قوة مصر الناعمة - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 1:50 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قوة مصر الناعمة

نشر فى : الأربعاء 21 أكتوبر 2009 - 9:23 ص | آخر تحديث : الأربعاء 21 أكتوبر 2009 - 9:23 ص

 لفت نظرى تعبير القوة الناعمة الذى بدأ ينتشر فى الأدبيات الصحفية، ويطلق عادة على الطاقة الثقافية والقيمة الإبداعية عند دولة ما، وهو تعبير يوضع فى قبالة، وعلى النقيض، مما تعنيه «القوة الحربية» أو «القوة الاقتصادية» أو أى قوة ذات طبيعة مادية، فـ«القوة الناعمة» لا علاقة لها بالبوارج الحربية أو البنوك العالمية أو الشركات العابرة للقارات، فهى تتعامل، أساسا، مع العقول والقلوب. تخاطب الأفكار والأحاسيس، تقدم «رؤى» جديدة. لا تقتحم بها حدود الآخرين، ولكى تفتح أمامهم آفاقا رحبة.

ما أثار إعجابى، وإرضائى، فى هذا التعبير، يرجع لتداوله، على استحياء، فى وصف الحضور المصرى، المؤثر والمحبب، فى مهرجان أبوظبى السينمائى، كما وكيفا، ونظرة واحدة، سريعة، إلى كراسة الدليل الرسمى للمهرجان، تبين بجلاء أن الإبداع المصرى من أهم علامات أبوظبى، سواء فى مجال السينما الروائية أو التسجيلية..

فيلمان روائيان طويلان جرى عرضهما فى باب التكريمات: «احكى يا شهزاد» ليسرى نصرالله، الذى وصفه الدليل بأنه «يعد نداء لليقظة ضد اضطهاد المرأة..

وأصبح حديث مصر بأسرها هذا الصيف بكثرة التابوهات». أما «المسافر» الذى عرض فى الافتتاح حيث أعلن المهرجان، بفخر «أول عرض له فى الشرق الأوسط..

وأنه يتميز بطابع شخصى مما يجعلنا ننظر له على أنه تأمل مثير للمشاعر، يدور حول بحث الإنسان الدءوب عن هويته. هذا البحث الذى يعكس واقع أمة».

داخل المسابقة تم اختيار فيلمين: «بالألوان الطبيعية» لأسامة فوزى و«هليوبوليس» لأحمد عبدالله، عن الفيلم الأول قيل «إنه يطرح بجرأة لا تقبل المهادنة أو الردع أسئلة جوهرية عن مواضيع الحق وحرية الخيال فى مجتمع تحكمه الأخلاقيات الدينية الصارمة»، وجاء الفيلم الثانى مرصعا بالعبارة التالية «يبشر أول أفلام أحمد عبدالله بجيل جديد من المخرجين السينمائيين المستقلين». وهذه الجملة الأخيرة، المشرقة، تعبر، بمحبة وثقة، فيما سيأتى من إبداع مصرى.

فى مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، شارك فيلمان: «كاريوكا» لنبيهة لطفى التى وصفها المهرجان بأنها «مخرجة مخضرمة»، واعتبر أن فيلمها «هدية نادرة للسينما». وثمة «الجيران» لتهانى راشد، الذى يقدم حى جاردن سيتى على نحو اتسم «ببراعة سينمائية» حسب وصف الدليل.

إذا أضفت لهذه الباقة الفيلمين القصيرين «ربيع 89» لأيتن أمين، و«إلى البحر» لأحمد مجدى، المشاركين فى مسابقة الأفلام القصيرة، يصبح عدد الأعمال المعروضة، لنا، ثمانية أفلام، وهو العدد الأكبر بالنسبة لبقية الدول، باستثناء «البانورامات» الخاصة، وبالتحديد «بانوراما» السينما التركية.

غاب الكثير من نجومنا الكبار عن المهرجان، لانشغالهم فى أعمالهم، ورب ضارة نافعة، فغيابهم أدى إلى تسليط الأضواء على الأعمال الإبداعية فى حد ذاتها، وبالتالى بدت القوة الناعمة المصرية واضحة، فى إحدى تجلياتها.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات