بعيدا عن (روبن هود) - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 7:36 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعيدا عن (روبن هود)

نشر فى : الأربعاء 19 مايو 2010 - 10:51 ص | آخر تحديث : الأربعاء 19 مايو 2010 - 10:51 ص

 ما الجديد الذى من الممكن أن يقدمه والتر سكوت عن تلك الشخصية التى ظهرت من قبل، فى عشرات الأفلام؟.. الإجابة تأتيك من قلب الفيلم. إنه لا يتحدث عن «روبن هود»، ولكن يتعرض للعوامل التى تؤدى، بالضرورة، لظهور «روبن هود» وأمثاله: الرجل الخارج عن القانون، من وجهة نظر السلطات الحاكمة، وهو فى ذات الوقت، البطل المحبوب من الناس، قاطع الطريق على الأثرياء، يرعبهم، يستولى على أموالهم وعتادهم، يوزعها بعدالة على الفقراء، ويغدو أسطورة مدججة بالخيال والأكاذيب.

مكتوب على «أفيش» الفيلم «حكاية الرجل وليس الأسطورة». وفعلا، مع المشاهد الأولى، بما تتضمنه من معارك حربية، يبرع فيها والتر سكوت عادة، نستمع لصوت المعلق، معلنا انتهاء الحملة الصليبية بالفشل، وعودة القوات البريطانية، والأوروبية، مهزومة، بقيادة ريتشارد قلب الأسد، الذى قتل فى اشتباك طفيف ضد الفرنسيين، وبوضوح، يشير المعلق إلى التكاليف الباهظة لتلك الحرب الخائبة التى دفعها الشعب البريطانى عن طريق ضرائب لا تطاق، دفعت بالناس إلى حافة اليأس، وساهمت بفاعلية فى صنع الخارجين عن القانون، لأن القانون، ببساطة، شديد الإجحاف..

وسريعا، يتدفق الفيلم بأحداثه، معتمدا فى بنائه على مستويين، أحدهما يتعلق بسيرة المقاتل العائد «روبن هود»، والآخر يتابع دسائس ومؤامرات قصر إنجلترا الملكى، الذى يؤول إلى الطاغية «جون»، شقيق قلب الأسد. لكن الفيلم، بوقائعه التى تدور فى نهاية القرن الثانى عشر، وهذه أهميته، يبدو وكأنه ابن الحاضر.

التكأة التى تعتمد عليها دراما الفيلم تنطلق من ذلك الموقف الذى يحنو فيه روبن هود على مقاتل يحتضر، يطلب من بطلنا تسليم السيف إلى والده الضرير، الحكيم، صاحب إحدى الضيعات، الذى يرجو من «روبن هود»، لاحقا، أن يزعم بأنه ابنه العائد بعد طول غياب، وبالتالى عليه أن يتظاهر بأنه زوج زوجة ابنه التى تؤدى دورها القديرة كيت بلانشت.

وبعد مفارقات ومواقف محرجة، يبدأ قلب المرأة فى التفتح نحو روبن هود، الذى يقف ضد توالى الضرائب المتعسفة التى يجرى جبايتها على نحو فظ، بالغ القسوة.. من ناحية ثانية، تتحرك قوات فرنسية لغزو إنجلترا، بمؤازرة من بطانة الملك «جون» الخائنة.

يدافع «روبن هود» عن الوطن، ويقدم الملك «جون» وعدا برفع الظلم وإيقاف ابتزاز شعبه، لكنه يتنكر عن وعوده، ويصبح «روبن هود» متمردا، يتجمع مع رجاله، والمرأة التى بادلته حبا بحب، فى الغابة، لتبدأ أسطورته مع نهاية الفيلم..

ربما لا جديد فى أداء راسل كرو الموفق، الذى لا يتجاوز بريقه فى «المصارع»، وقد يثبت والتر سكوت براعته، مرة أخرى، فى إخراجه المبهر للمعارك الحربية، بتفاصيل طابعها الوحشى، لكن المؤكد أن قيمة الفيلم الرفيعة تكمن فى إدراكه للقانون الذى يصنع «ابن عروس» و«أدهم الشرقاوى» و«روبن هود».


كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات