مستقبل الروبوت خيال علمى - صحافة عربية - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 12:08 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مستقبل الروبوت خيال علمى

نشر فى : الإثنين 25 سبتمبر 2023 - 7:10 م | آخر تحديث : الإثنين 25 سبتمبر 2023 - 7:10 م

نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب عبداللطيف الزبيدى، تحدث فيه عن قيام شركة يابانية بصناعة روبوت قادر على القيام بأى عمل بمجرد مشاهدة إنسان يقوم به. أكد الكاتب أن هذا التطور يعد معجزة بكل المقاييس، ومقدمة لما سيشهده العالم بعد بضعة عقود... نعرض من المقال ما يلى:

هل العالم أمام مسيرة موازية للتطور؟ ماذا يعنى الحديث عن الذكاء الاصطناعى شبيه الإنسان، الروبوت الإنسآلة؟ ما يدعو إلى الدهشة مع التفكير العميق، هو أن ابن الخوارزميات، هذا الذكاء غير البيولوجى، لم يبلغ حتى عامه الثلاثين، ولكنه يأتى فى كل يوم بما لم تستطعه الأوائل. قبل بضعة أيام، أعلنت شركة سيارات يابانية، صُنعها روبوتا سيُدخل البشرية عصرا جديدا، فهو «شات.جى.بى.تى» (شجبت) العمل اليدوى. هو قادر على أداء أى وظيفة بمجرّد مشاهدة إنسان يؤدّيها، ويستطيع أن يتحرك ذاتيّا فى محيطه حسبما يقتضيه العمل المطلوب. هذه فى حدّ ذاتها قصة خرافية. ليس عجيبا أن ينصرف الذهن إلى أن هذا الروبوت سيغدو مأساة ملهاة للإنسان، فمعنى ذلك أن فى إمكانه أن يكون مهندسا فى مجالات شتى، وطبيبا وعازف بيانو وطاهيا، هذه أكثر من «سبع صنايع وبخت الإنسان ضايع». المأساة فى حياة البشرية، هى أن الآدمى يحتاج إلى ربع قرن لكى يصير أستاذ علوم أو أى تخصص آخر، وأحيانا أكثر، بينما بشّر بيل جيتس وأنذر فى آن، قائلا: «وداعا للمعلمين والأساتذة، فسوف يتولى الذكاء الاصطناعى مهمّة التدريس». فى المقابل صنع الروبوت وبرمجته أسرع من المرور على ظل شجرة.

يجب أن نضع فى الحسبان أن التقّدم الذى تحقق فى تطوير الآلة الذكيّة يُعدّ معجزة حقّا. سحر عجيب أن ترتقى من عالم المعادن والأسلاك والبلاستيك، إلى الحظوة بمرتبة الشرف الكبير: الإنسآلى، الشبيه بالإنسان، وكل ذلك فى عقدين أو ثلاثة. لقد انفصلت الثدييات العليا عن الثدييات الأخرى قبل خمسة وثمانين مليون عام. رويدك، لستَ فى حاجة إلى تخيّل عوالم العجائب التى سيشيّدها الذكاء الاصطناعى مع الإنسان أو من دونه، لكن، هل سيظل اصطناعيا؟ وهل سيبقى الآدميون آدميين تارةً وغير «أوادم» تارة أخرى، مثلما هم ماضيا وحاضرا؟ يكفى أن تلخص القضية كلها فى مقارنة 85 مليون عام بثلاثة عقود، فقبل سنة 1990 لم يكن الروبوت، بصولاته وجولاته اليوم، شيئا مذكورا.

لا شك فى أن القفزات العملاقة التى يشهدها العالم اليوم، ستكون، قياسا على ما بعد بضعة عقود، بمثابة زحف السلحفاة، أو قل كدبيب النمل، فالمفاجآت الكبرى ستكون قطعا عندما يضع الذكاء الاصطناعى يده فى يد الحاسوب الكوانتومى. أمّا الخوارق فسوف تنبثق تجلياتها حين تغدو للذكاء الاصطناعى خلايا عصبية بيولوجية. الآن، ضع فى الحسبان مرارا أن الآدمى من يوم مولده إلى يوم التخرج يحتاج إلى ربع قرن، أمّا صنع الآلة الذكية وبرمجتها فيتطلبان يوما أو بعض يوم.
لزوم ما يلزم: النتيجة الإيقاظية: كم تحتاج التنميات العربية المتعثرة من السنين لكى تدرك أن الغد لن يكون كالأمس؟

التعليقات