دعوة للتفاؤل - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 2:09 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دعوة للتفاؤل

نشر فى : الإثنين 13 يوليه 2015 - 10:35 ص | آخر تحديث : الإثنين 13 يوليه 2015 - 10:35 ص

ليس هناك أفضل من قيمة التفاؤل مهما كان حجم التحديات، ومهما كان حجم الأخطار التى تحدق بالوطن أو بنا كأفراد فى إدارتنا لشئون حياتنا.. فالتفاؤل وحده هو القادر على شحن بطاريات الأمل والثقة فى إمكانية تجاوز المحن.. ورؤية شعاع النور فى وسط الظلام.. وتحويل المستحيل إلى واقع نلامسه بأيدينا ولو بعد حين.

أنا شخصيا من المتفائلين بمستقبل هذا الوطن رغم ما نعانيه من ألم فى اللحظة الراهنة، ورغم كل المشكلات التى تراكمت على كاهله، فأفقدت بوصلته القدرة على تحديد الاتجاه الصحيح نحو التقدم والرفعة فى كثير من الأحيان. متفائل برغم تهميش العلم لمصلحة «الفهلوة». متفائل برغم تقديم العجائز والمومياوات المحنطة التى تعيش فى أزمان وعصور غابرة على حساب الشباب. متفائل بعودة مصر بسواعد أبنائها إلى المكانة التى تستحقها بين الأمم والشعوب ولو كره الكارهون.

التفاؤل من دون معطيات واقعية يعتبر ضربا من التحليق فى الخيالات والأحلام؛ ولذلك أقول إنه رغم هذه الحرب التى يخوضها رجال القوات المسلحة والشرطة فى سيناء ضد الإرهابيين الذين لا ملة لهم ولا دين، ورغم ضريبة الدم والعرق التى يقدمها هؤلاء الرجال، إلا أنى متفائل وواثق من قدرتهم على سحق هؤلاء المجرمين.. ورغم قساوة التجربة علينا جميعا إلا أننى أرى أنها تصقل جيلا جديدا من العسكريين المصريين بتجربة النار، وتمده بمهارات وخبرات جديدة لا تكتسب إلا فى ميادين القتال.

متفائل بأن من بين الضباط الصغار من قادة السرايا والفصائل الذين يخوضون معركة الشرف والكرامة دفاعا عن مصر وأرضها وشعبها وحاضرها ومستقبلها سيخرج من يواصلون مسيرة البطل أحمد عبدالعزيز وعبدالمنعم رياض وسعد الشاذلى وعبدالغنى الجمسى وسعيد الماحى ومحمد على فهمى وعبدالمنعم خليل وإبراهيم الرفاعى وغيرهم ممن صنعوا المجد للعسكرية المصرية، مع حفظ الألقاب.

متفائل بتقدم الشباب لتولى المواقع القيادية فى هذا البلد؛ لأنه فى نهاية المطاف لن يصح إلا الصحيح، فلن يستمر ذلك الجيل البليد الذى آمن بأن طأطأة الرأس وخفض الصوت هما سبيله الوحيد للصعود والترقى بغض النظر عن مقدار علمه ومعرفته وموهبته. بيولوجيا.. سيموت هذا الجيل الذى تجمد فكره وتصلبت شرايين عقله على أفكار قديمة وبالية لا علاقة لها بعصرنا الحاضر ومستقبلنا الذى ننشده، عدديا.. طوفان الشباب قادم بأكثر من 60% من قوام هذا الشعب، عمليا.. أظن أن إدارة تسعى لرفعة هذا الوطن لن تستمر فى الاعتماد على هؤلاء المنافقين ممن يعتبرون توريث وظائفهم لأبنائهم من بعدهم على حساب الوطن ومستقبله هو قمة الأحلام وسدرة المنتهى.

وسط الكثير من الإحباطات التى عشناها فى الفترة الأخيرة متفائل بمشروع قناة السويس الجديدة الذى سيتم افتتاحه أوائل الشهر المقبل؛ لما يمثله من دلالة على قدرتنا على الإنجاز رغم المعوقات والعراقيل التى يضعها المغرضون فى طريقنا. متفاءل باستكمال هذه المشروع الطموح لتنمية وتعمير إقليم القناة وشبه جزيرة سيناء واستيعاب أهلها فى برامج التنمية بعد طول تهميش.

لم أجد ونحن فى الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل وعيد الفطر المبارك يطرق الأبواب إلا أن أحدثكم بحديث التفاؤل الذى نحتاج إليه مدعوما بالجد والاجتهاد وبذل العرق لرفعة وطننا.. تفاءلوا تصحوا.. كل عام وأنتم بخير.. كل عام ومصر بخير.


kaboubakr@shorouknews.com

التعليقات