** عندما استضافت قطر كأس العرب العاشرة عام 2021، كانت البطولة جزءًا من تجارب الدوحة لاستضافة كأس العالم 2022. ومع نجاح التجربة، زادت الدوحة بإشراك «فيفا» فى البطولة، وفى كأس العرب 2025 حققت البطولة نجاحًا باهرًا على كل المستويات الفنية والتنظيمية والرياضية والجماهيرية وفى مناخ تسيطر عليه البهجة والمتعة والتواصل بين الجماهير والروح الرياضية. وقبل انطلاق البطولة سجلت هنا إعجابى باختيار جحا تميمة للدورة، لما تتسم به هذه الشخصية الفلسفية الحكيمة من تأثير فى المجتمع العربى بجانب البعد القومى المسجل على الكأس بكلمة موطنى، وهى عنوان قصيد ة للشاعر الفلسطينى إبراهيم طوقان، لكن كيف حققت كأس العرب هذا النجاح الباهر؟** قديمًا كانت المباريات والبطولات العربية فيها بعد سياسى مؤثر على مسارها، ولم تكن اللقاءات القديمة تشهد هذه الروح وتلك البهجة، لكن مع جودة كل شىء فى الدوحة من التنظيم إلى الملاعب الحديثة والمجهزة بكل وسائل الراحة للجمهور والمتقاربة المسافات كان الحضور كبيرًا لدرجة أن المباريات تجاوز عدد حضورها المليون متفرج وبعض المباريات حضرها أكثر من 78 ألف متفرج. وكانت حركة التنقل بين الملاعب سهلة بوسائل مواصلات حديثة أيضًا. وهذا مع تصوير ونقل تليفزيونى رائع، تابعه الوطن العربى من شرقه إلى غربه. ** مجموعات كبيرة من جماهير البطولة من الجاليات العربية المقيمة فى الدوحة، وهناك احترام للنظام والقانون، فلا شغب ولا مخالفات. وهذا بجانب. منتخبات حظيت بتعاطف عام لجودة الأداء والروح القتالية، مثل فلسطين وسوريا والسودان، مع قوة المنتخبات المشاركة لا سيما العربية الآسيوية التى أضافت متعة أخرى على البطولة، وسط فعاليات جماهيرية خارج الملاعب فى الحدائق والمتنزهات العامة، وسوق واقف أشهر أسواق الدوحة، وأقدمها وعرفت بهذا الاسم، لأنها فى مرحلة السبعينيات من القرن الماضى كان جوهرها مجموعة من الباعة الجائلين بعربات خشبية يقفون لبيع بضاعتهم فعرفت باسم سوق واقف. وكانت سوقًا شعبية، لكنها مع الزمن تطورت وأصبحت نزهة فى حد ذاتها للتسوق مع وجود مطاعم وكافيهات ومقاهٍ بما سمح بلقاءات بين جماهير المنتخبات المتنافسة. خاصة أن استقبال الشعب القطرى ضيوفه ظل حميميًا كما كان منذ قديم الزمن. ** الملاعب القطرية مع شياكاتها وحداثتها ونظافة شوارع وفنادق ومبانى الدوحة وفخامتها واجترار ذكريات كاس العالم 2022، التى كانت ناجحة من جميع الوجوه ساهم هذا فى نجاح كأس العرب بجانب جوائزها المالية المغرية 36.5 مليون دولار.** كل هذا وأكثر منه ساهم فى إضفاء المتعة والبهجة على كأس العرب، مع ذكريات البهجة فى كأس العالم، وتذوق البهجة جعل الجماهير العربية فى شوق دائم لها. إلا أن د. محمد عز العرب، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية - مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية له دراسة قيمة عن البطولة، يقول فيها: «حملت البطولة الحادية عشرة من كأس العرب بالدوحة العديد من الرسائل والأبعاد السياسية، مثل تعزيز قوة العلاقات البينية العربية على الرغم من أنه كان هناك اتجاه فى الأدبيات يشير إلى أن الألعاب الرياضية (خاصة كرة القدم) أصبحت انعكاسًا للعلاقات الصراعية أكثر من كونها عاملًا للتهدئة بين الدول. ومع تقديم أغنيتين رسميتين، وهما: "مكانى» للفنان المصرى محمد منير، وهى أغنية إنسانية تعكس مفهوم الانتماء والهوية. و«زمانى» للفنان القطرى حمد الخزينة، وهى عمل حماسى يدعو إلى انطلاقة عربية جديدة. وهنا، حملت البطولة بعدًا قوميًا». واستعرض د. محمد عز العرب فى دراسته المطولة القيمة أن ** التحول الكبير فى البطولة أنها أصبحت تنافسية بتعاون، وليس بصراع، وباتت مساحة لالتقاء العرب، تحت راية واحدة، مشيرًا إلى ما جاء فى حفل الافتتاح من رسائل لتحمل البطولة بعدًا قوميًا. ** ألف مبروك للشعوب ولجماهير كرة القدم والرياضة العربية على هذا النجاح وعلى تلك البهجة التى صدرتها الدوحة إلى الإقليم.
مقالات اليوم محمد المنشاوي ترامب وحدود التراجع الديمقراطى فى أمريكا نيفين مسعد العراق تانى مرة محمد بصل عن مشروع الصحفيين لقانون حرية تداول المعلومات إبراهيم العريس أيام قرطاج السينمائية لاختتام موسم مهرجانى عربى يزدحم بالأسئلة القلقة أيمن النحراوى الاختلال الاستراتيجى وتصاعد الهيمنة الإسرائيلية على سوريا ولبنان من الصحافة الإسرائيلية إنه الأمن.. أيها الأحمق
قد يعجبك أيضا