اللياقة البدنية لضابط الشرطة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 6:38 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اللياقة البدنية لضابط الشرطة

نشر فى : الثلاثاء 11 أكتوبر 2022 - 7:55 م | آخر تحديث : الثلاثاء 11 أكتوبر 2022 - 7:55 م
مستوى اللياقة البدنية والصحة العامة لطلاب أكاديمية الشرطة الذين ظهروا به صباح يوم الإثنين الماضى، خلال حفل تخرجهم، أمر يدعو للإعجاب والاطمئنان، ويبقى السؤال الجوهرى: إلى أى درجة يستطيع هؤلاء الخريجون أن يحافظوا على هذا المستوى البدنى والصحى فى قادم الأعوام حينما ينهمكون فى العمل ويتقدمون فى السن؟
من حسن حظى أننى كنت موجودا فى هذا الاحتفال ورأيت العروض المختلفة التى أداها هؤلاء الخريجون ومعهم طلاب بقية الفرق الدراسية بالأكاديمية مباشرة من المقصورة التى تواجد بها الرئيس عبدالفتاح السيسى وكبار رجال الدولة والعديد من كبار الإعلاميين.
فى هذا الاحتفال كان هناك العديد من المشاهد، لكنى سأتوقف اليوم عند مشهد محدد وهو ممارسة الرياضة وأثرها على صحة الأفراد وبالتالى كل المجتمع.
السمة الأساسية هى أن المشاركين فى العروض التى صاحبت الاحتفال كانوا يتمتعون بلياقة بدنية عالية، وصحة عامة ممتازة، وقد وضح ذلك من خلال الفقرات المختلفة التى أدوها من أول ركوب الدراجات نهاية باجتياز موانع قفز صعبة للغاية مرورا بعروض القوة البدنية والدفاع عن النفس ورياضات الكاراتيه والكونج فو والكيك بوكس والرماية والتسلق وتأمين الشخصيات العامة ورياضة الباركور. وكان الملفت للنظر أكثر ظهور العديد من الخريجات بمستوى مرتفع جدا خلال العروض القتالية ومهام الحراسات الخاصة والرماية، ناهيك عن اللياقة البدنية العالية.
وكانت قمة هذا الأداء ما قام به أحد الخريجين حينما تمكن من القفز متجاوزا دبابة وثلاثين شابا يرفعون الرماح ويقفون فى صفين متقابلين. هذا الشاب نال تصفيق الجميع وفى مقدمتهم الرئيس السيسى ووزير الداخلية اللواء محمود توفيق.
الاهتمام بالرياضة والصحة العامة أحد أهم سمات الدول المتقدمة، وهى تعطى مؤشرات واضحة على الوقاية وتراجع الأمراض فى المستقبل. والأمر لم يعد يحتاج إلى تدليل أو برهنة، فممارسة الرياضة حتى لو كانت مجرد المشى المنتظم كفيلة بتغيير حياة الإنسان، وتجنيبه العديد من الأمراض. ونتذكر أن الأديان السماوية تحض على ذلك ومنها أحاديث مثل: «المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف وفى كل خير»، كما دعانا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى تعليم أولادنا السباحة والرماية وركوب الخيل: «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل».
أن يكون ضابط الشرطة متمعتا بالصحة العامة، ويمارس أى نوع من الرياضة فذلك سيمكنه من أداء عمله بصورة أفضل، ويجعله يتفوق فى أى اشتباك مع الخارجين على القانون، إذا تم الاحتكام فقط للصحة العامة.
السؤال الذى يشغل ذهنى، لماذا لا يحافظ بعض ضباط الشرطة على هذا المستوى طوال مدة خدمتهم؟
أعلم وأدرك أن غالبية المهن الأخرى لا تمارس أى نوع من الرياضة من الأساس، وحينما يتقدمون فى السن ويجلسون على المكاتب يزداد وزنهم ويتعرضون لأمراض متعددة خصوصا السكر وأمراض القلب، لكن يفترض أن الأمر يختلف تماما مع ضباط الشرطة حيث هناك ضرورة قصوى للحفاظ على ممارسة الرياضة باعتبارها ركنا مهم فى ممارسة العمل خصوصا اذا كان ميدانيا.
أتذكر أن الرئيس السيسى تحدث أكثر من مرة قبل سنوات عن ضرورة أن يمارس الجميع الرياضة، ورأيناه يستقل الدراجة فى أكثر من مناسبة خصوصا فى شرم الشيخ والإسكندرية، وأتذكر أيضا أنه طالب كبار المسئولين بألا يزيد وزنهم.
قد يرى البعض هذا الموضوع هامشيا، وقد يقول البعض الآخر: هل انتهت كل مشاكلنا حتى تحدثنا عن أهمية ممارسة الرياضة؟! والرد ببساطة أنه من دون ممارسة رياضة ومن دون التمتع بالحد الأدنى من الصحة العامة، فلا يوجد مستقبل حقيقى لأى شخص أو لأى أمة وسيعيش مريضا وعالة على المجتمع.
أتمنى بالطبع أن تتمكن كل الأندية ومراكز الشباب والساحات العامة والخاصة من استقطاب وجذب كل الشباب لممارسة الرياضة، وإذا لم يحدث ذلك فعلى كل شخص أن يسعى بنفسه لممارسة الرياضة بأى طريقة يراها، طالما أنها تحقق الهدف المنشود حينما يقوم الشخص بالمشى يوميا ولو لعشرين دقيقة يوميا، فانه سيضمن بنسبة كبيرة ألا يصاب بأمراض خطيرة، وسيوفر لنفسه الوقت والجهد والمال، وسوف يجد نفسه مبتعدا عن طريق المخدرات بأنواعها المختلفة.
كل التمنيات للخريجين الجدد بالتوفيق وأداء رسالتهم فى إنفاذ القانون ومعاملة الناس بإنسانية كما قال الرئيس السيسى.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي