لست إرهابيًا - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 7:44 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لست إرهابيًا

نشر فى : الأربعاء 24 فبراير 2010 - 10:39 ص | آخر تحديث : الأربعاء 24 فبراير 2010 - 10:39 ص

يحقق «اسمى خان» نجاحا واسعا، سواء فى بلد المنشأ، الهند، أو خارج الحدود، فى الكثير من دول العالم. المخرج الكبير، كاران جوهر، أدرك أن «الميلودراما»، ذات السمعة السيئة من الممكن، إذا أحسن استخدامها، أن تقدم عملا مؤثرا، يخاطب عواطف قطاعات واسعة من الجمهور..

بطل الفيلم، رزوان خان، الذى يؤدى دوره أحد ألمع نجوم «بليود»، شاروخان، المتمتع بطلعة أليفة محببة، المقتصد فى تعبيره، يبدو هنا على درجة عالية من الذكاء والنقاء، متعدد المهارات، ولكن يعانى من حالة «ميلودرامية» تتمثل فى إصابته بمرض «التوحد».

لا يستطيع التواصل مع الآخرين، بالإضافة لتسلط الفكرة الواحدة على ذهنه، يعيش من أجلها، وهى، فى الفيلم، فكرة بسيطة وجميلة، تجمع بين الذاتى والموضوعى، وبين الخاص والعام، وتعبر عن موقف وآمال الملايين من البشر. إنه يرنو إلى مقابلة الرئيس الأمريكى، كى يقول له أربع كلمات «اسمى خان، ولست إرهابيا». أى أن ما يؤرقه، بل يفزعه، ذلك الربط المتعسف بين الإسلام والإرهاب.

فى الهند، يطلقون وصف «ملكة بوليود» على النجمة «كاجول»، السمراء، ذات الملامح الشرقية، المتفجرة بالحيوية، التى تؤدى دور امرأة هندوسية، طلقت بعد زواج استمر لعدة أعوام، أنجبت وليدا قامت على تربيته إلى أن أصبح صبيا لطيفا، وديعا، ينتظره مستقبل يتلألأ بالوعود، سريعا، يخفق قلب بطلتنا بحب «خان» الذى يبادلها حبا بحب. يتزوجان، غير عابئين باعتراض البعض بسبب اختلاف الأديان.

لكن الأمور تتدهور مع كارثة انهيار البرجين، فالحياة، بعد «11 سبتمبر»، تختلف عن الحياة قبلها، و«الميلودراما» التى تندلع فى البلاد البعيدة، تؤثر على مسار الأمور، فى كل مكان. رب الأسرة المجاورة لأسرة «خان» يذهب للحرب فى أفغانستان، يلقى مصرعه، ويتخذ ابن القتيل موقفا معاديا من صديقه الصبى، ابن «كاجول»، وفى نوبة من نوبات الكراهية الوحشية المقيتة، تندفع مجموعة من الغلمان نحو «الصبي» ليشبعونه لكما وركلا، إلى أن يموت.. فى هذه المشاهد، مع موقف الأم التى يعصف بها ألم الحزن، ومع رد فعل «المتوحد» المذهول، الحائر، يقدم الفيلم هجائية بليغة لروح العدوان، ممتزجة بمرثية للأبرياء، الضحايا، الذين قتلوا من دون ذنب.

«اسمى خان» لا يهاجم الأمريكيين لمصلحة المسلمين، ولا يهاجم الهندوس لمصلحة آخرين، ولكن يتخذ موقفا صارما، واضحا، ضد التعصب، وروح الكراهية، والإيمان بالعنف، فها هو بطلنا، يؤدى الصلاة فى مسجد يتحلق البعض حول داعية للتطرف، وحين يرفض «خان» منطقه، تناله طعنات غادرة، لا تقضى عليه.. وإذا كان الفيلم ينتهى نهاية طوباوية، تتملق أوباما الذى يصافح بطلنا مؤكدا له أنه مقتنع بأنه «ليس إرهابيا»، فإن هذه النهاية تقلل من قوة الفيلم، وتتنازل عن الواقع من أجل ختام سعيد، يجافى الحقيقة.  

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات