وائل الإبراشى - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 10:24 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وائل الإبراشى

نشر فى : الإثنين 3 يونيو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 3 يونيو 2013 - 11:09 ص

أصبح المذيع نجما فوق العادة، لم يعد مجرد شخصية مرموقة كما كان من قبل، أيام اقتصار دوره على سرد الأخبار، أو إجراء مقابلات، هادئة، مع شخصيات شهيرة أو مغمورة، أو إدارة حوارات، أقرب للندوات، أطرافها يلتزمون بعدم تجاوز ما هو مسموح به. المذيع، فيما سبق، لابد أن يكون محايدا، دمثا، وربما ممسكا، معنويا، بصفارة الحكم.

 

الآن، بعد تدفق مياه كثيرة تحت الكبارى، تغير الأمر، خاصة بالنسبة للمذيع صاحب الموقف والرأى، ذلك أنه غدا طرفا فى الصراع، يعبر، بفاعلية، عن أحد التيارات المعتملة فى الواقع، باتجاهاتها المتنافرة. وأحيانا، يتضخم دور المذيع إلى الحد الذى يبدو معه كما لو أنه حزب، أو مؤسسة لحقوق الإنسان، وهذا لا يعنى أنه يمسك بعصا موسى، ولكن يشير بجلاء إلى وهن الأحزاب وضعف جمعيات حقوق الإنسان، المحاصرة بشراسة، من قبل سلطات مهتزة.

 

وائل الإبراشى، المذيع النجم، ابن مدرسة روزاليوسف، التى تجمع بين الإثارة والجرأة، جاء أصلا من «شربين»، المدينة الدقهلاوية، ذات التاريخ المفعم بالسياسة، التى أفرزت تيارات تنتمى لأقصى اليسار وأقصى اليمين، وتميز أهاليها بقوة الأبدان، والقدرة المتجددة على العمل.. وائل نفسه، طويل القامة، كان من الممكن أن يكون لاعبا لكرة السلة، لكن وقاره يمنعه من الجرى والقفز، وهو صاحب وجه بتقاطيع رومانية ــ من أين جاءت؟ حيث تبرز الأنف المستقيم، متسق مع عينين غائرتين، يعلوهما حواجب كثيفة، فضلا عن شعر رأسى فضى اللون، يوحى أن صاحبه، أو حلاقه، صبغه ورتبه شعرة شعرة.. مؤهلات كفيلة بجعله يؤدى دورا سينمائيا فى فيلم تدور وقائعه فى قاعة وأروقة مجلس الشيوخ الرومانى.

 

بهذه السمات، دخل وائل عالم الشاشة الصغيرة. انتقل من برنامج لآخر ليستقر فى «العاشرة مساء»، خلفا للمذيعة المرموقة منى الشاذلى، التى غالبا، تتعمد اختيار ضيوفها من الذين يتوافقون معها، أو الذين لا يثيرون اختلافا مع قطاعات واسعة من المشاهدين، مثل أحمد زويل، نصير شمة، عمر خيرت، محمد أبوتريكة.. وهى أسماء لا يتحمس لها الإبراشى، الأميل لاستضافة النقائض، كأن يجمع بين «أبوإسلام» و«أحمد دومة»، أو أحد المتحمسين للنظام القائم وآخر من شباب «تمرد».

 

وطبعا، بعد قليل يتحول الاستوديو إلى ما يذكرنا بمعارك المجالدين، أو  المتصارعين حتى الموت، فى استادات الرومان قديما.. الإبراشى، يحاول أن يبدو محايدا، الامبراطور، الحكم، لكن غالبا، ينتهى العرض إما بتأجيل النتيجة، أو بنزول الحكم إلى حلبة الصراع.. وحينها يحاول أن يظل بوقاره.

 

فعندما استضاف رجلا عجيبا اسمه «مرجان»، يفتى بضرورة تحطيم التماثيل، بما فى ذلك الأهرام وأبوالهول، اضطر، أمام خزعبلات الرجل، أن يقول له ساخرا «ما تجبلناش جنان يا شيخ مرجان»، وهذا الرد يتنافى مع ما قد يحدث لمذيع آخر، مثل جابر القرموطى، الذى كان من المتوقع أن يشد شعره ــ شعر رأسه وليس شعر رأس ضيفه ــ والإبراشى فى هذا، يحقن المشاهد، ضد ضلالات الرجل.. وائل الإبراشى، لون له جاذبيته، من ألوان قوس قزح المذيعين.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات