عمرو العادلي: كل شىء يتكلم في رواية مريم ونيرمين لزيادة البوح فيها - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 9:40 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عمرو العادلي: كل شىء يتكلم في رواية مريم ونيرمين لزيادة البوح فيها

حوار- أسماء سعد:
نشر في: الجمعة 26 أبريل 2024 - 6:29 م | آخر تحديث: الجمعة 26 أبريل 2024 - 6:29 م

 - التجريب جزء من أى عمل فنى.. والقضايا الأدبية يجب ألا تكون صارخة

الجمل القصيرة تصنع فى الروح لحنا ونغما عن طريق الكلمات الترميزات دعوة كى يؤلف القارئ نصه الموازى أثناء القراءة أتخيل دائما أن القارئ ملول وسريع الغضب، وكلنا لا نكتب إلا لإمتاعه

 «اهتمام طاغ بكافة التفاصيل، إفراد مساحات واسعة لأصوات الشخصيات، استخدام اللغة السلسة كشرط أساسى» عوامل صنعت تفوق رواية «مريم ونيرمين» الصادرة عن دار الشروق للكاتب الروائى عمرو العادلى، والذى يملك رؤية إبداعية متفردة تساعده فى الاستحواذ على انتباه القارئ من البداية.

يميل عمرو العادلى إلى الحفاظ على إيقاع سريع بشكل ملحوظ لمنع تسرب الملل إلى نفس القارئ، مع الحفاظ على مجموعة من المعانى الكبرى التى يحتوى عليها النص، حيث يوضح فى حواره مع الشروق مجموعة من المتطلبات الأساسية التى حرص عليها فى أحدث أعماله رواية «مريم ونيرمين».

< تعد الرواية ضمن الأعمال الأكبر حجما فى مسيرتك الإبداعية.. حدثنا عن سبب اختيارك لنص بهذا الحجم؟

ـــ الحجم لا يشغلنى غالبًا، فلا أكتب رواية كى أقول بأنها مائة صفحة أو أربعمائة، فالموضوع الذى أتناوله هو الذى يفرض نفسه على العمل الأدبى سواء كان قصة أم رواية.

< تحافظ على إيقاع سريع بشكل متصاعد فى أحدث رواياتك، لماذا اعتمدت على ذلك وما التقنيات التى استخدمتها لهذا الغرض؟

ــــ أتخيل دائما أن القارئ ملول وسريع الغضب، وكلنا لا نكتب إلا لإمتاعه، وما دام كيانا مجهولا لأغلب الروائيين فيجب أن نخشاه أثناء الكتابة، أو على الأقل نضمه للمعادلة، أحاول دائما استخدام الجمل القصيرة قدر استطاعتى، فهى مثل الإيقاع الموسيقى، تصنع فى الروح لحنا ونغما عن طريق الكلمات.

< تمنح أولوية قصوى بالنسبة للأسلوب، حيث مزج الواقع بالمتخيل، هل يلعب ذلك دورا فى إضفاء حالة تشويقية على الرواية؟

ــــ مؤكد، فالأسلوب هو ما تبقى لنا، لأن جميع من سبقونا كتبوا فى كل الموضوعات تقريبًا، ولم يبق لنا إلا الأسلوب، ومزج الواقعى بالمتخيل هى صفة أصيلة فى كتابة الأدب، حتى فى أكثر الروايات واقعية، لا توجد كتابة واقعية تماما.

< قصدت أن يكون هناك مجموعة من الترميزات فى أكثر من موضع، حدثنا عن دور ذلك فى منح الرواية رونقا خاصا؟

ـــ أحب ذلك منذ بدأت مشروع الكتابة، فالكتابة لعبة، لكن يجب أن تؤخذ بمنتهى الجدية، والترميزات لا تعنى مضمونا مختلفا بقدر ما تعنى روحا حرة، فحين تقع عين القارئ على جملة كهذه «نحن الآن نتجول فى الصفحة مائتين وتسعة وستين» ويضرب بطرف عينه فيجده هو رقم الصفحة التى يقرأها بالفعل، فهذا يعنى أن الكاتب يحاول اللعب مع القارئ، أو حين يقول أن من يجد هذه الرواية فليكملها، إنها دعوة كى يؤلف القارئ نصه الموازى أثناء القراءة.

< هناك نزوع إلى الخط الفانتازى أو المنتمى للواقعية السحرية فى النص، هل ترى أن لذلك قدرة على جذب انتباه القارئ مبكرا؟

ــــ الواقعية السحرية روح أكثر منها طريقة كتابة، والفانتازيا موجودة فى أكثر الأحداث واقعية، فالإنسان الأول كان يخشى البرق والرعد ومطاردة الحيوانات له، وما زال فى نفسه بعد كل تلك التطورات والمدنية شىء من ذلك الخوف، الفانتازيا موجودة فى تصرفات الإنسان وكل ما فعلته الرواية أنها رصدتها بشكل أكثر تنظيما من الواقع، فالقارئ يتهيب النص فى البداية، لذا فأحاول مصاحبته منذ عتبات الصفحة الأولى.

< سبق وأن ذكرت أن الرواية تم كتابتها فى حوالى 3 سنوات... لماذا استغرقت منك تلك المدة؟

ــــ هى بالفعل استغرقت ثلاث سنوات، لكنى كتبت خلال تلك الفترة بعض القصص، وراجعت على رواية السيدة الزجاجية، لكنى تفرغت لها تماما حوالى سنتين، فالكتابة ليست النسخة المعدة للنشر فقط، بل كل النسخ التى يتم مراجعتها أيضًا، والمراجعات النهائية مجهدة جدا، خاصة لو كانت الرواية تدور فى أكثر من مكان وأكثر من زمن.

< اللغة كانت أحد مكامن قوة الرواية، كيف ساهم ذلك فى توصيل معانى الرواية للقارئ من وجهة نظرك؟

ــــ قوة أى عمل أدبى تنتج من اللغة أولا، فأى مهنة لها أدوات كثيرة، عشرات الآلات التى تمكن المهنى من إجادة صنعته، أما الكاتب فليس لديه إلا اللغة والتكنيك المستخدم فيها فقط، واللغة القومية من وجهة نظرى هى التى توصل المعنى للقارئ دون عثرات وكلاكيع ودهون لغوية زائدة عن الحاجة.

< أفردت مساحة ملحوظة كى تلعب كل الأصوات داخل الرواية أدوارها بتكامل واضح، حدثنا عن تفاصيل رسم الشخصيات؟

ــــ غاية كل كائن أن يعبر عن نفسه بلغة مفهومة، وحتى الجماد، يمكنه أن يتحدث إلينا لو أتيحت له الفرصة، والأصوات طريقة جيدة لنسج العلاقات بين الشخصيات والأشياء، وفى رواية مريم ونيرمين كان كل شىء يتكلم، لأنى بنيت الرواية منذ صفحتها الأولى على مبدأ أن الجميع يصلحون لوضع نهايتها، ومن هذه النقطة طمع كل شىء فى أن يتم الرواية من وجهة نظره، ولذلك زادت مساحة اللعب والبوح داخل الرواية.

< نشعر بأنك تميل إلى التجريب داخل نصوصك طوال الوقت، حدثنا عن سبب ذلك؟

ــــ التجريب هو جزء من أى عمل فنى، فلو لم نجرب سنصبح نسخا طبق الأصل ممن سبقونا، لم أتخيل نفسى أكتب بلا تجريب، فالمدارس الأدبية جميعا تم اكتشافها أثناء التمرد على أشكال الكتابة الكلاسيكية، وأظن أن المحاولات التى تنقل الواقع كما سيكون مصيرها الفشل أو النسيان.

< ترى أن الإبداع بلا قضية أو معالجة جادة هى مسألة غير مثمرة، لماذا تعتقد ذلك؟

ــــ ما دمت قد كتبت فمن المؤكد أن لدى شيئا أريد قوله، القضية ليس معناها أن أكتب عن الأمومة أو عن التفرقة العنصرية، فيمكن أن تكون القضية التى تشغلنى أننى لا أجيد التواصل مع أبنائى، القضايا الأدبية يجب ألا تكون فاقعة وصارخة، بل يكفى أن نهتم بما هو إنسانى، حتى ولو كان فى إطار العلاقات اليومية المعتادة.

< هل هناك عمل أدبى جديد تعكف عليه فى الوقت الحالى؟

ـــ أكتب لكنى لن أنشر شيئًا قريبا، أريد أن أرقب مشروعى بعين قارئ، ليست استراحة بقدر ما هى تقييم ذاتى لما فعلته فى مشروع الكتابة منذ ثمانية عشر عاما، ربما تثمر تلك الوقفة القصيرة عملا أفضل.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك