بطولة.. من نوع آخر - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 9:33 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بطولة.. من نوع آخر

نشر فى : الأربعاء 26 مايو 2010 - 10:01 ص | آخر تحديث : الأربعاء 26 مايو 2010 - 10:01 ص

 سواء على شاشة السينما، أو فوق خشبة المسرح، أو خلال المسلسلات، لم يكتب له أن يحظى بأدوار البطولة، لكن الآن، حين ننظر إلى مجمل الأعمال التى شارك فيها، ندرك أنه، فى عالم الفن، استطاع أن يغدو بطلا من نوع آخر، قد لا يكون محورا للأحداث، إلا أنه يؤثر فيها،

وربما لا يحتل مساحات زمنية طويلة، ولكنه يسطع فى المشاهد التى يظهر فيها، وبلمساته الإبداعية الخاصة، امتد حضوره من داخل الأعمال الفنية إلى الحياة بمعناها الواسع. تمكن أن يجعل من أسماء الشخصيات التى أداها عناوين لنماذج وأنماط من تلك التى نراها فى الحياة، فإذا قلت الأستاذ «علام الملوانى»، صاحب الدور الثانوى فى «مدرسة المشاغبين»، تبادر إلى ذهنك صورة المدرس العصبى، المتوقع شرا، الذى خف عقله، بسبب ما يلاقيه من متاعب على يد تلاميذ فاسدين.

وتتجلى بصمته الخاصة حين تقارنة بأساتذة الكوميديا الذين قاموا بذات الدور، أمثال نجيب الريحانى وفؤاد المهندس، وكلاهما له قامته الطويلة.

الحديث هنا يدور حول عبدالله فرغلى، الذى ملأ المواقف التى يظهر فيها على خشبة المسرح، مرحا جميلا، مصريا تماما، وإذا انتقل إلى عالم السينما، فإنه سيقدم شخصيات ثانوية، ولكنها مستقلة تماما، وبينما جسد العديد من النماذج البشرية، فإنه برع فى دور «الأعرج»، من دون الوقوع فى شرك إثارة العواطف.

إنه يتحايل على الحياة فى «الحريف»، ويصبح شريرا، بل عصابة كاملة، عندما جسد «على الأعرج» فى «المولد».
لكن أحسب أن دوره فى «هستيريا» يعد من «قطعه» الثمينة، وهو أقرب للتراجيديا، يطالعنا فى البداية ممددا داخل مقبرة لا تخلو من أناقة، متجرعا زجاجة خمر، احتفالا بعيد ميلاده. نعرف أنه «ماكيير» قديم، عمل فى الأيام الخوالى مع نجوم كبار. والآن، مع تقدم السن، وظهور أجيال جديدة، وأزمة السينما، لم يعد يجد عملا.

سكن فى منطقة المدافن، لا يمارس مهنته إلا مع ابن شقيقته الراحلة ــ بأداء شريف منير ــ الذى يزعم أنه يقوم بدور امرأة فى فيلم سينمائى، بينما هو فى الحقيقة يستدرج الشباب إلى أماكن نائية كى يسلب مالهم. وعندما يكتشف الخال ما خفى، يرفض التعامل معه، وبصدق، وتفهم عميق، ينظر له نظرة يمتزج فيها الأسى بالشفقة والاستهجان، ثم ــ ببراعة ــ يطلق ضحكة باكية، تتساوى فيها السخرية مع الحزن.

عبدالله فرغلى، صاحب قدرة فائقة على الإقناع، تصدقه فى كل الأحوال، مما يساعد على تدعيم النجم الذى أمامه، ولعله فى مسلسل «حدائق الشيطان»، يجسد، برونق فريد، حالة الذعر الدفين، وربما الكراهية أيضا، أمام الطاغية الذى يجسده العمدة «جمال سليمان»، مما يزيد من الإحساس بقدرة الأخير على البطش.. عبدالله فرغلى، القدير، بطل من نوع آخر.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات