يعيش مسرور.. حامل القلم - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 8:50 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يعيش مسرور.. حامل القلم

نشر فى : السبت 1 مايو 2010 - 9:32 ص | آخر تحديث : السبت 1 مايو 2010 - 9:32 ص

 حين حكم القاضى ببراءة «ألف ليلة وليلة»، وإلغاء قرار المصادر المعيب الذى صدر من قبل، رسم صلاح جاهين، بأسلوبه الممتع، الساخر «مسرور» السياف، حاملا سلاحه، خارجا من صفحات الكتاب، مهرولا بعد طول ثبات، باحثا عن «الفلعوص»، الذى يريد إعدام الألف ليلة وليلة.

«مسرور»، عند صلاح جاهين، كما فى بعض معالجات الليالى، لم ولن يقتل أحدا، وهو، فى الكاريكاتير، بملامح لا تخلو من طيبة، يعبر عن امتنانه بهذا الحكم العادل، المستنير، كما يعبر عن غيظه من الذين حاولوا اغتيال العمل الإبداعى، الذى تعود ملكيته لكل شعوب الأرض.

دار الزمن دورة، وأخرى، واطمأن الجميع إلى أن «ألف ليلة وليلة» فى مأمن من مشعلى الحرائق، لكن الواقع الثقافى رصد تحركات مريبة من مطفئى الأنوار، يقتربون بحذر نحو البناء الشاهق، تمهيدا لتخريبه وتحطيمه، بينما كان «مسرور» غافلا فى المرة السابقة، فإنه فى هذه المرة استوعب الدرس، وغدا منتبها، فخرج، قبل فوات الأوان، مدافعا عن الكنز الثمين.

«مسرور» هنا والآن، لا يحمل سيفا، لكن يحمل قلما، وهو ليس واحدا، ولكنه كثر، لا يريد أن يسفك دما ولا يكفر أو يشتم أحدا، فقط يطمح إلى صون ذلك الأثر النابض بالحياة، المنطلق بالخيال، الذى سهم فى تشييده نوابغ الأجيال المتعاقبة، ونهل من عطاياه، مئات الفنانين والأدباء، فى العالم كله، فها هو سندباد، فى رحلاته مع السينما الأمريكية والفرنسية والهندية، وعلاء الدين مع مصباحه السحرى، يضيئ القلوب والعقول، على شاشات الدنيا..

وفى مصر أحد الورثة الشرعيين لهذا السفر العظيم، أخذنا، وما زلنا، شيئا من ميراثنا، يبهجنا ويمتعنا ويجعلنا أكثر قدرة على التأمل، ابتداء من كوميديا الأربعينيات، فى «على بابا والأربعين حرامى» و«نور الدين والبحارة الثلاثة»، حتى إحدى لآلئ نجيب محفوظ، المسماة «ليالى ألف ليلة»، مرورا بصوت زوزو نبيل، بطابعه الخلاب، المفعم بالدفء والأسرار، وهو يحلق بنا مع شهرزاد، التى أضاءت ليالينا.. «ألف ليلة وليلة» جزء من ذاكرتنا، وهى من حق الأجيال القادمة، وبالتالى فإن مصادرتها يعد تجريفا مقيتا لذاكرتنا، وتدميرا بشعا لحقوق من سيأتى بعدنا، لذا يليق بنا أن ننتبه إلى تحركات مطفئى الأنوار، ومشعلى الحرائق، وأن نقف إلى جانب «المسرورين»، الذين يحملون أقلاما لا سيوفا، وعلى رأسهم أحمد مجاهد، الذى قرر نزع زمام المبادرة بإعادة إصدار الكتاب، ومعه جمال الغيطانى، المشرف على سلسلة «الذخائر»، وغيرهما من المدافعين عن «ألف ليلة وليلة».

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات