نور عينى - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 9:34 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نور عينى

نشر فى : السبت 22 مايو 2010 - 10:01 ص | آخر تحديث : السبت 22 مايو 2010 - 10:02 ص

 كنت أعرف أن الإقبال على الفيلم الثمين الذى أريد مشاهدته ضعيفا، لذا امتزجت عندى الدهشة بالسعادة حين وجدت زحاما كثيفا أمام دار العرض. وقفت فى الطابور المتحرك إلى أن جاء دورى. فورا، تبخرت دهشتى السعيدة عندما أخطرتنى فتاة شباك التذاكر أن الفيلم الذى أبتغيه يعرض فى حفلات الصباح فقط، وأحيانا تلغى الحفلة إذا كان الجمهور قليلا.

كدت أنصرف. تلفَّت حولى فغيرت رأيى، ذلك أنى لمحت فى وجوه الرواد ألق الشغف بمتعة المشاهدة المتوقعة.. الجمهور، فى معظمه، شباب من الجنسين، امتلأت بهم القاعة، ومنذ المشاهد الأولى، بدأ التجاوب مع الفيلم، وازداد مع توالى الأحداث. انطلقت الضحكات مع المواقف الكوميدية، وسالت الدموع مع المفاجآت الفاجعة، تشنفت الآذان بالأغانى وابتهجت العيون بالمناظر الطبيعية، وخرج الجميع بدرجات متفاوتة من الرضا، سواء كانوا من الحاضرين أو الغائبين. أعنى بالحاضرين الجمهور وإدارة دار العرض والكشافين الذين يسلطون ضوء البطارية على أصابعهم أثناء تسلم التذاكر للمتفرج، وأقصد بالغائبين أبطال الفيلم وصنّاعه، وعلى رأسهم المنتج الشاطر الذى سيربح ربحا حلالا، يستحقه فعلا.

توليفة «نور عينى» على قدر كبير من الذكاء، فالسيناريو الذى كتبه أحمد عبدالفتاح عن «قصة» لتامر حسنى، يتوفر فيه عناصر الجذب والتعاطف: مغنى ناشئ، يبحث عن فرصة تنتشله من الملاهى الليلية التى يعمل بها. يعيش مع شقيق طيب وعابث، يزداد انزلاقه فى إدمان المخدرات، يؤدى دوره «إسلام جمال». وثمة فتاة رقيقة، ضريرة، فقدت بصرها إثر حادث أليم، تجسدها بمهارة «منة شلبى»، بالإضافة لطبيب متخرج حديثا، لا يجد عملا داخل وطنه، لأن لا واسطة لديه.. وهذه النماذج، إجمالا، تنتمى لجيل الشباب، الجمهور الأساسى للسينما.

فى «نور عينى» تختلط الكوميديا بالميلودراما. تنبع الفكاهة من السخرية تجاه أبطاله، الأمر الذى يقربهم من الجمهور، فالبطل يزعم أنه قوى البنية، لكن التجربة تبين عكس ذلك، والبطلة تدعى أن حاسة الشم عندها مرهفة، لكن المواقف تثبت العكس، ويلجأ الفيلم إلى طريقة «مصرية» فى مداعبة الجمهور، فعندما تخطئ الضريرة فى معرفة حبيبها المغنى، وتضع كفيها على عينى أحد الجالسين فى الكازينو وهو المنتج، السبكى يلتفت لها ويجذبها نحوه.

يثور تامر حسنى ويتجه نحو الرجل الذى يجذبه ــ أيضا ــ نحوه بطريقة ذات مغزى، قائلا «كله لحمة» عندئذ، تصل الرسالة إلى الجمهور الذى يضج بالضحك.. يذهب الفيلم، مع بطليه إلى لبنان حيث بعض لقطات الكروت بستال الجمالية.. وتأتى الميلودراما مكثفة مع وفاة الشقيق المدمن إثر جرعة زائدة، وها هو المغنى يبكى، فتنسال دموع المشاهدين.. الطبيب يحب الضريرة وهو لا يعلم أن المغنى يحبها، وهى تجرى جراحة تسترد بها بصرها. وعلى طريقة الأفلام الهندية يكظم المغنى حبه، ولكن الطبيب ــ عمرو يوسف ــ يتنازل، وكذا تتوالى الأمور، بتوقيع وائل إحسان، الذى يدرك حدود المهارة، فى إخراج توليفة مرضية.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات