ليسوا جنودكم.. وأبطال لا«غلابة» - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 2:06 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ليسوا جنودكم.. وأبطال لا«غلابة»

نشر فى : الإثنين 20 يوليه 2015 - 5:40 ص | آخر تحديث : الإثنين 20 يوليه 2015 - 5:40 ص

بمجرد وقوع اشتباك مع رجال القوات المسلحة فى سيناء، واستباقا لأى روايات رسمية عن حصيلة هذه المواجهات مع الإرهابيين، حتى تخرج علينا اللجان الإلكترونية الداعمة لهؤلاء الخونة، مروجة لوقوع خسائر كبيرة مزعومة فى صفوف الجيش، فى محاولة منها ومن القائمين عليها لتسريب الإحباط إلى نفوس الشعب المصرى وهز ثقته فى قدرة وكفاءة جيشه الوطنى.

هذه العملية تتم بأعلى درجات الاحتراف القائم على الاستفادة من نظريات الإعلام الشهيرة، مثل نظرية «تحليل الإطار الإعلامى» Frame Analysis Theory، التى تدرس ظروف تأثير الرسالة على المتلقى، وتنطلق من أن الأحداث ومضامين وسائل الإعلام لا يكون لها مغزى فى حد ذاتها «إلا إذا وضعت فى سياق وأطر إعلامية».

وانطلاقا من هذه النظرية ــ وغيرها ــ يحاول الداعمون للإرهاب تمرير رسائلهم المسمومة التى تستهدف تشويه صورة الجندى المصرى وتضحياته، وليس أدل على ذلك سوى «الإطار» الذى يضعون فيه جنودنا الذين يقاتلون الأعداء فى سيناء؛ فبدلا من الحديث عن جنودنا الأبطال أو الشجعان أو البواسل الذين يذودون عن الشعب المصرى ضد الإرهابيين الخونة، يتم الحديث عن «جنودنا الغلابة»، بكل ما يحمله إطار «الغلابة» من دلالات سلبية فى المخيلة المصرية.

إن تقديم جنودنا فى إطار «الغلابة»، هو محاولة شيطانية لتصدير صورة مغلوطة مؤداها أن هؤلاء الجنود من «أبناء الفقراء دون غيرهم»، وهو ما يستهدف إثارة النعرات الطبقية فى المجتمع، وتاليا إحداث شروخ وتصدعات عميقة فى الجبهة الداخلية المتماسكة ضد الإرهاب ومن يمارسه أو يروج له.

ولسنا بحاجة للتأكيد على أن كل مصرى يعلم علم اليقين أن هذا الكلام عار عن الصحة ولا يصدقه كل من له عقل أو ألقى السمع وهو شهيد؛ فنيران العدو لا تفرق بين ضابط وجندى أو غنى وفقير أو بين متعلم وأمى أو عسكرى ومدنى.. فكل من ينال شرف الجندية يفخر بأن منحه الله فرصة الدفاع عن بلاده، ولا يعرف معنى ذلك إلا من خدم فى جيشه الوطنى، «فمن ذاق عرف» كما تقول الحكمة الصوفية الشهيرة.

استدعاء صورة الجندى «الغلبان» تستهدف أيضا استحضار صورة الجندى المهزوم فى سنة 1967، وهى الصورة التى تقاتل إسرائيل ــ ومعها كل عدو وكاره لمصر ــ لتكريسها عبر عشرات السنين، فـ«الجندى الغلبان»، هو المعادل الموضوعى لـ«الجندى الجاهل، غير المدرب، الأبله، الجبان، قليل الحيلة، الذى لا يجيد استخدام سلاحه...»، وهو ما يستهدف فى الأخير زعزعة ثقة الشعب المصرى فى قدرة جيشه الوطنى على دحر هؤلاء الإرهابيين؛ وبالتالى التفكير فى الرضوخ لإملاءاتهم ومن وراءهم، لإنقاذ هؤلاء «الغلابة»، ولكن هيهات أن يحدث ذلك مع الجيش المصرى الباسل، الذى يقف خلفه شعب أصيل وقديم ويعرف معنى التضحية دفاعا عن تراب وكرامة هذا الوطن، منذ حرب التحرير التى قادها القائد الفرعونى «أحمس الأول» لطرد الهكسوس من مصر، وصولا لحرب أكتوبر سنة 1973.

ولكى تمرر هذه اللجان الإلكترونية هذه الرسائل الخبيثة بأريحية ودون إثارة للشكوك فى نواياها، تجدهم يسبقون«كلمة الغلابة» بكلمة «جنودنا» مع التأكيد على «نا الفاعلين»، باعتبارهم مصريين ويخافون على الوطن وعلى «جنودهم»، وما هم بجنودهم، فمن يقلل من حجم الجهد والتضحيات التى يقدمها الرجال على خطوط النار عليه أن يعيد النظر فى مفهومه للوطنية، ومن يردد مقولات ــ حتى بحسن نية ــ تستهدف النيل من تماسك الجبهة الداخلية عليه أن ينتبه.. فمصر فى حالة حرب.

 

kaboubakr@shorouknews.com

التعليقات