لا أعذار بعد الآن.. إسرائيل دولة عنصرية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 3:24 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا أعذار بعد الآن.. إسرائيل دولة عنصرية

نشر فى : الثلاثاء 8 نوفمبر 2022 - 8:25 م | آخر تحديث : الثلاثاء 8 نوفمبر 2022 - 8:25 م
نتائج الانتخابات لا لبس فيها وهى تقدم صورة واضحة عن المجتمع الإسرائيلى: لقد عبّر مواطنو إسرائيل بوضوح عن دعمهم الشديد لليمين، لبنيامين نتنياهو وبتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. وهو التيار اليمينى الذى يقول بصوت واضح إن لدولة إسرائيل الحق فى ممارسة سيادتها على أراضى الضفة الغربية وتعزيز تفوقها اليهودى ما بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن. وحتى ما قبل سنة 2015 كان يمكن لنتنياهو تشكيل حكومة يمينية بالكامل، يتولى فيها سموتريش وبن غفير مناصب رفيعة المستوى مثل الدفاع والأمن الداخلى. فهذا ما أمر به الناخب.
أمام هذه الخسارة لا يقف معسكر اليسار وحيدا يائسا، بل معه كل أفراد الوسط السياسى. هم الذين اعتقدوا أن فى الإمكان الاستمرار فى السيطرة العسكرية على الفلسطينيين فى الضفة الغربية، وفى الوقت نفسه تطبيق ديمقراطية مزدهرة داخل الخط الأخضر. منذ سنوات طويلة يصرخ المعسكر الذى أنتمى إليه بأن هذا مستحيل، وأن الجرح المتقيح للاحتلال والسيطرة على الفلسطينيين سوف ينفجر فى وجوهنا. بالأمس حدث ذلك. وهذه ليست سوى البداية.
كثير من أولئك الذين يشعرون بالقلق حيال وضع المحاكم والمساواة بين المواطنين ومجموعة من القضايا الأُخرى التى على وشك أن تتغير، هم أنفسهم الذين تجاهلوا الفلسطينيين وأفعال إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية. من الصعب الحفاظ على الاحتلال والسيطرة عسكريا على ملايين الفلسطينيين وفى الوقت نفسه المحافظة على ديمقراطية ليبرالية.
لقد شكّل الصعود السريع لبن غفير، أحد سكان مستوطنة كريات أربع، والذى يؤمن بتعاليم مئير كهانا ويمدح الحاخام العنصرى دوف ليئور، الرد على الوسطيين بقيادة يائير لبيد الذين ظنَّوا أنه من الممكن الاستمتاع بالحياة فى تل أبيب والاستمرار فى احتلال الخليل. هذا ببساطة غير ممكن، ونتائج الانتخابات خير دليل على ذلك.
فى النتائج المقلقة للانتخابات، هناك أيضا نقطة مضيئة. آن الأوان لتتوقف إسرائيل عن التظاهر أمام نفسها وأمام العالم، فاعتبارا من اليوم، لم يعد من الممكن إخفاء حقيقة أن إسرائيل هى دولة عنصرية، وأن أغلبية مواطنيها تؤيد نظام الفصل العنصرى فى الأراضى المحتلة. فى الحكومة المقبلة لن يكون من يحاول إخفاء ذلك كما فعل لبيد وبنى جانتس. ومن المفترض أن تكون الحكومة التى ستتشكل قريبا وفية للمبادئ التى انتُخبت من أجلها: وهى استمرار السيطرة العسكرية على الفلسطينيين، وتوسيع المشروع الاستيطانى فى الأراضى الفلسطينية، وغياب الحل السياسى.
مرة أُخرى، الفلسطينيون هم الخاسر الأكبر فى هذه الانتخابات. فقد تلقى أملهم فى الاستقلال والحرية ضربة قاصمة، وربما ضربة قاتلة. ومع ذلك، يمكننى أن أؤكد لهم أن هناك معسكرا فى إسرائيل، وإن كان صغيرا، ومادام يعيش هنا، سوف يبذل كل ما فى وسعه للنضال قانونيا دفاعا عن حقوقهم وحريتهم واستقلالهم. سنواصل قطف الزيتون مع المزارعين الفلسطينيين الذين يعانون جرّاء عنف المستوطنين، وسنواصل المجىء إلى الحواجز لتوثيق معاناتهم، وسنواصل الصراخ داخل إسرائيل مطالبين بإنهاء الاحتلال دفاعا عن مصلحة كل الناس الذين يعيشون هنا بين البحر والنهر.

نير أفيشاى كوهين
ناشط فى الدفاع عن حقوق الإنسان وعن السلام
يديعوت أحرونوت
مؤسسة الدراسات الفلسطينية
التعليقات