كيف ستؤثر الحرب على المواطن العادى؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 5:01 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف ستؤثر الحرب على المواطن العادى؟

نشر فى : الإثنين 7 مارس 2022 - 8:40 م | آخر تحديث : الإثنين 7 مارس 2022 - 8:40 م

هل كل المصريين يعرفون أن روسيا غزت أوكرانيا؟!
أغلب الظن أن هناك نسبة من المصريين لا تعرف ماذا حدث، أو يحدث؟.
وإذا كانت الإجابة كذلك فإن هؤلاء الناس مضافا إليهم شرائح وفئات وطبقات أخرى لا يدركون أنهم سوف يدفعون جزءا من ثمن هذه الأزمة العالمية التى لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
بعض المصريين يعرفون أن روسيا دخلت أوكرانيا، لكنهم لا يستوعبون أن هناك ثمنا لابد من دفعه. النقطة المهمة التى ينبغى على الجميع أن يدركها أن هذا الثمن سوف تدفعه غالبية دول العالم بدرجة أو بأخرى نتيجة هذه الحرب! وسيكون الثمن فادحا إذا استمرت الأزمة وطالت.
كتبت يوم 28 الماضى فى هذا المكان تحت عنوان: «هكذا ستتأثر مصر بالأزمة الأوكرانية»، وتحدثت عن المؤشرات الكلية وتوقعات الخبراء، خصوصا فيما يتعلق بتأثير ارتفاع أسعار السلع الأساسية خصوصا القمح والحبوب، أو ارتفاع أسعار البترول على مجمل الاقتصاد المصرى، لكن اليوم أتحدث عن الثمن الذى سيدفعه المواطن العادى بعيدا عن الأرقام والنسب المئوية والمؤشرات الكلية.
والموضوعية تحتم علينا القول أن زيادات الأسعار التى ستواجهنا قريبا، ستواجه غالبية مواطنى العالم، بدرجة أو بأخرى.
ارتفاع أسعار البترول إلى 139 دولارا، أمر خطير، وإذا استمر بهذه الوتيرة، أو حتى ثبت عند مستوى ٩٠ أو ١٠٠ دولار، فالمتوقع، وطبقا لآلية التسعير التلقائى لأسعار الوقود كل ثلاثة شهور، سوف يقود إلى رفع أسعار الوقود لا محالة، والسؤال المنطقى هو: هل ستكتفى الحكومة أن ترفع فقط أسعار البنزين فقط، كما فعلت طوال أكثر من عام، أم ترفع السولار والغاز أيضا؟
وإذا زادت أسعار الغاز والسولار بجانب البنزين، فالمتوقع أن تزيد أسعار سلع كثيرة بسبب ارتفاع أسعار البترول والنقل والشحن.
حينما يذهب المواطن المصرى لشراء الخبز غير المدعم فقد يتفاجأ بأن السعر قد ارتفع، أو ربما قل وزن الرغيف، وقد زادت أسعار الدقيق بالفعل بمقدار عشرة جنيهات.
وطبقا لعطية حماد رئيس شعبة المخابز فإن ارتفاع الأسعار طال الخبز الحر بنوعيه سواء السياحى أو الفينو، لكنه بالطبع لم يقترب من الخبز المدعوم الذى تتحمل عبأه الدولة منذ سنوات.
التقديرات أيضا أن المواطن حينما يذهب للأسواق سيجد أن هناك زيادات فى أسعار اللحوم ومعها الفراخ والأسماك والبيض والزيوت.
وكما قال لى أحد كبار الاقتصاديين، إن كل السلع والخدمات إما أنها زادت فعلا، أو فى طريقها للزيادة فى غالبية بلدان العالم، ولذلك فالسؤال الصحيح هو متى وبأى حجم سوف تزيد الأسعار عندنا، وليس هل تزيد الأسعار أم لا.
والغريب أنه ورغم وجود اكتفاء ذاتى من الأرز فإن رجب شحاتة رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات قال إن الأسعار ترتفع فى شهر رمضان بشكل طبيعى بنسبة ١٠٪ بسبب توزيع الشنط الرمضانية، لكن وبسبب الحرب الروسية الأوكرانية فالمتوقع أن ترتفع الزيادة إلى ٢٠٪، كما أن مخلفات الأرز والأعلاف ارتفعت بنسبة تتراوح بين ٥٠ ــ ٦٠٪، مما جعل البعض يستخدم الأرز نفسه بديلا للأعلاف.
متى بشاى رئيس لجنة التجارة الداخلية بشعبة المستوردين قال فى تصريحات تليفزيونية إن زيادة الأسعار فى مصر لها شقان، الأول بسبب الحرب خصوصا السلع التى نستوردها من روسيا وأوكرانيا مثل الحبوب، إضافة إلى زيادة وصلت ٧٪ على بعض السلع الرئيسية بسبب ارتفاع أسعار الوقود والشحن والنقل.
من سوء حظنا وبسبب الحرب وكورونا فإن المواطن المصرى سوف يصدم بزيادات فى أسعار العديد من السلع الأساسية وغيرها من أول الذرة الصفراء وزيت عباد الشمس وفول الصويا نهاية باللحوم ومواد البناء. الخلاصة أن هذه الحرب وإذا طالت فإن الثمن سوف يدفعه الجميع فى مصر وخارجها.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي