عنوان ثلاثى لثلاثة مواضيع منفصلة، والأولى منها أننى مشتاق ومنتظر حدثًا ستهتز له دول العالم دون مبالغة كما اهتزت باكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وكنوزه الذهبية عام ١٩٢٢، وكما اهتزت لافتتاح المتحف المصرى الكبير أول شهر نوفمبر من عام ٢٠٢٥ ليس فقط لضخامته وروعة تصميمه وكامل إمكانياته، والتى توفر الراحة لكل الأعمار بل لأنه المتحف الوحيد فى العالم الذى لا يضم كنوزًا وآثارًا مسروقة أو مهربة بقوة وطأة الاحتلال، فكامل كنوزه وآثاره مصرية مائة بالمائة اُكتشفت من الأرض المصرية فمنها الآثار المصرية والرومانية والفارسية والإغريقية، وكلها اُكتشفت بمصر مع الإشارة إلى أن ثلث الكنوز والآثار المعروضة بمتاحف العالم مصرية مسروقة أو مهربة وأشهرها رأس نفرتيتى ببرلين، وحجر رشيد وذقن أبوالهول بلندن، وزودياك (دندره) وخريطة السماء المصرية القديمة (المسروقة من سقف معبد حتحور فى دندرة بقنا) المعروضة بمتحف اللوفر بباريس. ومع العلم أنه دون مبالغة كل عدة شهور يتم اكتشاف أثر أو كنز بالغ الأهمية يستكمل صفحات رائعة فى تاريخ مصر. مشتاق لاكتشاف جيش قمبيز الخمسين ألف مقاتل بكامل أسلحتهم وعتادهم المدفونين أسفل كثبان صحراء مصر الغربية جنوب واحة سيوة، وهو الذى حسب ما ورد فى مخطوطات هيرودوت أبو التاريخ، الجيش الذى تحرك من طيبة (الأقصر اليوم) منذ أكثر من 2500 سنة بأمر من قمبيز ملك الفرس، والذى كان يحتل مصر وقتها بهدف تدمير واحة سيوة ومعبد آمون، وقتل كل من فيها بعد ثبوت أن روح المقاومة الشعبية نابع منها لكن عاصفة رملية هائلة قامت بدفنهم بالكامل فى عدة ساعات ليختفوا تمامًا تحت رمال هذا القطاع المعروف بقحولته الشديدة، فحسب علمى أن هناك دراسات تتم عن طريق الأقمار الصناعية، والاستشعار عن بعد بالتطورات التكنولوجية الحديثة لتحديد موقع مقبرة هذا الجيش، والذى إذا نجحت الدراسات والأبحاث وتم اكتشافه فسيكون هذا حدث أهم وأعظم من اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون، لأن الجيش بالكامل سيكون قد تحول لمومياوات متكاملة بسبب الجفاف الشديد وستكون كل أسلحته فى حالة ممتازة، وكأنها صنعت اليوم كما ستكون مؤنته وملابسه أيضًا فى حاله شبه سليمة مما سيشكل سابقة لم تحدث فى أى مكان على وجه الكرة الأرضية، وهو ما سيدفع الحكومة المصرية لتشييد الطرق المؤدية لموقع الاكتشاف وبناء مطار لاستقبال سياح العالم والعلماء والدارسين وهذا ما أتوقعه.الموضوع الثانى هو (تحذير) بمناسبة افتتاح فخر مصر متحف مصر الكبير أول شهر نوفمبر من العام الحالى، وهو الذى يضم كنوزًا لا تُقدر بثمن، إذ واجب دراسة ما حدث من سرقة صادمة بكل المقاييس بمتحف اللوفر وسط باريس عاصمة فرنسا وتوابعها يوم 19 أكتوبر 2025 أى ثلاثة عشر يومًا قبل افتتاح متحفنا، واجب تطبيق فكرة الدروس المستفادة وتحديد أوجه القصور، وذلك لإدراجها ضمن منظومة حراسة وأمن متحفنا الكبير، فالوقاية خير من العلاج.أما الموضوع الثالث والأخير هو (الشكر والتقدير) مرتبط بمتحف مراكب خوفو بالمبنى المنفصل داخل نطاق المتحف المصرى الكبير، فالحمد لله تمت عملية نقل مركب خوفو الخشبية) أكثر من ثلاث آلاف سنة (دون أى أضرار من متحفها أعلى موقع الاكتشاف جنوب الهرم الأكبر بأحدث الإمكانيات والوسائل التكنولوجية الحديثة لتستقر فى موقعها الدائم بمتحف مصر الكبير، وهو إنجاز يستحق كل الإعجاب والاحترام. وما يستحق الشكر والتقدير هو قيام مسئولى تنسيق وترتيب المتحف المصرى الكبير بتوجيه الاهتمام المستحق للمرمم المصرى العظيم الحاج أحمد يوسف الذى تولى على مدى 27 سنة مهمة إخراج وترميم ودراسة المركب الأولى وأسلوب حياكتها لتركيبها، وذلك بعد أن تنقل بين مقابر ومعابد الفراعنة من أقصى الجنوب حتى شمال مصر لدراسة كل ما هو مرتبط بزوارق ومراكب الفراعنة المنحوتة والمرسومة على الجدران والتوابيت ثم التنقل وسط ورش بناء المراكب النيلية الخشبية اليوم وعمل نماذج متكاملة منها ثم نحت قطع خشبية صغيرة مطابقة تمامًا للألف ومائتين وأربعة وعشرين قطعة المكونة للمركب، والتى لم يستخدم فى بنائها أى معادن وتم بناؤها بحياكتها بحبال نبات الحلفا، وهو أسلوب اكتشف لأول مرة فى التاريخ باكتشاف هذه المركبة، ثم رمم أحمد يوسف الخشب لبنائها، بعد كامل هذه الأبحاث والدراسات، بحذر وحرفنة تدعو إلى الإعجابمن الجدير بالذكر، أنه أُمر بفك وتركيب المركب خمس مرات بسبب تعديل وتغيير مبانى متحفها حتى تم الافتتاح الرسمى عام ١٩٨٢وتقليده وسام الجمهورية. وخلال سنين هذه المهمة وضع أحمد يوسف الدراسات والرسومات بالغة الدقة والجمال مع تصوير تفاصيل هذه المهمة، كما قام ببناء عدة نماذج دقيقة للمركب وقامت عدة جهات أجنبية بمحاولة شراء هذه النماذج بمبالغ كبيرة منه، كما اقترح عليه عدد من علماء المصريات تسليم هذه النماذج والرسومات والصور والتقارير للجامعة الأمريكية بالقاهرة لثقتهم أنه سيتم تشييد جناح باسمه تعرض فيه كل هذه الكنوز العلمية الرائعة، كما ستطبع الكتب الفاخرة الشاملة هذا الجهد المصرى الصميم، ليستفيد بها الدارسون من الجامعة ومن خارجها، لكنه رفض تمامًا، وأكد أن ثمرة جهوده بالكامل واجب تسليمها إلى هيئة الآثار المصرية ووصانى بتولى هذه المهمة بعد وفاته، وهو ما التزمت به مقابل وعد من الهيئة بتكريمه بعرض بعض من نماذجه وصوره المرتبطة بالمركب بأسلوب لائق أسفلها، وهو ما تم تنفيذه بحق ذكرى الحاج أحمد يوسف بأسلوب مشرف بالمتحف المصرى الكبير بالساحة أسفل المراكب، وهو ما يستدعى الشكر والتقدير.
مقالات اليوم حسن المستكاوي مصر وجنوب إفريقيا وأمطار المغرب نيفين مسعد ذكريات من فوق الدولاب محمد بصل أمير الشعراء.. مأتم جديد بلا عزاء إبراهيم العريس من القاهرة إلى قرطاج.. عودة إلى القسمة العادلة بين مهرجانات العصر الذهبى السينمائية (2-2) جورج فهمي شجرة الميلاد المحاصرة فى بيت لحم قضايا آسيوية كيف توازن الهند علاقاتها بين روسيا والولايات المتحدة؟ من الصحافة الإسرائيلية العنف فى الضفة الغربية بات تطبيقًا ممنهجًا لسياسة الضم
قد يعجبك أيضا
شارك بتعليقك