إكرام هانم فيروز - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 8:54 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إكرام هانم فيروز

نشر فى : الجمعة 8 مايو 2009 - 6:00 م | آخر تحديث : الجمعة 8 مايو 2009 - 6:00 م

 
فى العام 1966 قدم صلاح أبو سيف رائعته «القاهرة 30».. حينها كان المخرج الواقعى الكبير، شأنه شأن الأمة المصرية، يرنو، بأمل، إلى مجتمع العدالة.

لذا بدا منطقيا أن ينظر بمزيج من الغضب والسخرية لمجتمع الرياء الذى يغلف ظلمه بطلاء الرحمة، وبالتالى أفرد مشهدا مليئا بالمعانى، جعله ملونا، وسط الفيلم المعتمد على الأبيض والأسود، وكأنه ينبهنا لأهميته.

المشهد يدور فى صالة بالغة الفخامة، حول موائدها العامرة يجلس علية القوم، رجال متأنقون ونساء مرصعات بالذهب والألماس، من السقف تتدلى ثريات متلألئة بالكريستال.

صاحبة هذا الحفل الخيرى، إكرام هانم فيروز، الأرستقراطية البدينة، بأداء نجمتنا الرائدة «بهيجة حافظ» فى آخر ظهور لها، تلقى خطبة مثقلة بالادعاء عن الرحمة والعطف وأفضلية الوقوف إلى جانب المحتاجين.

بعد ما يزيد على العقود الأربعة من إنتاج «القاهرة 30» تبدد الحلم بمجتمع العدالة، وعدنا إلى رياء ما يطلق عليه «مجتمع الرحمة»، ولأن التاريخ لا يعيد نفسه بذات الشكل، فإن بعض الأمور اختفت وبعض الرتوش الجديدة طفت على السطح..

إكرام هانم فيروز، البدينة، بلكنتها التركية لم يعد لها وجود، ولكنها توزعت على عدد لا يستهان به من المذيعين المحبوبين، يقومون بدور الوساطة بين المحتاجين والمحسنين.

وتحولت قاعة الاحتفال الخيرى المذهبة إلى ديكورات أنيقة لبرامج تليفزيونية، وها هو حسين فهمى، فى برنامجه «أنا والحياة» يستمع متأثرا لمكالمة سيدة تخطره، بصوت مؤثر.

أن عليها ثلاثة آلاف جنيه لا تستطيع سدادها، يرد عليها بصوت دافئ بالوعود الطيبة: «اتركى عنوانك فى الكنترول»، وتكاد عيون محمود سعد أن تغرورق بالدموع حين يستمع لأب لا يملك ثمن علاج ابنته العليلة التى تحتاج لعملية جراحية.

وبرقة يناشد المذيع أصحاب القلوب الرحيمة من الأطباء كى يتولوا الأمر، وإذا نجح محظوظ فى الوصول للمرموق الشعبى عمرو أديب، فإن حاجته ستلبى على الهواء مباشرة.

فغالبا ستتبرع له سليلة إكرام هانم فيروز، ما يؤكد انهيار الحلم بمجتمع العدالة، حيث حق الحياة الكريمة فيه للجميع، ونهوض مجتمع التسول الذى يطلق عليه عنوان «مجتمع الرحمة».

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات