إنقاذ مهرجان الإسكندرية - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 12:09 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إنقاذ مهرجان الإسكندرية

نشر فى : الأربعاء 5 أكتوبر 2011 - 9:50 ص | آخر تحديث : الأربعاء 5 أكتوبر 2011 - 9:50 ص

ما إن اندلعت الثورة حتى توقفت المهرجانات، كما لو أن المهرجانات لا تليق ببلد يشهد ويعيش ثورة. ثم حدث ما يسمى بالانفلات الأمنى فارتسم على وجوه الرافضين لإقامة المهرجانات سمات الحكمة، كما لو أنهم يطلبون منك الاعتراف ببُعد نظرهم ونفاذ بصيرتهم.. وسط هذه الأجواء الحبلى بكل التوقعات، فاجأ الناقد النزيه، نادر عدلى، الجميع بأنه مصرٌّ على إقامة مهرجان الإسكندرية السينمائى.. ليلتها، اعتبر كلامه من باب الهرطقة، وعدم إدراك عواقب الأمور، وبدأت رحلة تكسير المجاديف. قيل له: لن يحميك أحد من البلطجية وشذاذ الآفاق، وأن فى الإسكندرية قطاعات واسعة ضد السينما والفنون، وأن أحدا لن يأتى من الخارج، بالإضافة، أخيرا وأولا، لا يوجد تمويل للمهرجان.

 

وبدلا من أن تثنيه هذه العقبات والتحديات والتحذيرات، انطلقت إرادة نادر عدلى، مع صوته العالى، مفندا ما سمعه، فقال إن أشباح البلطجية تتحاشى الظهور تحت الأضواء،  وتبتعد عادة عن التجمعات وإنها ليست بالقوة أو الخطورة التى يظنها البعض.. وفى الإسكندرية التى شهدت مولد السينما المصرية على يدى إبراهيم وبدر لاما، والتى جاء منها يوسف شاهين وتوفيق صالح وعمر الشريف، وقدمت، من خلال لوحات محمود سعيد وسيف وأدهم وانلى ــ فى الإسكندرية، كما فى كل مكان، من تتفتح عقولهم وقلوبهم للفن، وسيعتمد المهرجان عليهم، وعلى مجموعة النقاد السكندريين.. وذكر عدلى أنه أجرى اتصالا بالملحق الثقافى التركى الذى وعده بتقديم بعض الأفلام التركية وإحضار بعض النجوم الأتراك، على نفقة تركيا.. أما عن مسألة الرعاية والتمويل، فإن محافظ الإسكندرية المستنير، أسامة الفولى، وعد بتقديم كل ما يمكن تقديمه، معنويا على الأقل، وأن المهرجان سيبتعد تماما عن الفنطزة والفشخرة، وستكون تكاليفه فى أقل الحدود الممكنة.

 

مع العزيمة والإصرار، انضم لنادر عدلى شباب الإسكندرية المثقف، الواعى، فضلا عن مجموعة لا يستهان بها من المتمرسين فى العمل بالمهرجانات، وأعضاء «جمعية نقاد وكتاب السينما» وعلى رأسهم رئيس الجمعية، ممدوح الليثى.. ووقف عمادالدين أبوغازى الداعم الدائم للفكر والثقافة، قبل وبعد أن أصبح وزيرا ــ إلى جانب المهرجان، بكل قواه وقدراته.

 

كنت أرى أن مرضا ما ظل ملازما مهرجان الإسكندرية، منذ مولده، من أكثر من ربع قرن، تتغير مظاهره عاما بعد عام.. لكن هناك فرق بين القضاء على المرض والقضاء على المريض.. وأحيانا، يغدو إبقاء المريض حيا، هدفا فى حد ذاته.. لذا، فإن كل من ساهم فى انتشال المهرجان من الفناء، يستحق التحية والتوقير، ويعطى أمثولة للآخرين، الذين ينهنهون على مهرجانات أصيبت بالسكتة، كى يتحركوا، ويتصرفوا، ويفعلوا.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات