إحسان عبدالقدوس بين فضاءين - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 8:14 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إحسان عبدالقدوس بين فضاءين

نشر فى : الثلاثاء 10 يناير 2023 - 8:10 م | آخر تحديث : الثلاثاء 10 يناير 2023 - 8:10 م
نشرت جريدة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب حسن مدن، تحدث فيه عن الكاتب الروائى إحسان عبدالقدوس بمناسبة ذكرى ميلاده ووفاته فى يناير، تناول أيضا نشأته بين بيئتين متناقضتين؛ بيئة جده لأبيه والذى كان عالما أزهريا يعقد ندوات مع علماء المشيخة، وبيئة أمه المتحررة المثقفة التى تعقد ندوات ثقافية وسياسية، وكيف أنه عانى حتى تأقلم على هذا التناقض كأمر واقع.. نعرض من المقال ما يلى.
أمّ إحسان عبدالقدوس هى الفنانة، والصحفية لاحقا، روز اليوسف، الآتية من لبنان إلى مصر، لتنشغل بالفن والتمثيل، قبل أن تتفرغ للصحافة فتؤسس المجلة التى تحمل اسمها، وما زالت تصدر حتى اليوم، مشكّلة هى والمجلة الشقيقة لها «صباح الخير» مدرسة متميزة فى الصحافة المصرية.
لكن الطفل إحسان لم ينشأ فى كنف أمه، إنما فى كنف جده لأبيه. ذلك أن والديه انفصلا وهو لم يزل جنينا فى بطن أمه، لتلده بعد قليل فى العام 1919. وكان والد إحسان، محمد عبدالقدوس، يجمع بين التمثيل والتأليف وهندسة الطرق والجسور، ولم يشأ جد إحسان المحافظ أن يترك أمر تربيته لواحد من والديه، وهو العارف بانصراف الأم إلى عالم الشهرة، فيما الوالد منصرف إلى أشغاله.
كان الجد، أحمد رضوان، من خريجى الأزهر ويعمل رئيس كتاب بالمحاكم الشرعية، وبحكم هذا التكوين الدراسى والمهنى كان الجد متشددا فى تربية الحفيد تربية دينية صارمة، فنشأ بعيدا عن عالم والدته المتحررة التى فتحت بيتها لعقد ندوات ثقافية وسياسية يشارك فيها كبار الشعراء والأدباء والسياسيين ورجال الفن، ولم يكن بوسع الطفل إحسان أن يفلت من المفارقات التى يراها بين مناخ أجواء ندوات جده مع زملائه من علماء الأزهر، والمناخ الذى يجده فى صالون أمه حين يزورها، وعن ذاك كتب يقول: «كان الانتقال بين هذين المكانين المتناقضين يصيبنى فى البداية بما يشبه الدوار الذهنى، حتى اعتدت عليه بالتدريج، واستطعت أن أعدّ نفسى لتقبله كأمر واقع فى حياتى لا مفر منه».
عهدت الأم إلى ابنها الموهوب رئاسة تحرير مجلتها «روز اليوسف»، وهو لم يزل شابا فى السادسة والعشرين من عمره، ولكنه لم يبقَ فى هذا الموقع طويلا، فاستقال منه بعد وفاة والدته فى العام 1958، لكنه تقلّد مواقع تحريرية وإدارية قيادية فى مؤسسات صحفية أخرى، بينها «أخبار اليوم» و«الأهرام».
قبل أيام احتفى محرك البحث «جوجل»، بإحسان عبدالقدوس الذى ولد وتوفى فى يناير ليذكرنا بسيرة الرجل الذى لم يكن بوسع أحد منا، فى مطالع الشباب، أن ينجو من الوقوع فى أسر الأجواء الرومانسية لرواياته وقصصه التى فاق عددها الـ 60، تحولت نحو خمسين منها إلى السينما والتلفزيون والإذاعة، بينها «أبى فوق الشجرة»، «إمبراطورية ميم»، «أنف وثلاث عيون»، «الرصاصة لا تزال فى جيبى» وغيرها.
التعليقات