أكد الدكتور، خالد العناني، وزير الآثار، اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بالمتاحف والمواقع الأثرية، وحرصه على استكمال جميع المشروعات الأثرية التي توقفت منذ عام 2011؛ حيث وجه بتوفير التمويل اللازم لها ، وإشراك الهيئة الهندسية لإنهاء المشروعات الجارية في أسرع وقت.

وأوضح في حديث خاص أدلى به لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد، أنه تم تخصيص مليار و270 مليون جنيه لترميم 8 مشروعات، هي : قصر البارون ، وقصر محمد علي باشا بشبرا، واستكمال أعمال المتحف القومي "للحضارة " بالفسطاط، وتطوير منطقة أهرامات الجيزة، وترميم المعبد اليهودي بالإسكندرية، والمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، وقصر "ألكسان " في أسيوط، بالإضافة إلى استراحة الملك فاروق بمنطقة الأهرامات في الجيزة.

وشدد على أن قرار الرئيس السيسى بتشكيل لجنة عليا لإدارة مواقع التراث العالمى، برئاسة مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، وعضوية 14 وزيرا ، وممثلا لعدد من الأجهزة والوزارات المختلفة - والتى تجمع المعنيين بالتراث - من شأنه الإسهام فى رفع كفاءة الأماكن الأثرية الموضوعة على قائمة التراث ، ودراسة مشاكلها، خاصة وأن هناك سبعة مواقع أثرية موضوعة على تلك القائمة، تسعى الوزارة لحمايتها ، والحفاظ عليها والعمل على زيادتها مستقبلا.

وأوضح أن هذا القرار سيكون له صدى مهم لدى منظمة "اليونسكو" ،والتي تحتاج إلى العديد من التقارير والدراسات التفصيلية، لافتا إلى أن تشكيل تلك اللجنة، سيكون الرد المناسب على طلبات واستفسارات "اليونسكو" من الدولة، مما سيسهم فى اتخاذ العديد من القرارات التى قد تعجز وزارة واحدة عن اتخاذها.

وأشار إلى أنه سيتم بحلول شهر يناير المقبل ، الانتهاء ولأول مرة فى تاريخ الوزارة ، من جرد وتسجيل القطع الأثرية فى المخازن " المتحفية " و"الفرعية " و"البعثات " وغيرها ، والمنتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية ، وذلك عقب وضع ضوابط منظمة لعمل الجرد، وفتح المخازن، ونقل العهدة والتسجيل والتوثيق والترميم، ، إلى جانب اختيار القطع الأثرية "المميزة " والموجودة فى المخازن.

وأضاف الوزير، أنه تم بالتعاون مع وزارة الاتصالات ، إجراء عملية "التوثيق الإلكتروني " وإنشاء قاعدة بيانات للقطع الأثرية الموجودة في المخازن، والقطع المفقودة منها، والقطع التي اختيرت للعرض المتحفي، والمنشورة علميا بمعرفة الباحثين والدارسين وتحديثها بصفة مستمرة.

وفي رده على سؤال حول تعاقد وزارة الآثار مع شركة "أوراسكوم" القابضة للاستثمار، لتقديم وتشغيل خدمات الزائرين بمنطقة أهرامات الجيزة، أعرب وزير الآثار عن تمنياته بنجاح تلك التجربة التى تطبقها الوزارة لأول مرة فى تاريخها ، قائلا "إن مباحثات التعاقد مع الشركة استغرق ما يقرب من أربعة أشهر، لبحث عدة أمور طبقا لشروط وقواعد الوزارة، وإنه بعد مناقشة تفصيلية، تم تغيير العديد من البنود، حتى أصبحت تصب فى صالح الوزارة.

وأوضح أنه تم إرسال العقد الى وزارة الاستثمار لمراجعته ، قبل عرضه على مجلس الوزراء ، الذي وافق على إبرامه لإدارة تشغيل الخدمات في الموقع.

وأشار إلى وجود 17 بازارا، و4 كافتيريات، بمنطقة آثار الهرم ، بحاجة إلى شركة ضخمة لديها القدرة على توفير جميع الخدمات، مثل توفير شركات نظافة، وأوتوبيسات، الى جانب الخدمات الترفيهية التى يحتاجها الزائر ، لافتا فى الوقت نفسه إلى أن شركة إدارة الخدمات بمنطقة آثار الهرم، ليس لها أى نسبة فى التذاكر على الإطلاق؛ مشيرا إلى أن عائد التذاكر يوجه بالكامل لوزارة الآثار طبقا لقانون الآثار، كما سيكون للوزارة نسبة 50% من حجم أرباح شركة الخدمات.

وأوضح أنه لم يتم حتى الآن تحديد وقت بدء شركة "أوراسكوم " تشغيل خدماتها بمنطقة الهرم؛ حيث ستبدأ تدريجيا بتزويد المنطقة بالعديد من الاتوبيسات و"الحناطير" ، وفتح "الكافتيريات".

وبالنسبة للمتحف المصري الكبير ، أكد الدكتور خالد العناني ، وزير الآثار في حديثه ، أنه تم انجاز أكثر من نسبة 80% من الأعمال الانشائية بالمتحف، والمقرر افتتاحه كاملا بحلول عام " 2020" ، طبقا لتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسى، مشيرا الى أن الدولة بدأت فى شهر مايو من العام الماضى تسديد قيمة القرض اليابانى الأول، بالإضافة الى تقديم كل الدعم للمتحف الذى يعد من أهم مشروعات مصر القومية خلال الفترة الحالية.
وحول آخر تطورات العمل بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، أكد الوزير أنه من المقرر افتتاح ثلاث قاعات جديدة بالمتحف ، خلال الربع الأول من العام المقبل، تشمل قاعة العرض المركزي، والتي ستعرض عددا من القطع الأثرية من الحقب التاريخية المختلفة في مصر منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، وقاعة "المومياوات " الملكية والتي ستضم 20 مومياء ملكية ، سيتم نقلها لاحقا من المتحف المصري بالتحرير، وقاعة العاصمة، وهي عبارة عن قاعة "مالتي ميديا" لسرد تاريخ عاصمة مصر على مر العصور التاريخية المختلفة والحضارات المتعددة.

وكشف الوزير عن تلقي الوزارة عرضا من شركة مصرية لتشغيل وتقديم الخدمات بالمتحف، ومنها المسرح والسينما، والمركز التجارى، والذي يوجد به 42 محلا، وموقفا للسيارات، مشيرا الى أنه تم الموافقة عليه بشكل مبدئي من قبل لجنة التعاقد بالوزارة.

وعن امكانية إنشاء متحف للآثار الغارقة بمصر ، لفت إلى صعوبة تنفيذ هذا المشروع فى الوقت الحالى، نظرا لتركيز الوزارة على الانتهاء من جميع المشروعات الجارية أولا، وافتتاحها فى أقرب وقت، متوقعا أن يكون هناك متحف للآثار الغارقة في المستقبل القريب.

وأوضح وزير الآثار أنه بالنسبة لمتحف "الفنتين " المغلق منذ سنوات بأسوان، فقد تم تكليف رئيس قطاع المشروعات بالوزارة ، بإجراء المقايسات، وأنه من المقرر أن يتم الانتهاء من ترميمه وتطويره بتمويل ذاتي خلال الفترة المقبلة، لافتا في الوقت نفسه، إلى أنه تم كذلك تشكيل لجنة برئاسة رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، للتنسيق مع جميع المتاحف الموجود فى مصر، غير التابعة للوزارة، مثل : المتحف الزراعى، والسكة الحديد، وغيرها للارتقاء بها، خاصة وان السائح يأتى لزيارة الأماكن، وليس له علاقة بتبعيتها لأى مؤسسة.

واعلن وزير الآثار الانتهاء من طريق "الكباش " بالاقصر، وفقا للتقرير الهندسي خلال الربع الأول من العام المقبل، مؤكدا أنه تم التغلب على جميع المشكلات التى كانت تعوق إتمام المشروع، والذي يعد أضخم مشروع عالمى يربط معبد الأقصر بمعابد الكرنك بمسافة 2700 متر، بطريق احتفالات ملوك الفراعنة منذ آلاف السنين.

وفي رده على سؤال، أكد وزير الآثار أن الوزارة تعمل وفقا لآليات محددة وصارمة، وأنه لن يقبل المساس بالقطع الأثرية، مشيرا الى أنه عندما تولى مهام منصبه، وضع قانونا خاصا بالمعارض الخارجية، ينص على عدم خروج اى معرض آثار في الخارج، إلا بموافقة مجلس الوزراء.

وحول ملامح خطة الوزارة خلال العام القادم "2019"، أكد أنه سيتم الانتهاء من مجموعة مساجد أثرية بالتعاون مع وزارة الأوقاف، ومجموعة آثار بالدرب الأحمر، وصيانة وترميم مجموعة من الأديرة بالتعاون مع الكنيسة، والانتهاء من مشروع منطقة أبو مينا الأثرية، وتطوير الموقع العام لمركز زوار ابيدوس، وخفض منسوب المياه الجوفية فى الاوزيريون، ومشروع خفض منسوب المياه الجوفية بكوم أمبو، وبكوم الشقافة بالاسكندرية ، لافتا إلى أنه سيتم الانتهاء من مشروع ترميم قصر البارون "امبان " بمصر الجديدة، والمتحف اليوناني الروماني بالاسكندرية أواخر العام القادم "2019 " أو بداية عام 2020 ، فيما سيتم الانتهاء من المرحلة الاولى من مشروع انشاء متحف شرم الشيخ منتصف عام 2019، ليكون اول متحف للاثار ومركز للحضارات ووجهة ثقافية و سياحية للمدينة.

وكشف عن أنه من المقرر خلال العام القادم ، الانتهاء من مشروع ترميم هرم زوسر، والمقبرة الجنوبية بسقارة، ومشروع تأمين وإضاءة البر الغربى بالأقصر، وترميم المعبد اليهودي "الياهو هانبي" بالإسكندرية، وإنشاء متحف بالشراكة مع القطاع الخاص بالغردقة، ومتحف طنطا، ومتحف المركبات الملكية ببولاق، وقصر الأمير يوسف كمال بنجع حمادى.

وأكد وزير الآثار في ختام حديثه ، أنه سيتم خلال العام القادم ، افتتاح أول مصنع "للمستنسخات الأثرية"، بتكلفة تتجاوز مائة مليون جنيه؛ وذلك بهدف حماية حقوق الملكية الفكرية للآثار المصرية، وتحقيق مردود اقتصادي، وبالتالي زيادة دخل وزارة الآثار، مشيرا الى أنه سيتم العمل على تحقيق الاستفادة القصوى من الكفاءات الفنية المصرية الموجودة حاليا، وإيجاد فرص عمل للشباب لمواكبة متطلبات السوق المحلية والعالمية، وتلبية حجم الإقبال المتزايد على شراء نماذج الآثار المصرية.