قال الإعلامي أسامة كمال إن اليوم الأول الرسمي لزيارة المتحف المصري الكبير شهد إقبالًا غير مسبوق من الزوار، وحالة من الفخر والاعتزاز بالهوية المصرية يعيشها المواطنون، معتبرًا أن المتحف خلق "حالة بهجة واصطفاف داخلي بين الناس"، وهو ما أزعج – على حد وصفه – "أعداء البهجة وكارهي الانتماء".
وأضاف كمال في حديثه ببرنامجه أن ردود الفعل الواسعة على مواقع التواصل الاجتماعي عبّرت عن سعادة المصريين بالمتحف، غير أن "المعسكر الكاره" ظهر كعادته في بعض التعليقات السلبية، قائلًا: "وسط آلاف التعليقات الإيجابية، تلاقي واحد طالع يقول: مش كنا نبني مستشفيات أحسن؟ هيعمل إيه المتحف للمواطن؟"، مؤكدًا أنه وجّه إليهم من قبل رسالة واضحة: "محدش طلب رأيكم.. أنتم حسيتوا إنكم أقزام قدام الحقيقة اللي ظهرت قدام عينيكم."
وأوضح كمال أن هؤلاء لا يهاجمون مبنى أو مشروعًا اقتصاديًا، بل يهاجمون فكرة الحضارة نفسها، لأنهم – كما قال – تيار يرى أن التاريخ "ضلال"، والفن "حرام"، والهوية "وثن". واستشهد بمقطع فيديو متداول منذ 14 عامًا يظهر شخصًا يقدّم نفسه كشيخ، يبرر عدم هدم الصحابة للآثار بأنها كانت "مدفونة تحت الأرض"، معلقًا: "يعني الأهرامات كانت في باطن الأرض؟ معبد الكرنك؟ معبد إيزيس؟ الناس دي دايمًا ضد الجمال وعايزين يرجعونا للكهوف."
وأشار الإعلامي إلى أن من ينتقد بناء المتحف بحجة الأولويات هو نفسه الذي سينتقد بناء المستشفيات أو المدارس، لأنهم – حسب تعبيره – "لا يريدون صحة ولا تعليمًا ولا حضارة، بل يريدون بلدًا مقفولة على جهلها عشان يفضلوا متحكمين في العقول."
وشدّد كمال على أن الدين ليس ضد الهوية، وأن المتحف ليس رفاهية بل استثمار في الوعي، يرسل رسالة بأن "مصر عمرها ما كانت عايشة في الظلام".
وتابع: "اللي يقولك استفدنا إيه من المتحف، ده شخص جاهل مش عارف يعني إيه سياحة ولا تشغيل ولا حراك اقتصادي هيحصل بسبب المتحف."
واختتم حديثه مؤكدًا: "أنا على يقين إن البلد اللي تفهم يعني إيه تاريخ، هتكتب بكرة بإيد ثابتة مش مرتعشة من الجهل.. مصر مش محتاجة شهادة من حد، إحنا وطن كل ما ترفع حجر، يطلع من تحته مجد."