ثورة جوارديولا على أسلوبه

الإثنين 3 نوفمبر 2025 - 7:15 م

** هل تخلى بيب جوارديولا عن أسلوبه «تيكى تاكا» والذهاب إلى مرمى المنافس بالفريق كله؟ هل هناك ثورة جديدة فى كرة القدم ومسرحها هو البريميرليج؟

 


** فى تصريحاته الأخيرة قال إنه «لولا إيرلينج هالاند لكان الأمر صعبا على مانشستر سيتى فى مواجهة بورنموث التى انتهت بفوز السيتى 3 ــ 1». ويذكر أن هالاند أصبح مفتاح أهداف الفريق، وقد سجل 98 هدفا تحت قيادة جوارديولا وثالث لاعب فى البريميرليج يسجل أكثر من هدف فى أربع مباريات متتالية. إنه آلة تهديف شديدة القسوة، والقوة، ولذلك أصبح الأسلوب هو فور السيطرة على الكرة وامتلاكها ترسل إلى هالاند بتمريرة طويلة فى هجمة مرتدة، وهو يملك القسوة والقوة والسرعة ليسجل وكان هدفه الأول فى مرمى بورنموث ترجمة للأسلوب الذى يتبعه جوارديولا فى بعض المباريات وليس كل المباريات. لكن جزءا أساسيا فى تغيير الأسلوب هو سرعة تحول لاعبى السيتى للموقف الدفاعى عند فقدان الكرة وهو أمر لم يكن سهلا فى صيغة الاستحواذ والهجوم بالفريق كله.
** تعرض السيتى خلال العام الأخير إلى ضربات نتيجة فلسفة الاستحواذ والذهاب لمرمى المنافس ومنطقته بالفريق كله تاركا مساحات فى مواقع الفريق الدفاعية، والتى تكون هدفا للهجمات المرتدة من الخصوم. وهو على أى حال بات أحد الأساليب القديمة التى تتبعها بعض فرق البريميرليج، ومن تلك الأساليب أيضا الكرات الطويلة والعالية يختصر بها الفريق المسافة والزمن فى الهجمة. بجانب تمريرات الحراس والضربات الثابتة والركنية، وقديما كان معظم أهداف الدورى الإنجليزى فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى بضربات رأس. والاعتماد هنا يكون على لاعبين طوال القامة ويملكون السرعة والقوة، وهم بأجسادهم العضلية يبدون مثل أبطال ألعاب قوى فى الألعاب الأوليمبية. وفى أرقام الاستحواذ ابتعد السيتى عن السيطرة الكاملة وعدد تمريراته ففى مباراته الأخيرة أمام بورنموث، كان استحواذ السيتى بنسبة 48% مقابل 52% لبورنموث. وحتى عدد التمريرات كان متكافئا تقريبا.
** هذا فجر جديد فى عالم كرة القدم وبالطبع، سيظل هناك دائمًا من يقاوم، متمسكًا بتحدٍ بالأساليب القديمة. ولسنوات، كان بيب جوارديولا ثوريًا. قلائل فى التاريخ كان لهم مثل هذا التأثير الذى أشعله جوارديولا على طريقة لعب كرة القدم، لكن مرور الزمن أمر لا مفر منه. فمع تطور اللعبة وتغير المهارات والمهام والواجبات، يفترض أن تتغير الأساليب، فالكرة الآن لعبة قوة وعضلات وسرعات، والفوز فى الالتحامات الفردية يستند على تلك المواصفات خاصة مع ضيق المساحات التى كانت تسمح لصاحب المهارة الأضعف بدينا بالمرور من منافسه فى صراع واحد لواحد.
** لقد ظل جوارديولا وفيًا لأفكاره وأسلوبه. بينما يعطى المنافسون الأولوية للوزن والقوة البدنية، ولكن الإسبانى ظل متمسكًا بالمهارات الفنية. فهو لا يمانع فى اختيار لاعب يقل طوله عن مترين ولا يمتلك أكتاف لاعبى رياضة التجديف. وهكذا يبدو الأمر وكأنه فريق مانشستر سيتى القديم، إنهم لا يُسجلون الأهداف بالطريقة القديمة. هذا ليس فريقًا يعتمد هدفه المعتاد على بضع عشرات من التمريرات تليها تمريرة خلفية من خط التماس. أصبح الآن الهدف من تمريرة بينية مبكرة لإيرلينج هالاند.
** الآن الجميع، حتى جوارديولا، عليهم مواكبة العصر. (لعل ذلك ينتقل للأهلى والزمالك وهى حكاية أخرى) وكما صرح فى يناير، لم يعد أسلوبه المفضل فى اللعب فى المراكز المختلفة ممكنًا نظرًا لطبيعة جدول المباريات المتواصلة. ولذلك، تقبّل ضرورة التغيير. اعتمد فريقه هذا الموسم على الدفاع، ولعب فى الهجمات المرتدة ضد كل من أرسنال ومانشستر يونايتد، وحتى بورنموث وهاجم هالاند مرارًا وتكرارًا فى وقت مبكر. وعندما يكون لديك لاعب بسرعته وقوته وقدرته على إنهاء الهجمات، فلماذا لا تُستغل هذه الإمكانيات؟
** ميكيل أرتيتا مدرب أرسنال ومساعد جوارديولا السباق فى السيتى يستخدم الكرات الثابتة بدقة وبكثرة، بينما السيتى هو الفريق الوحيد فى الدورى الإنجليزى الذى لم يسجل من كرة ثابتة هذا الموسم. لأن فريقه قصير بشكل ملحوظ. أربعة من لاعبى خط وسطه الخمسة يقل طولهم عن 1٫80 متر وثلاثة يقل طولهم عن 1٫75 متر. من الصعب عليهم أن يشكلوا تهديدًا نموذجيًا من الركنيات.. وسط عمالقة الدفاع الآخر!.

مقالات اليوم

قد يعجبك أيضا

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة