أيام الكرب.. والمأزق النفسي - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 7:41 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أيام الكرب.. والمأزق النفسي

نشر فى : الجمعة 13 أكتوبر 2023 - 8:55 م | آخر تحديث : الجمعة 13 أكتوبر 2023 - 8:55 م
لم يعد خافيا على أحد أن حالة الإنسان النفسية والذهنية والجسدية إنما هى ضفيرة مجدولة فى النهاية تعبر عن كيان الإنسان وعلاقته بمجتمعه فى الحياة. القلق إذا ما أصاب النفس تداعى له الجسد بالمرض وظهر العرض فى حين اختفى السبب العضوى: لا إصابة بفيروس أو باكتيريا. قد تشكو من صداع قاتل بينما أنت سليم معافى أو ألم أسفل الظهر وتسفر كل الفحوصات عن فقرات سليمة وعمود فقرى لا خلل به.. تلك هى الأمراض النفسجسمية التى أعلن العلم عن حقيقة وجودها وأهمية تشخيصها وإن اختلف علاجها بالطبع عن الأمراض العضوية.
يوصى الأطباء دائما الإنسان بمحاولة التخلص من الضغوط العصبية فى كل الأحوال ومع اختلاف الأمراض: فإلى جانب التذكرة الطبية تأتى تلك النصيحة الذهبية من طبيب القلب أو الكلى خاصة إذا ما اقترن الأمر بارتفاع ضغط الدم أو مشاكل الشرايين أو هبوط القلب.
هل الحديث هنا يقف عند حدود الضغوط العصبية الشخصية والتى تنجم عنها تأثيرات على نفس الإنسان إذا ما داهمته مشكلة شخصية أو حدث أصابه دون غيره ممن حوله؟
حديثى اليوم عن الضغوط العصبية التى يتعرض لها الإنسان مشاركا الآخرين فى حدث داهم الجميع دون تفرق كالكوارث الطبيعية أو الحروب وأقرب الأمثلة ما نعانى منه الآن جميعا فيما يحدث فى فلسطين.
كانت القضية الفلسطينية دائمة الحضور فى وجداننا نحن المصريين لم تنسحب أبدا من اهتمام الشعب المصرى. سجل التاريخ وما زال لنا مواقف شجاعة من دعم الفلسطينيين واستعدادنا للتضخية كما لو كانت تلك الأرض المغتصبة هى أرضنا نحن فـ«يافا» لا تبعد كثيرا عن الإسكندرية.
أكتب اليوم عن المأزق النفسى الذى يؤرقنا جميعا بدرجات متفاوتة نتيجة لانفعالنا بما حدث ويحدث الآن. عزل غزة بصورة وحشية لا إنسانية انتقاما من أحداث مقاومة للاحتلال الذى طال حتى صارت فلسطين الدولة الوحيدة المحتلة فى العالم.
عن رد الفعل لحادث الإسكندرية والذى جاء رد الفعل لما حدث فى فلسطين وإن كنت ككل العقلاء استقبلته بشعور طاغ بالصدمة. هم سائحون عزل داخلوا مصر وفقا لاتفاقات دولية صريحة تسمح لهم بالدخول يرافقهم مصرى يجتهد فى عمله: أى منهم كان يستحق الموت؟!.
لم تعد الضغوط العصبية مسألة شخصية: المدخن يصاب بسرطان الرئة نتيجة لإصراره على التدخين بينما ينسحب هذا الاحتمال الكارثى على كل من حوله فيما يعرف بالتدخين السلبى.
الضغوط العصبية التى ينصح بتجنبها الأطباء أصبحت مرادفا لتعبير هموم الناس التى يعانى منها الجميع.. فانتبهوا.
ليس لدى حل سحرى يرفع عن كاهل البشر ثقل تلك الضغوط العصبية وأنا منهم بلا شك.
لكن ربما كان لدى نصيحة صادقة مخلصة: أعيدوا النظر فى حقيقة ضغوط حياتنا المشتركة وارصدوا آثارها المدمرة على صحتكم النفسية ثم ترفقوا بأحوالكم وقدموا المساعدة لكل من حولكم فى كل وأى صورها قدر استطاعتكم.
أرجو أن يصل المعنى الذى سجلته سطورى وما بينها إلى قلوبكم وعقولكم.
دمتم جميعا سالمين..
التعليقات