أحمد رمزى - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 10:42 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أحمد رمزى

نشر فى : السبت 6 فبراير 2010 - 10:03 ص | آخر تحديث : السبت 6 فبراير 2010 - 10:03 ص

 استكمالا للحوار الفريد الذى أجراه الصحفى النابه، أحمد فاروق، مع نجم الأيام الخوالى، أحمد رمزى، ونشرته «الشروق» على عددين متواليين. فى الأسبوع الماضى، يليق بنا التفكير فى عوامل وكيفية ودلالة انطلاقة ذلك النجم الذى ملأ الشاشة صخبا وتمردا، فى عشرات الأفلام، خلال الخمسينيات والستينيات، بعد أن التقطته عين كاتب السيناريو المتمرس، المخرج المرهف، حلمى حليم..كان أحمد رمزى يجلس على كرسى أسند ظهره إلى الحائط فى بوفيه الجامعة، ويضع قدميه فوق المنضدة التى أمامه، وقد ارتدى قميصا بلا أزرار علوية، مظهرا شعر صدره. وجهه المستدير ينطق بالحيوية، ونظراته تجمع بين الشقاوة والميل للمشاكسة. أدرك حلمى حليم أنه يصلح للتمثيل، فهو أولا: صاحب شخصية واضحة التميز، وهو ثانيا: تنويعة على النجم الأمريكى الغاضب، الرافض للامتثال جيمس دين. وهو ثالثا: سيملأ بعنفوانه شيئا من الفراغ الذى تركه أنور وجدى بوفاته.. تبلورت ملامح أحمد رمزى مع «أيامنا الحلوة»لمكتشفه حلمى حليم وأفلامه التالية: «صراع فى المينا»، «أين عمرى» لأحمد ضياء الدين، «القلب له أحكام» لحلمى حليم، «الوسادة الخالية» لصلاح أبوسيف، «الأخ الكبير» لفطين عبدالوهاب، فبدا عدوا للالتزام، لا يقيم وزنا للتقاليد، بلا هدف أو طموح، مستهترا، يشرب حتى يترنح، يسخر من الوقار والشخصيات المحترمة اجتماعيا، ينطلق بعربته أو دراجته البخارية، بأقصى سرعة، كما لو أنه يريد أن يهرب من واقع لا يريده، حتى لو دمر نفسه.

الآن، بعد نصف قرن من سطوع أحمد رمزى على الشاشة، من الممكن أن ندرك دور المجتمع فى تكوين أبعاده، ذلك أنه جاء بعد تأميم الثورة للسياسة، عقب إلغاء الأحزاب حيث لم يعد للشباب إلا الانخراط فى متابعة قرارات الثورة، وتأييدها، من دون المشاركة الفعلية فيها، وبالتالى، كان أحمد رمزى، اللامنتمى، يعبر عن شباب ليس له دور واضح، وليس أمامه سوى الالتزام بتجنب النواهى والممنوعات، وبالضرورة تفجرت طاقته فى إزعاج المجتمع، والوقوف منه موقف الضد.

فى «لا تطفئ الشمس» لصلاح أبوسيف، عن رواية إحسان عبدالقدوس، تتجلى الصياغة الأكثر عمقا واكتمالا لشخصيته، إنه هنا الأخ الأصغر فى أسرة تولى مسئوليتها الأخ الكبير بعد رحيل الأب. يبحث أحمد رمزى عن هدف يعيش من أجله إنه يريد أن يحقق ذاته، لكن الأوامر والمحظورات تكبله وتقف فى سبيله. وفى نوبة غضب تجاه أسرته الصغيرة ــ المتضمنة معنى العائلة الكبيرة ــ يندفع بعجلته البخارية فيلقى مصرعه إثر حادث ــ هل تذكرت مصير جيمس دين؟ ــ أحمد رمزى، بنزعته المشاغبة، وأدائه التمثيلى العفوى، ورعونته على الشاشة، يعتبر، ،جوهريا، الاحتجاج المستتر، على نظام لم يترك له فرصة التنفس، لذا أحبه الشباب، وأصبح، لسنوات طويلة، أيقونة قطاعات ليس أمامها سوى التمرد.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات