تطوان المغربية.. مدينة بطابع أندلسي - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 11:13 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تطوان المغربية.. مدينة بطابع أندلسي

وكالة أنباء العالم العربي
نشر في: الجمعة 26 أبريل 2024 - 5:39 م | آخر تحديث: الجمعة 26 أبريل 2024 - 5:39 م

ترتمي مدينة تطوان المغربية ذات الطابع الأندلسي بين أحضان سلسلة جبال الريف في هدوء، مطلة على ساحل البحر المتوسط في شموخ.

يبدأ التاريخ الحديث لتطوان في أواخر القرن الخامس عشر عندما استقر بها بعض المسلمين عقب سقوط غرناطة في الأندلس، وأصبحت تلقب بابنة غرناطة بسبب التشابه بينها وبين المدينة الاسبانية في المعمار والثقافة وأسلوب الحياة.

وقال امحمد بن عبود، عضو بالأكاديمية الملكية للتاريخ في مدريد وعضو الأكاديمية الملكية للآداب في إشبيلية، إن تطوان نشأت كمدينة من الأطلال خلافا لبعض المدن التي تحولت إلى مدينة بعد أن كانت قرية.

وأضاف بن عبود في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) "ما يفسر التأثير الأندلسي العميق في تطوان هو بداية معمار المدينة وأسوارها وأبراجها ومنازلها الخاصة، وأيضا العقلية والمزاج التطواني. "بحكم الموقع الاستراتيجي والطبيعة الجغرافية لتطوان، بالإضافة إلى تأثير الثقافة الأندلسية والغرناطية عليها، أصبح المجتمع التطواني منغلقا هو الآخر، وفي نفس الوقت كان متفتحا وكانت لديه علاقات تجارية خلال القرون 17 و18 و19 مع مدن مرسيليا في فرنسا وقادش في إسبانيا وجبل طارق، ودول مثل إيطاليا والجزائر".

وذكر بن عبود أن تطوان يطلق عليها ابنة غرناطة لأنها تأسست على يد 300 من الغرناطيين "وكانت سلسلة هجرة واسعة فيما بعد من الأندلس إلى المغرب كان يمر فيها المهاجرون من الأندلس عبر تطوان قبل متابعة طريقهم إلى المدن المغربية الأخرى".

وأفاد بأن مدينة تطوان العتيقة "هي مدينة أندلسية بامتياز بعد أن حررت من طرف الجيش الإسباني، وبناها المؤسس علي المنظري الغرناطي في نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر، بعد طرد المسلمين الأندلسيين من غرناطة في 1492".

وأوضح بن عبود أن الثقافة الأندلسية تحولت إلى ثقافة عالمية وانتشرت بعد طرد المسلمين من غرناطة وهجرتهم إلى المغرب وتونس والجزائر وليبيا، حيث حملوا معهم ثقافتهم وعلومهم وحتى فنونهم. وقال "في تطوان لدينا الموسيقى الأندلسية وفي مدينة الرباط هناك موسيقى الملحون وفي تطوان أيضا لون موسيقي اسمه الجزيري نسبة إلى الجزائر".

تحيط أسوار ضخمة تمتد لعدة كيلومترات بالمدينة العتيقة في تطوان، وتتميز أزقتها بحجمها الكبير مقارنة بأزقة مدينة فاس الضيقة، ويغلب على مبانيها الطابع الغرناطي، حيث تم طلاء جميع المباني باللون الأبيض وأبوابها الخشبية باللون الأخضر الفاتح.

وبين الشوارع الرئيسية للمدينة يمكن رؤية مساحات خضراء وحدائق، وما زالت المباني الحكومية في المدينة تحتفظ بطرازها الأندلسي، ولدى معظمها شرفات عتيقة وبعض المجسمات القديمة. ويتخذ المركز الثقافي الإسباني (ثربانتس) من بناية ضخمة في وسط المدينة مقرا له، ويفد إليه الطلبة الذين يدرسون اللغة الإسبانية بالإضافة لبعض الإسبان المقيمين هناك.

وقال بن عبود "مدينة تطوان أنشأت علاقة متينة مع إسبانيا وتم بناء ما يسمى اليوم بالحي الإسباني بالمدينة، وأُنشئت مدينة تطوان العتيقة التي يبلغ طول سورها خمسة كيلومترات... وجزء آخر عبارة عن امتداد للمدينة العتيقة كان يضم الأسواق والعمارات وإقامة المقيم العام وقصر الخليفة آنذاك".

وبالإضافة إلى التاريخ المعماري والعلاقات التاريخية التي ربطت تطوان بالثقافة الإسبانية والأندلسية، ألقى التأثير الأندلسي كذلك بظلال على جميع مناحي حياة المجتمع التطواني، وانعكس على الزي التقليدي والعادات.

وقالت وسيمة أشرنان مصممة الأزياء وابنة مدينة تطوان "الموروث الثقافي الذي يعيش عليه التطوانيون يتجلى في اللباس التقليدي الذي يعتمد على زي خاص يسمى الشدّة التطوانية، وهو الزي الذي ترتديه العروس التطوانية، وترتديه كذلك الفتيات عند البلوغ احتفاء بهن وبمرورهن إلى مرحلة جديدة من حياتهن".

كما أشارت مصممة الأزياء إلى استمرار استخدام بعض الأنماط الخاصة بالأندلسيين في تطريز الأقمشة في تطوان، خاصة شكل (الطعريجة) الشهير بالمدينة، وهي أداة عزف تشبه بالطبلة. ويأتي اسم تطوان من تطاوين التي تعني العيون الجارية في اللغة الأمازيغية، كما لقبت المدينة بالحمامة البيضاء لأن أبنيتها مكسوة بالكامل باللون الأبيض، وتم إنشاء مجسم لحمامة بيضاء كبيرة وضع بإحدى الساحات المرورية التي تتوسط المدينة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك