كان المفكر الراحل جلال أمين، الذي وافته المنية أمس، مثالاً للمثقف الحقيقي الذي يحمل هموم وطنه، وله إسهاماته الفكرية والبحثية البارزة، في مختلف المجالات: «الثقافة والفكر والاقتصاد والتاريخ» كما كان صاحب آراء جريئة ومواقف واضحة لا تحتمل التأويل، كما حظيت أفكاره وتصريحاته باهتمام كبير في مصر والعالم العربي.

في السطور التالية نستعرض بعضاً من أبرز آراء وأفكار وتصريحات المفكر الراحل الدكتور جلال أمين، في السنوات الثمان الماضية.

1- ثورة يناير:

كان الدكتور جلال أمين من اوائل المثقفين الذين أيدوا ثورة 25 يناير، وقال عنها أنها أطاحت بأسوأ عهد مر على مصر منذ عهود.

وفي كتابه بعنوان «ماذا حدث للثورة المصرية؟» الصادر عن دار الشروق، كتب يقول: «أسوأ عهد مر على مصر، كان عهد حسني مبارك الذي حكم مصر ما يقرب من ثلاثين عامًا، تدهور فيها الاقتصاد المصري، وأحوال المجتمع، ومركز مصر العربي والدولي، ولهذا أشاعت الثورة فرحًا شديدًا في نفوس المصريين، بنجاحها في التخلص من رأس النظام والقضاء على فكرة توريث الحكم لابنه، وبزغت آمال قوية في أن يعقب هذا السقوط استئصال النظام من جذوره، ودخول مصر عهدًا جديدًا من النهضة والتقدم».

2- الانتخابات وحكم الإخوان المسلمين:

لم يخف الدكتور جلال أمين معارضته لحكم جماعة «الإخوان المسلمين»، وبعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى علق على هامش حفل أٌقامتها «دار الشروق» لتوقيع أحد مؤلفاته قائلًا: «بعد انتخابات شعبية فى 2012، أتت برئيس جديد، استخدم هذا الرئيس الجديد أساليب ديكتاتورية فى الحكم وفى تمكين جماعته، من الاستئثار بمقاليد الأمور، فأصبحنا أمام جماعة تتبنى فكراً ينتمي إلى العصور الوسطى»

3- ثورة 30 يونيو وحكم الرئيس السيسي:

كان جلال أمين مؤيدًا لحكم الرئيس السيسي، ومتمسكاً لثورية الحراك الشعبي في 30 يونيو.
وفي مقاله بجريدة الشروق مساء السبت 13 يوليو 2013، بعنوان «ثورة أم انقلاب؟» كتب الدكتور جلال أمين: ما حدث فى 30 يونيو 2013، هو ثورة رائعة بكل المقاييس؛ فى شمولها وسلميتها وإخلاص أفرادها ووطنيتهم ومطالبهم المشروعة، وهى بهذه الصفات استحقت بجدارة دعم الجيش ومساندته، هذا الدعم من الجيش، قد تسميه انقلابا إذا شئت، ولكنه كان عملا رائعا أيضا، نأمل ألا يتحول إلى شىء آخر».

4- أكذوبة الديمقراطية:

كان المفكر جلال أمين ينتقد حكم الديمقراطية الغربية ويراها أكذوبة وصورة من صور الاستعمار، ومن أهم أراءه فيما يخص الديمقراطية أنها: «أكذوبة يستخدمها العالم وتروجها الدول العظمى ومؤسساتها لتحقيق أهداف أخرى غير التي تعلنها، مضيفًا: أؤمن 100%، أنه لا توجد ديمقراطية ولا حريات في العالم كله، بل العكس تماما، فالعالم أصبح يسير بكل قوة في عكس اتجاه الديمقراطية».

5- الضغوط الاقتصادية:

طالما سئل الدكتور جلال أمين حول ما الذي يريده العالم من مصر بالضغوط الاقتصادية عليها؟
وكانت إجابته الدائمة عن هذا السؤال؛ بأن "ما يحدث في مصر هو تضييق عليها حتى لا تتقدم صناعيا، وتظل دولة استهلاكية" مستشهدًا بالاتحاد السوفيتي السابق والذي تفكك بنفس الفكرة الاستهلاكية مدعوما بغطاء الحرية والديمقراطية.