الدوق أشرف حاتم وتدمير كليتى «الإعلام» و«السياسة» - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 12:37 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الدوق أشرف حاتم وتدمير كليتى «الإعلام» و«السياسة»

نشر فى : الإثنين 24 أغسطس 2015 - 6:10 ص | آخر تحديث : الإثنين 24 أغسطس 2015 - 6:10 ص

لا تزال معركتنا مستمرة من أجل تحرير كليتى الإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية من قبضة قرارات الدوق أشرف حاتم، أمين عام المجلس الأعلى للجامعات، طبيب الصدرية الطبقى، الذى يضيق صدره من وجود أبناء الصعايدة وبعض الفلاحين فى هاتين الكليتين المرموقتين بجامعة القاهرة، لأنهم «يزحمون مواصلات العاصمة، ويأكلون ويسكنون فى المدن الجامعية» التى يستهدف توفير نفقاتها لتقديمها للدولة قربانا للحصول على منصب وزارى جديد، طالما حلم به وهو عضو بارز فى أمانة سياسات جمال مبارك فى الحزب الوطنى المنحل.

فى معرض تبريره لقرار تفريغ هاتين الكليتين من مضمونهما كمؤسسات تعليمية جامعة لشباب الوطن المتفوق من كل المحافظات يهبط الدوق حاتم من مقعده الوثير فى قلب جامعة القاهرة التى لا يريد أن يزاحمه فيها صعيدى أو فلاح إلى منطق مديرى محال الوجبات السريعة فيقول فى تصريحات سابقة لـ«الشروق»: «بتطبيق التوزيع الإقليمى على هاتين الكليتين وغيرهما أنا بوصلك الخدمة لحد باب البيت»، دون أن يدرك أن الدراسة فى هاتين الكليتين دون غيرهما حلم يراود طلاب القسم الأدبى كله فى الثانوية العامة وبعض من طلاب العلمى، وجميعهم يعتبر ذلك قمة أحلامهم وسدرة منتهاها؛ لأن بقاءهم فى القاهرة طوال فترة الدراسة يعزز إمكانية حصولهم على فرص للتدريب والعمل فى تخصصاتهم، وهم المتفوقون علميا وفق المعيار الذى ارتضته الدولة المصرية للتفوق وهو المجموع.

الدوق حاتم يبرر جريمته فى حق كليتين هما من عناصر القوة الناعمة لمصر على صعيد التعليم والبحث العلمى، بحرمانهما من خيرة العقول بكل الجمهورية وقصر دخولهما على أبناء إقليم جغرافى بعينه، بأنه يريد تنمية الأقاليم المصرية المختلفة، وهنا نقول له: فى حالة كليات الإعلام الجديدة التى وافقت مع وزير التعليم العالى على بدء الدراسة فى بعضها مثل بنى سويف قبل صدور قرار جمهورى بذلك، ضاربين بالقانون عرض الحائط، بحسب د. حسن عماد مكاوى، العميد السابق لكلية الإعلام، هل أخبرتك الدولة بأنها فى سياق تنمية هذه الأقاليم تخطط لإنشاء صحف وإذاعات وفضائيات ومواقع إلكترونية تستوعب أعداد الخريجين فى كل إقليم أم أن الخريجين سيأتون إلى العاصمة للبحث عن فرص عمل فى تخصصهم الذى تحتكر القاهرة كل مؤسساته؟.

سيدى الدوق: ما دمت رجلا عاطفيا وتتألم من اغتراب بعض الطلاب.. هل كان الأولى بك إنشاء كلية «الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية» فى بنى سويف التى تصل المسافة بينها وبين نظيرتها بجامعة القاهرة نحو ساعة؟ أم تنشئها فى أسيوط التى هى فى قلب الصعيد؟

قد يقول البعض إن الدوق ليس وحده فى المجلس الأعلى للجامعات، وأن هناك أعضاء آخرين، وهو ما دفعنا بشدة للبحث فى تخصصات أعضاء هذا المجلس الذى يتألف من وزراء التعليم العالى والتربية والتعليم والدولة للبحث العلمى، ورؤساء الجامعات، فوجدنا أن أكثر من 90% منهم متخصصون فى العلوم الطبيعية والطبية، وبالتالى لا دراية لهم من جهة التخصص بقيمة ومقدار كليتى الإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية فى مصر والوطن العربى وأفريقيا، ولأن الأغلبية الكاسحة من هؤلاء الأعضاء ينتمون لجامعات إقليمية فأمر تدمير هاتين الكليتين وإضعاف مستوى الطلبة فيهما النابع من تضيق مساحة اختيارهم أمر لا يعنيهم فى شىء.

وهنا أستغرب صمت رئيس جامعة القاهرة د. جابر نصار على انتهاك درة تاج الجامعة العريقة التى يترأسها والمتمثلة فى هاتين الكليتين، وأستغرب كذلك موقف د. سامى عبدالعزيز، رئيس لجنة قطاع الدراسات الإعلامية بهذا المجلس من تحويل كلية الإعلام بقيمتها وتاريخها ــ وهو عميدها الأسبق بغض النظر عن طريقة خروجه من هذا المنصب ــ إلى نسخة من شعبة الإعلام التربوى بكليات التربية النوعية!!

إلى كل المسئولين عن هذا الملف: هذه المعركة مستمرة ولن يهدأ وطيسها.. سنقاتل بجسارة لاستعادة هذين الصرحين العلميين الكبيرين المختطفين حتى آخر طلقة حبر.. وإن غدا لناظره قريب.


kaboubakr@shorouknews.com

التعليقات