«الفاو»: استحداث وظائف «لائقة» لشباب المناطق الريفية يساهم في ازدهار إفريقيا - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 1:41 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الفاو»: استحداث وظائف «لائقة» لشباب المناطق الريفية يساهم في ازدهار إفريقيا

جوزيه جرازيانو دا سيلفا
جوزيه جرازيانو دا سيلفا

نشر في: الخميس 22 فبراير 2018 - 3:08 م | آخر تحديث: الخميس 22 فبراير 2018 - 3:08 م

• القارة السمراء تحتاج توفير 12 مليون وظيفة سنويا لاستيعاب الداخلين الجدد لسوق العمل
أكد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأم المتحدة «الفاو»، جوزيه غرازيانو دا سيلفا، اليوم، على أن الزراعة ستستمر في توليد فرص العمل في إفريقيا خلال العقود المقبلة، إلا أنه يجب استكشاف الفرص في مجالات تتعدى الزراعة عبر سلاسل إمدادات الغذاء لاستحداث الوظائف للشباب خاصة الذين يعيشون في المناطق الريفية.

وبحسب بيان من «الفاو»، قال غرازيانو دا سيلفا: «على الدول أن تشجع التحول الريفي والهيكلي الذي يجمع ما بين النشاطات الزراعية وغير الزراعية التي تقوي الروابط بين المناطق الريفية والمدن. ويشمل ذلك عمليات معالجة وتعبئة ونقل وتوزيع وتسويق الغذاء وتقديم الخدمات، خاصة الخدمات المالية وخدمات الأعمال».

وجاءت تصريحات غرازيانو دا سيلفا، خلال مؤتمر الفاو الإقليمي لإفريقيا، والذي يعقد حاليا في العاصمة السودانية الخرطوم، والذي يتمحور بشكل رئيسي حول فكرة استحداث فرص عمل لائقة ومجزية في القارة الإفريقية التي تعتبر أكثر القارات «شباباً» من حيث معدل عمر سكانها.

وتشير التقديرات إلى أنه يجب استحداث ما يصل إلى 12 مليون وظيفة جديدة كل عام لاستيعاب الداخلين الجدد إلى سوق العمل خلال الـ20 عاماً المقبلة. وفي الوقت الحالي تعتمد 54% من القوة العاملة في إفريقيا على القطاع الزراعي للحصول على سبل المعيشة والدخل والتوظيف خاصة في الأسر الزراعية.

وأشار غرازيانو دا سيلفا إلى برنامج الفاو الإقليمي «البرنامج الخاص بشأن عمالة الشباب: توفير فرص عمل لائقة في القطاع الزراعي وغير الزراعي»، والذي يتعدى استحداث الوظائف في القطاع الزراعي ويسعى إلى تطوير القدرات وتوسيع المقاربات الناجحة من خلال صياغة البرامج وإقامة الشراكات.

وقال المدير العام للفاو: «أصبح إقامة الشراكات الاستراتيجية مهماً الآن أكثر من أي وقت مضى لتجمع ما بين الاتحاد الإفريقي وبنك التنمية الإفريقية ونظام الأمم المتحدة وغيرهم من شركاء التنمية».

وحذر من أن أسواق المناطق الحضرية الأكثر ربحية يمكن أن تقود إلى تركيز انتاج الطعام في مزارع تجارية كبيرة، وأن تخلق سلاسل قيمة تهيمن عليها كبرى شركات معالجة الأغذية وكبار تجار التجزئة.

وقال: «في هذا السياق يحتاج أصحاب الحيازات الصغيرة والأسر الزراعية إلى سياسات وأنظمة محددة. ويشمل ذلك توفير الوصول إلى المدخلات والقروض والتكنولوجيا وتحسين قوانين حيازة الأراضي»، مؤكداً على أن برامج الحماية الاجتماعية مثل تحويل النقد يمكن أن تربط شراء الأغذية بإنتاج الأسر الزراعية.

ولا يزال هدف القضاء على الجوع على رأس أولويات «الفاو»، وهو هدف تشترك فيه مع القادة الأفارقة الذي التزموا من خلال إعلان مالابو بالقضاء على نقص التغذية المزمن في القارة الأفريقية بحلول عام 2025. وفي دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يعاني شخص واحد تقريباً من بين كل 4 من نقص التغذية.

وفي كلمته أكد غرازيانو دا سيلفا على أنه تحقيقاً للهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة، فإن القضاء على الجوع يحتاج إلى أن يسير جنباً إلى جنب مع القضاء على جميع أشكال نقص التغذية والتي تنعكس في آفة زيادة الوزن والبدانة المنتشرة حالياً في العالم.

وقال غرازيانو دا سيلفا: «الوضع في إفريقيا هنا مقلق»، مستشهداً بتقديرات منظمة الصحة العالمية بأن الأمراض المرتبطة بالبدانة قد تصبح القاتل الأكبر في إفريقيا بحلول عام 2030.

وأكد أن تسارع وتيرة التحضر واستهلاك الأغذية المعالجة بنسبة مرتفعة هما العاملان الرئيسيان وراء ارتفاع معدلات زيادة الوزن والبدانة. ومع ذلك فإن العديد من سكان إفريقيا لا يدركون أن بعض أنواع الأغذية ليس صحياً، أو أن زيادة الوزن تشكل خطراً على الصحة.

ودعا إلى ضرورة التحرك على جبهتين، والتركيز على إنتاج واستهلاك الأغذية الصحية، داعياً إلى أن تكون الحملات الإعلانية والتثقيفية الخاصة بمنتجات الأغذية أكثر مسؤولية. وأضاف: «يحب أن يدرك الناس ما هو الغذاء الصحي والغذاء غير الصحي، كما يجب تشجيعهم على تناول الأغذية الصحية».

وتطرق غرازيانو دا سيلفا كذلك إلى مسألة التغير المناخي وغيرها من المسائل الملحة في إفريقيا، وكيف تستجيب الفاو وشركاؤها لهذه المسائل.

وقال إن «الفاو» تعمل بشكل وثيق مع مجموعة كبيرة من الدول حول العالم التي طلبت رسمياً مساعدة المنظمة للحصول على تمويل من صندوق المناخ الأخضر. وفي إفريقيا تدعم الفاو حالياً تطوير 6 اقتراحات لمشاريع كاملة في بينين وغامبيا وكينيا وجمهورية الكونغو وتنزانيا، إضافة إلى العديد من اقتراحات «الاستعداد».

وتتأثر إفريقيا بشكل خاص بالتغير المناخي الذي يسهم في زيادة انتشار الحشرات والأمراض. ومثال على ذلك دودة الحشد الخريفية التي سُجل ظهورها أول مرة في القارة في 2016، بحسب ما قال المدير العام للفاو. وتؤثر دودة الحشد الخريفية، التي يمكن ليرقاتها أن تقطع ما يصل إلى 100 كيلومتر في الليلة الواحدة، على محصول الذرة وكذلك الأرز والذرة الرفيعة (السرغوم) إضافة إلى القطن وبعض الخضروات.

وتتصدر الفاو الجهات التي تكافح تهديد دودة الحشد الخريفية وأطلقت مؤخراً دليلاً توجيهياً مفصلاً للمزارعين حول كيفية التعامل مع هذه الآفة العابرة للحدود. كما طورت الفاو تطبيقاً للهواتف الذكية وهو نظام لرصد والإنذار المبكر لدودة الحشد الخريفية يدعى FAMEWS ويتيح للمزارعين رصد ومراقبة وتتبع انتشار دودة الحشد الخريفية مباشرة في حقولهم. وبدأ استخدام التطبيق في مدغشقر وجنوب إفريقيا وزامبيا، وسيتم تعميم استخدامه في باقي دول إفريقيا بنهاية فبراير.

ويهدف برنامج الفاو لمواجهة دودة الحشد الخريفية والذي يدعمه الاتحاد الإفريقي إلى جمع التمويل الضروري للغاية، بحسب غرازيانو دا سيلفا الذي أضاف: «حتى الآن تم جمع 13 مليون دولار، وقد ساهمت الفاو بمبلغ 10 ملايين دولار من ميزانيتها، ولكننا نحتاج إلى المزيد».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك