من منا لا يتذكر تلك التسلية البهيجة من أيام الطفولة فى أزمنة جميلة مضت.. الألعاب البسيطة التى كانت تستلزم أن ينقسم اللاعبون لفريقين تجرى بينهما القرعة اعتمادًا على نتيجة أغنية قصيرة تبدأ: كلوا بامية! لماذا البامية تحديدًا؟ لا أظننا شغلنا بالنا فى طفولتنا بأهمية البامية.. لكننا يجب أن نفعل الآن، فالبامية (Okra) بالفعل من أهم الخضراوات التى يذكيها العلم على قائمة الغذاء الصحى بل تجرى حول مكوناته إلى الآن الكثير من الأبحاث التى ترشحه للمساهمة فى تصنيع الأدوية والمكملات الغذائية.
فى حين أن البامية أحد أنواع الخضار الذى يزرع فى مصر بنجاح، ويستخدمه المصريون طازجًا ومجففًا إلا أن الهند تتصدر إنتاج العالم من البامية بنسبة ٦٠٪ من إنتاج أنواع البامية خاصة تلك التى تبدو فيها قرون البامية كبيرة الحجم.
تعرف البامية بين ما يطلق عليها الخضراوات السوبر بأنها الخضار الذى يدعم مرضى الأمراض المزمنة غير المعدية، مثل مرض السكر الذى تعد مسئولة عن تنظيم مستواه فى الدم.
البامية بالفعل غنية بالألياف الذائبة فى الماء، كما أنها قليلة الدهون إلى جانب احتوائها على العديد من المعادن المهمة، مثل البوتاسيوم والماغنسيوم والكالسيوم والفيتامينات مثل ب١، ب٦، وفيتامين (جـ)، أيضًا فيتامين (ك) البالغ الأهمية لعملية تجلط الدم والمرتبط غيابه بالنزيف.
قرون البامية غنية ببذورها ومادة جيلاتينية مهمة (Mucilage) أثبت العلم أن لها أثرًا عظيمًا على هضم المواد الكربوهيدراتية فهى تبطئ من عمليات تكسير الكربوهيدرات، الأمر الذى يعد مؤشرًا مهمًا للحفاظ على توازن السكر فى الدم فلا يتعرض الإنسان للارتفاع المفاجئ فى نسبة السكر فى الدم.
طهى البامية مع الصلصة الحمراء يضيف إليها قيمة أخرى، لتصبح أحد مضادات الأكسدة القوية عند إضافة مادة الليكوبين الحمراء فى الطماطم والمعروفة بخواصها المضادة للنشاط السرطانى.
الخبر الأخير يأتى من السعودية، حيث سجلت جامعة (Hail) فى دراسة غذائية مهمة أن البامية لها خواص مقاومة لأنواع مختلفة من البكتيريا والفطريات، الأمر الذى يرفع من قيمتها الغذائية فى صورة جديدة مختلفة.
أظن بعد حديث البامية هذا الصباح لن يقف الأمر عند حد تلك التسلية البهيجة التى كثيرًا ما لجأنا إليها صغارًا وإن استعدنا بها بعضًا من أيامنا البريئة، بل معًا سنفكر جديًا فى البحث عن البامية ذلك الطبق الشهى الذى يصنفه خبراء التغذية على أنه الخضار السوبر الذى يدفع الدفء فى الأوصال فى بدايات الشتاء ويوازن خطر ارتفاع السكر فى الدم، ويدعو العائلة إلى الاجتماع حول مائدة تجمع الشمل، وتشهد ببراعة ست البيت.