة فى تخوم البرازيل والشطر الجنوبى من القارة الأمريكية، بل تصل إلى كل شبر من الأرض، ذاك أن غابات الأمازون هى رئة الأرض.
حرائق شبت فى قسم كبير من الجهاز التنفسى للأرض. وكعادة جميع القادة والرؤساء اليمينيين والمحافظين، سارع الرئيس البرازيلى «جاى بولسونارو» إلى القول أن سبب الحرائق هو الجفاف فى هذا الفصل، نافيا بذلك وبشكل مُبطن كثافة النشاط البشرى واجتثاث الغابات.
هذا التبرير يجافى الحقيقة، إذ يعزو خبراء البيئة والعلماء الأسباب إلى إزالة الغابات المتسارعة بسبب سياسات «بولسونارو» الرامية إلى الاستثمار فى الغابات الطبيعية والمطرية. وشجعت هذه السياسة المزارعين والفلاحين على تطهير الأراضى داخل هذه الغابات التى يعيش فيها مليون شخص من السكان الأصليين وثلاثة ملايين نوع من الأحياء، من أجل الزراعة والمراعى.
تستمر حرائق الأمازون من أسبوعين وقد زاد عدد الحرائق فى الغابات البرازيلية بحسب المعهد الوطنى لأبحاث الفضاء ــ البرازيل، ووصلت أعدادها إلى 74,000 حريق منذ بداية هذا العام، وهى زيادة مذهلة وأكثر من حرائق العام الماضى وفى الفترة ذاتها بنسبة 84٪.
الأكيد أن مصير الأمازون يتشابك مع مصير الأرض، ويقدر العلماء أنه إذا تم قطع ما بين 20 إلى 25 فى المائة من الغطاء الشجرى هناك، فستتعرض قدرة حوض الأمازون على امتصاص ثانى أكسيد الكربون لخطر شديد ويؤدى إلى توقف أحد أكبر أحواض امتصاص الكربون فى العالم عن التشغيل. ولا يستبعد روبرت موجان فى مقال نشرته فورين بوليسى، الوصول إلى هذه النقطة فى العقود القادمة، وذلك إثر تسارع معدلات اجتثاث الغابات من أجل المراعى للماشية وزراعة فول الصويا وتعدين الذهب.
يذكر أن حوض الأمازون يلعب دورا مهما فى استقرار المناخ العالمى، وذلك بسبب مساحاته الشاسعة التى تصل إلى 7 مليون و700,00 كيلومتر مربع، وتضم 40 فى المائة من الغابات الاستوائية فى العالم، كما أنها تشكل 20% من إمدادات المياه العذبة على الأرض، وتنتج 20% من الهواء الذى نتنفسه. وليس هذا فقط، فهذه المساحات تؤثر من خلال عملية التبخر، على الغطاء السحابى للأرض وتداول تيارات المحيط الهوائية.
يشير الباحث باولو موتينهو فى معهد البحث البيئى حول الأمازون فى حوار مع وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن اجتثاث الغابات يؤدى إلى غالبية الحرائق، نافيا أن يكون الجفاف هو السبب الرئيسى لهذه الكارثة، بل هو يقول إن فترة الجفاف هذا العام لم تكن قاسية كما كانت فى السنوات السابقة، رغم ذلك هناك زيادة كبيرة فى الحرائق. ويقول الباحث: «كل شىء يشير إلى أن موسم الجفاف ليس هو العامل السائد على الإطلاق، فلو كان هناك المزيد من الجفاف هذا العام لكان الأمر أسوأ بكثير مما يحدث».
أسباب الحرائق بحسب هذا الباحث هى بشرية، وتنتشر أثناء حرق تلك المناطق التى تعرضت للإزالة أساسا، أو من أجل فتح الممرات داخل الغابات أو إعداد مساحات منها للزراعة. وتمتد الحرائق بسبب عدم الوقاية إلى المناطق الأكثر جفافا، تطفئها الأمطار أحيانا أو تخمدها الحواجز النباتية الكثيفة.
وتعادل المساحات التى تمت إزالتها فى حوض الأمازون، فى البرازيل والبلدان الأخرى، مساحة الأراضى الفرنسية ويقدر بـ 20% من اجمالى الغابات.
يرى الباحثون بأن الوقت لا يزال متاحا لتجنب الانهيار الوظيفى للغابات تلك، إنما يجب أن يكون الحل سريعا، خاصة أن الأسباب بشرية وتتمخض عن النشاط البشرى واجتثاث الغابات؛ أى أنها ليست خارج السيطرة. هناك بطبيعة الحال آثار تغير المناخ، والظواهر المتكررة بشكل متزايد مثل «النينو» وهى ظاهرة مناخية عالمية حيث يؤثر تغير الحرارة فى أحد المحيطات من خلالها على الطقس فى منطقة أخرى بعيدة، وتجلب هذه الظاهرة الكثير من الجفاف فى منطقة الأمازون.
اختصارا، أى تأخير فى إخماد الحرائق يؤدى إلى فقدان التنوع الأحيائى ووظائف الغابات التى تم ذكرها وأهمها أن تلك الغابات هى جهاز الأرض التنفسى، فضلا عن عواقب الدخان الوخيمة على صحة السكان والاقتصاد وتشريد السكان الأصليين.

النص الأصلي

التعليقات