ملاحظتان - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 12:29 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ملاحظتان

نشر فى : السبت 10 أكتوبر 2009 - 9:25 ص | آخر تحديث : السبت 10 أكتوبر 2009 - 9:25 ص

 الجريئة.. إيناس الدغيدى، تستحق الإعجاب عن جدارة، شكلا وموضوعا، والأهم أنها نزعت قناع التبتل عن مجتمع ينغمس سرا فيما يهاجمه علنا، فعدد كبير من الذين وقفوا ضد البرنامج، تابعوه على نحو لا يخلو من شغف، فالمذيعة، على غير المألوف، ترتدى أزياء على درجة عالية من الأناقة، تنافس بها ملابس ضيفاتها من النجمات، وفى حواراتها تعيد شيئا من ذكرى صاحبات الطلة الملفتة لمذيعات الشاشة الصغيرة، فى الأيام الخوالى.

صحيح، لا يتوافر عندها رقة سلوى حجازى، ولا تتمتع بثقافة أمانى ناشد، ولا تتسم بقوة شخصية ليلى رستم، وطبعا لا يمكن، وليس من المطلوب، أن تكون إيناس صورة كربونية منهن، ذلك أنها تأتى فى زمن آخر، الورع المزيف من أوضح معالمه: التظاهر بالانزعاج من عدم تغطية الأذرع والسيقان هو دليل الأدب الجم.

هجاء توجيه أسئلة حول خصوصيات الضيف بهدف إبراز مدى نزاهة الهجاء.

برنامج إيناس، المشاغبة، اكتسب الكثير من شخصيتها التى تجنح للصدام، وبالضرورة، وهذه ميزته، يتجاوز الخطوط الحمراء الوهمية، ويقتحم بشجاعة المناطق المسكوت عنها، التى تتجنبها البرامج الميتة الأخرى، وما أكثرها.

غسان بن جدو، المذيع المنضبط الانفعالات فى قناة الجزيرة، الذى يستطيع أن ينقل أشد أحاسيسه سخونة، من دون أن تفارق الابتسامة وجهه، يتحفنا أخيرا بحلقتين تلبيان أشواق المشاهدين لرؤية وسماع ابن العراق البار، منتظر الزيدى، الذى قذف فردتى حذائه على بوش، فى آخر زيارة للرئيس الأمريكى، إلى أرض الرافدين.

أسئلة بن جد، إنسانية، وسياسية فى آن، وجاءت الإجابات بسيطة وصادقة وعميقة فى آن، لذا وصل البرنامج إلى قلب وعقل المشاهد معا. الزيدى، بمظهره الطيب العادى، وبملامح وجهه العربى، القريب للنفس، يتماثل مع مظهر الملايين من شبابنا.

تحدث الزيدى عن أسرته الصغيرة، شقيقه وأخواته، حديثا يفيض عذوبة، كما تحدث عن عائلته الكبيرة، الشعب العراقى بكل أطيافه. عندئذ، نثق أن العراق، حتما، سينهض من جديد، وحين سأله بن جدو عما إذا كانت نيته مبيتة على رشق بوش بالحذاء، أجاب الزيدى أنه تصرف على نحو عفوى، وأنه على استعداد لإعادة ما فعله، وعن مسألة «المهنية» و«دور الصحفى» التى تشدق بها البعض قال إن ضميره كمواطن وكصحفى هو ضمير واحد.

اللقاءان، تعززا بمشاهد وثائقية، والأهم أن لا بن جدو ولا الزيدى تحدثا عن «منتظر» كبطل استثنائى، ولكن كمواطن، شأنه شأن آخرين، يخفق قلبه بحب بلاده.. بمثل هذا البرنامج، يرتفع شأن القنوات.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات