قيام ائتلاف غربى – إسرائيلى – عربى لا يزال بعيدا - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 2:01 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قيام ائتلاف غربى – إسرائيلى – عربى لا يزال بعيدا

نشر فى : الخميس 18 أبريل 2024 - 8:15 م | آخر تحديث : الخميس 18 أبريل 2024 - 8:21 م

ميخائيل ميلشتاين

إن إحباط الهجوم الإيرانى هو إنجاز عسكرى مبهر من دون أى جدل، لكن النقاش الإسرائيلى بشأن تداعيات الحادثة يعكس خروجا عن التوازن، فضلا عن محدودية فى تفكيك رموز منطق اللاعبين فى المنطقة، وهذه مشكلة جوهرية تمثلت فى تقصير 7 أكتوبر.

بعد التراجُع فى مكانة إسرائيل الدولية، انتقلت إسرائيل مؤخرا إلى حال من النشوة فى إطارها رأى البعض أن إحباط الهجوم الإيرانى هو بمثابة ضربة قاتلة لإيران وبداية نظام إقليمى جديد.

وقبل أن تتحول هذه المشاعر إلى نظريات، يجب أن نجرى تحليلا متوازنا ونقديا.

أولا، من المهم، إلى جانب الإنجاز المذهل على المستوى الدولى والتاريخى، أن يتم فحْص الظلال الكامنة فى الهجوم الإيرانى.

فقد بادرت طهران إلى هجوم غير مسبوق، وأظهرت جرأة كبيرة (على الرغم من تحذير بايدن)، وشعرت بأنها غيّرت المعادلة بين الدولتَين.

كما جسدت الحادثة ارتباط إسرائيل بالمساعدة الخارجية، وإلى حد ما أظهرت التآكل الذى طرأ على قوة ردعها بعد 7 أكتوبر.

أمّا التوازن الثانى، فيتعلق بالحديث عن نشوء «ائتلاف إقليمى جديد» بعد الهجوم، والذى يتمحور حول عدو مشترك، وهو إيران.

حتى الآن، إسرائيل هى الوحيدة التى تستخدم مصطلح «ائتلاف» فى وصف التعاون غير المسبوق الذى شاركت فيه بعض الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى دول عربية.

وهناك فى إسرائيل مَن ذَهَبَ بعيداً فى الكلام عن بداية تحوُل استراتيجى، أو انتقال من العزلة العميقة التى خلفتها الحرب فى غزة إلى التأييد والشرعية الدولية بعد الهجوم الإيرانى، واعتبار ما حدث نقطة تحوُل تاريخية من المتوقع أن تحدد الآتى. لقد كانت للأردن مساهمة فى هذا السياق، لكن هذه المساهمة تدل أيضا على أن الائتلاف الإسرائيلى – الغربى – العربى ضد إيران لا يزال رؤية بعيدة.

وقد ادعى الأردن رسميا أنه عمل ضد «أجسام طائرة» تسللت إلى أراضيه، وامتنع من وصف أن يكون لذلك علاقة بإسرائيل... لكن الذين يبالغون فى وصف «التحالف الشجاع» الذى ظهر يتعين عليهم أن يفهموا أن وراء المشاركة فى الاعتراض توجد مصالح وجودية للمملكة التى تخشى تصاعُدَ تهديد إيران التى تحاول استغلال أراضيها من أجل الدفع قُدُما بصراعها ضد إسرائيل.

وعلى الرغم من أن أغلبية دول المنطقة ترى فى إيران عدوا أخطر من إسرائيل، فإنه ليس هناك حاكم عربى يخاطر بالحديث عن هذا علنا، الأمر الذى يؤلب الجماهير ضده التى تواصل إظهار عدائها العميق لإسرائيل.

والعكس هو الصحيح؛ فأغلبية الحكام فى المنطقة يواصلون سياسة المصالحة مع طهران، انطلاقا من الفهم القائل إنه من الأفضل التحاور معها بدلا من الاعتماد على الولايات المتحدة فى استئصالها.

وفيما يتعلق بإسرائيل، فإن عليها أن تدرك، كما فى مسألة التطبيع مع السعودية، أنه سيكون من الصعب نشوء ائتلاف طالما هناك عقبات فى الموضوع الفلسطينى، وفى طليعتها الحرب فى غزة، والجمود فى العلاقات مع السلطة الفلسطينية.

• • •

مع تبدد النشوة، ستجد إسرائيل نفسها فى مواجهة مشكلتَين استراتيجيتَين يجب حسمهما فى أقل من نصف سنة: الصراع ضد «حماس» ومسألة الرهائن، والواقع الناشئ فى الشمال. إن الإنجاز الذى تحقق يوم صد هجوم إيران لم ينعكس فى أى من هذَين التحديَين، وطبعاً لم يؤدِ إلى اختفائهما.

يديعوت أحرونوت مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات