فادى السعيد.. نجم الافتتاح - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 12:55 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فادى السعيد.. نجم الافتتاح

نشر فى : السبت 8 أكتوبر 2011 - 9:40 ص | آخر تحديث : السبت 8 أكتوبر 2011 - 9:40 ص

فى نهاية حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائى، باغتنا المخرج خالد يوسف بموقف يليق به، ويليق بهذه الدورة التى ولدت بعناء، ويليق بإهدائها لروح شهداء ثورة يناير.. بعيدا عن كلمات الشكر، واسترجاع ما حدث، وهجاء العهد البائد، نظر خالد يوسف لعين الحاضر، ورصد، بشجاعة تلك المنطقة السوداء التى من الممكن أن تتسع وتزداد إظلاما.. تحدث بهدوء، ولكن بمرارة، عن شاب فى مقتبل العمر، اسمه فادى مصطفى السعيد، من طلبة معهد السينما، تم القبض عليه أثناء تصويره لأحداث السفارة الإسرائيلية، وزج به فى أحد المعاقل العسكرية، وتجدد حبسه خمسة عشر يوما جديدا، ولا يزال تحت تحقيق غامض، لم يعلن عنه بوضوح، الأمر الذى لا يمكن السكوت عنه، ذلك أن هذا السكوت يصبح بمثابة تآمر بالصمت على وضع ينذر بأوخم العواقب، خطورته تمتد لكل المستويات، فهو ــ الصمت ــ يدشن أسلوب القبض على أشرف شبابنا الوطنى، بالإضافة لتغييبهم فى أماكن غير معلنة مما يثير حفيظة الناس، ويؤدى بالضرورة إلى تآكل بقية رصيد المجلس العسكرى الذى لم يبق له إلا أقل القليل.. كلمات خالد يوسف، الموجزة، الواثقة، النابعة من القلب والعقل، جعلت للأمسية معنى أعمق وأشمل من افتتاح مهرجان يعقد، بشجاعة، فى ظروف صعبة.

 

شاهدت الحفل، تليفزيونيا، ورأيته متسما بالانضباط، من دون فوضى ولا ارتجال. مذيعة ومذيع، من الوجوه المشرقة، فقرات تتوالى سريعا، مع استعراض جميل الفكرة، لعصام الشماع، تعتمد على الربط بين الصورة السينمائية ــ المأخوذة من كلاسيكيات الأفلام المصرية: «مصطفى كامل» لأحمد بدرخان 1952، «بين القصرين» لحسن الإمام 1964، «شىء من الخوف» لحسين كمال 1969 ــ والعنصر البشرى متمثلا فى فرقة استعراضية تعبر فى لوحاتها عن الثورة، بهتافاتها، وحركة شبابها.. لكن المسافة الإبداعية كانت جد واسعة بين قوة ورسوخ المشاهد السينمائية، وتخبط وارتباك الفرقة التى من الواضح أنها لم يتم تدريبها بوقت كاف، وبالتالى بدا أداؤها الحركى تعوزه الوحدة، وما أزاد العرض حرجا انعدام التوافق بين مخارج كلمات الفرقة وصوت «البلاى باك»، بالإضافة للفتور الفجائى فى الأداء الذى يصيب البعض، وهرجلة الخروج من خشبة المسرح إلى الكواليس.. عموما، لا بأس.

 

أقسام المهرجان، حسب المعلن عنها، متعددة، متنوعة، للشباب نصيب كبير فيها، وهو أمر جيد، يساعد على إبداع سينما جديدة، مأمولة.. وفى كلمته، أشار رئيس المهرجان، الناقد نادر عدلى، إلى ضرورة التفات السينما المصرية، إلى الاهتمام بالثورة، وقضاياها، وأبطالها.. وأحسب أنه كان يليق بالمهرجان أن يخصص أحد أقسامه لأفلام الثورات، فهناك أكثر من مائتى فيلم تعرضت للثورة الفرنسية، وأكثر من مائتى قدمت بانوراما عريضة عن الثورة الروسية، وبعضها تدخل فى باب «المراثى» للنظام القيصرى.. وعشرات الأفلام، تعالج من منظورات مختلفة، الثورة الكوبية.. وثمة عدد لا يستهان به من أفلام تسجيلية، ترصد تفاصيل حركة شباب العالم المحتج، عام 1968.. ربما، لو أقيمت بانوراما، أو حلقة أبحاث، تتعلق بهذا الشأن، لكان إنجازا ثمينا يضاف للمهرجان الذى اعتبر أن الغائب الحاضر، فادى مصطفى السعيد، هو نجمه الأثير.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات