أم أميرة بطاطس تضرب عن العمل وتشعل الحنين للثورة - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 4:23 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أم أميرة بطاطس تضرب عن العمل وتشعل الحنين للثورة

أم أميرة بطاطس تضرب عن العمل
أم أميرة بطاطس تضرب عن العمل
كتب - صلاح عزازى:
نشر في: الأحد 25 سبتمبر 2016 - 7:14 م | آخر تحديث: الأحد 25 سبتمبر 2016 - 7:14 م
عربة بيع طعام فارغة ومقيدة بالسلاسل إلى شجرة مجاورة، مشهد قد لا يكون لافتا، فى ظل موجة الغلاء التى أغلقت على إثرها العديد من المشاريع الكبرى والصغرى أخيرا، لكن وجود اسم أم أميرة، بائعة البطاطس السمراء الحنون، التى كانت وجبتها رخيصة الثمن، أحد مصادر الدفء فى ثلج يناير 2011، يكسب المشهد الكثير من الدراما، كما يدفعك للربط بين مصير عربتها الصغيرة وجميع مآلات الثورة.

ربما تدرك «أم أميرة بطاطس» كما يسمونها أن قرار توقفها عن العمل لا يؤثر عليها وحدها، لكنها فعلت ذلك مضطرة بعدما تضاعفت عليها أسعار جميع أدوات صناعتها: «لتر الزيت اللى كان بـ ٨ جنيه بقى بـ ١٥ وشيكارة البطاطس الـ ١٠ كيلو اللى كانت بـ ٤٥ جنيه بقت بـ ٥٥ جنيه».

وكان الحل الأسهل أن تقوم هى الأخرى بزيادة أسعارها، كما يفعل الجميع، مستغلون ومضطرون، لكن العِشرة وشراكة الميدان وذلك الحس العميق بالمسئولية الاجتماعية جعلها تختار التوقف، بدلا من تعويض خسارتها من جيوب الغلابة: «بلاش ناكل فى بعض؛ أنا بطلت أرمى كسر العيش لا مؤخذة الفتافيت يا بشهمندس عشان فى ناس بتجيلى آخر اليوم تاكلها، هما بيفقرونا عشان يذلونا اكتر ما إحنا ماذلولين، وأنا من بكرة مش شغالة لما أشوف أخرة الأيام السودة دى إيه».

كلمات أم أميرة هذه ملأت صفحات التواصل الاجتماعى أخيرا، ضمن حوار مع أحد زبائنها، معلنة من خلاله توقفها عن العمل أو بتعبير أدق الإضراب، والرجوع لأمتار قليلة إلى الوراء، لتجلس أمام منزلها بجوار مقهى «زهرة البستان».

قبل 25 عاما، لم تكن حليمة محمد، مشهورة إلى هذا الحد، عندما جاءت من قريتها بإدفو فى أسوان إلى القاهرة، مع زوجها وابنتيها أميرة وبسمة وقدمت نفسها للباعة بأم أميرة، تخليدا لذكرى بنتها الكبرى أميرة التى توفيت بمرض القلب.

أم أميرة التى أكسبتها ثورة يناير شهرة واسعة من أدباء وكتاب وعاملين وغيرهم وذلك لقربها من ميدان التحرير، باعتبارها أما حنونة، يصب الشباب عندها همومهم اليومية فى الميدان، قالت لـ«الشروق» إن «الغلاء المتواصل لأسعار خامات صنعتها دفعها لإغلاق العربة، خاصة «إنى مش عايزة أَغلى على الناس»، لكن هذا ليس كل شىء».

فمنذ وقت بعيد تحاول أم أميرة عمل ترخيص لعربتها، لكنها فى كل مرة تفشل، لصعوبة الإجراءات مما يجعل «رجال البلدية بيعترضوا طريقى، ويطالبونى بمبالغ مقدرش اتحملها».

رغم ذلك، يدهشك انشغال «أم أميرة» بأحوال الناس أكثر من حالتها التى لا يخفى على الجميع مدى صعوبتها:
«وجعى الأكبر على حالة الناس الذى تزيد عن حاجتى بكثير؛ فكثيرا ما قابلت أطفالا يفتشون عن الطعام داخل صناديق للقمامة، «كنت بساعدهم حبة بساندوتشات من غير فلوس»

بإغلاق أم أميرة عربتها يحرم هؤلاء الصبية من يد تقدم الأمومة والرحمة جنبا إلى الطعام، ويحرم رواد وسط المدينة من مثقفين وفنانين وصنايعية وصعاليك من وجبتهم البسيطة التى كانت «على قد الإيد»، فيما يتوارى ملمح آخر من ملامح ثورة 25 يناير التى اصطف أغلب شبابها حول هذه العربة البسيطة وصاحبتها، فيما كانت تطاردهم الاتهامات بتلقى الأموال والوجبات الساخنة.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك