70 سنة على النكبة : 7 مشاهد منسية من حرب فلسطين 1948 - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 6:32 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

70 سنة على النكبة : 7 مشاهد منسية من حرب فلسطين 1948

الاحتفاء الاعلامي في مصر بالحرب العربية علي إسرائيل كان متجاوزاً لظروف الواقع
الاحتفاء الاعلامي في مصر بالحرب العربية علي إسرائيل كان متجاوزاً لظروف الواقع
بوابة الشروق
نشر في: الثلاثاء 15 مايو 2018 - 5:02 م | آخر تحديث: الثلاثاء 15 مايو 2018 - 5:39 م

تحل اليوم الذكرى السبعون على قرار الدول العربية السبع المستقلة إعلان الحرب على إسرائيل، الدويلة الوليدة، استكمالاً لأحداث نكبة فلسطين.

ففي 15 مايو 1948 وبعد ساعات معدودة من إعلان ديفيد بن جوريون إنشاء دولة إسرائيل أعلنت الدول السبع المكونة لجامعة الدول العربية آنذاك الحرب على إسرائيل، التي حظت فور تدشينها كدولة باعتراف الدول الكبرى وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة فضلاً عن دولة إقليمية كبرى هي إيران رغم أنها كانت قد عارضت خطة تقسيم أرض فلسطين بين العرب واليهود عام 1947.

ونظراً لانتشار سردية "الأسلحة الفاسدة" عن حرب فلسطين في الخمسينيات من القرن الماضي، لتحميل الملك فاروق وقصره وحكومته مسئولية هزيمة مصر في الحرب، فإن معظم المعلومات الحقيقية حول ما دار قبل الحرب وخلالها وما تلاها من أحداث ظلت لعقود بعيدة عن التوثيق، وغائبة عن الرأي العام.

وفي السطور التالية توضح "الشروق" بعض المعلومات غير المعروفة على نطاق واسع عن تلك الحرب التي كانت الحلقة الأولى للصراع العسكري بين العرب وإسرائيل في القرن العشرين.

1- تباين عدد المقاتلين بين العرب وإسرائيل:
دخلت مصر الحرب بعشرة آلاف مقاتل فقط، زادت في النهاية إلى ما يزيد قليلاً على عشرين ألفاً.
ودخلت الأردن بثمانية آلاف مقاتل فقط، زادت إلى اثني عشر ألفاً.
ودخلت العراق بثلاثة آلاف مقاتل فقط، زادت على مدار الحرب إلى خمسة عشر ألفاً.
ودخلت سوريا بخمسة آلاف مقاتل.
ودخلت لبنان بألف مقاتل.
ودخلت السعودية بما لا يجاوز ألفاً ومائتي مقاتل تحت قيادة مصرية.
ودخلت اليمن بثلاثمائة مقاتل.
بينما كان حجم القوات الإسرائيلية الموحدة، التي تطورت من كونها عصابات أو ميليشيات أثناء الحرب، يصل إلى ثلاثين ألف مقاتل، زادت إلى حوالي مائة وعشرين ألفاً في نهاية الحرب.
مما يعني أن القوات الإسرائيلية -على عكس المتصور- كانت أكبر عدداً وعتاداً وتجهيزاً من القوات العربية مجتمعة، إلى جانب ما مثله الدعم الأميركي والبريطاني عسكرياً من مساعدة قوية للإسرائيليين.

2- عشوائية التنظيم:
كانت مصر من البداية تعارض تولي العاهل الأردني الملك عبدالله الأول بن الحسين القيادة العليا للجيوش المشتركة، لكن رضخت في النهاية، وفي المقابل منحت مصر مساحة أوسع في التحرك وتقدير الأوضاع ميدانياً على الجبهات الاستراتيجية لها، فتولت منفردة التحرك نحو غزة ويافا من جهة بئر سبع والخليل لعزل المستوطنات الإسرائيلية، كما تولت البحرية المصرية مراقبة السواحل الفلسطينية بالبحر الأحمر والبحر الأبيض.
نجحت مصر في احتلال عدد من المناطق المهمة على رأسها أشدود ونتسانيم، ونجحت الأردن في إلحاق هزائم واضحة بالإسرائيليين في باب الواد واللطرون وجنين، كما بسطت سيطرتها على القدس بما في ذلك الحي اليهودي، وحررت العراق جنين من الإسرائيليين، حتى أصبح العرب أقرب من أي وقت مضى من تل أبيب، مقر الحكومة الإسرائيلية الوليدة بعد أقل من شهر من نشوب الحرب.
لكن بعد فشل الهدنة الأولى في يوليو 1948 خاض العرب الحرب بنفس التكتيكات الفردية، دون توحيد الجهود العسكرية، مما أدى إلى فوضى عارمة في بعض المناطق.

3- إسرائيل أحسنت استغلال الهدنة الأولى:
في 10 يونيو 1948 أصدر مجلس الأمن قراراً بوقف إطلاق النار وقبول كل الأطراف لهدنة تحت الرقابة الدولية يحظر فيها تزويد أي طرف بالأسلحة.
التزم العرب بالقرار بينما لم تلتزم إسرائيل، واتضح هذا بعد استئناف القتال في 8 يوليو 1948 حيث ظهرت في الميدان أسلحة جديدة لم يخبرها المقاتلون العرب، فضلاً عن مضاعفة أعداد المقاتلين الإسرائيليين وبصفة خاصة على جبهات القتال مع مصر.

4- الإعلام المصري والتصورات الحالمة:
كانت الدول العربية، وبصفة خاصة مصر، تتصور أنه من السهل إجهاض دولة إسرائيل، دون وضع الظروف السياسية في الاعتبار، من أهداف مختلفة للقوى الدولية الكبرى، وكذلك لملك الأردن، الذي كان يعتبر جيشه الأكثر جاهزية والأحدث عتاداً -وليس الأكبر عدداً- في ذلك الوقت، أخذاً في الاعتبار أنه كان مداراً على المستوى الفني والتسليحي بواسطة البريطانيين.
ووفقاً للكتابات الموثقة عن تاريخ الفترة الأولى من الحرب؛ كان هناك اعتقاد سائد في الجيش المصري وفرق المتطوعين التابعة للإخوان المسلمين وغيرها من التيارات، بأن الحرب لن تستغرق أكثر من شهر.
وكانت وسائل الإعلام -وبصفة خاصة المجلات- تروج لمعتقد سهولة المعارك، وكانت الصور الاحتفالية لمواكب الجيش المصري والحرس الملكي أثناء مغادرتها القاهرة تشي بالنصر السريع.
واللافت أن هذه التصورات كانت وليدة آخر أسبوعين قبل إعلان إنشاء إسرائيل، ففي بداية مايو لم تكن مصر مستعدة لإرسال الجيش للحرب بسبب تقارير عسكرية أكدت أن المؤونة والسلاح لا يكفي لأكثر من 3 شهور.

5- آخر معركة كبيرة في الحرب بين مصر وإسرائيل:
كانت القوات المصرية تحتل جنوب فلسطين بنهاية 1948، ولتجاوز هذا الواقع، شنت إسرائيل في 22 ديسمبر 1948 عملية عسكرية كبيرة باسم "حوريب" كان هدفها الاستيلاء على صحراء النقب بالكامل، فاستطاعت تجاوز الحدود المصرية بعد محاولتين فاشلتين للاستيلاء على العريش ثم رفح.

وبمجرد تحقق ذلك؛ أصدرت بريطانيا إنذاراً للإسرائيليين، تطالبهم بالانسحاب وإلاّ فسوف تساعد مصر بموجب معاهدة 1936، فتراجعت إسرائيل مقابل انسحاب مصر من جنوب فلسطين، وفي 11 يناير 1949 أقر مراقبو الهدنة بالانسحاب الإسرائيلي.

وكانت هذه المعركة هي الأخيرة في الحرب.

6- الأردن حققت بعض أهدافها من الحرب:
يرى بعض المؤرخين أن الملك عبدالله الأول عاهل الأردن حقق بعض أهدافه من حرب فلسطين، ولذلك يعتبرون أن الأردن "حقق انتصاراً جزئياً".
الجيش الأردني خرج من الحرب مسيطراً على أجزاء شاسعة من الضفة الغربية والقدس، في مقابل سيطرة مصر على قطاع غزة وهو جزء صغير من الأراضي التي كانت محددة للعرب في غرب فلسطين وفقاً لقرار التقسيم الصادر 1947.
ويروي بعض المؤرخين أن ملك الأردن كان لا يمانع قبل إعلان دولة إسرائيل من أن يسيطر جيشه على الجزء المخصص للعرب من أرض فلسطين، مقابل سيطرة ميليشيا الهاجاناه (نواة الجيش الإسرائيلي) على الجزء المخصص لليهود وفقاً لقرار التقسيم.

7- أم رشرش.. نقطة النهاية:
تعتبر قرية "أم رشرش" أو "أم الرشراش" آخر نقطة سيطر عليها الإسرائيليون من أرض فلسطين، منهين بذلك العمليات العسكرية في الحرب، في 5 مارس 1949.
احتلال هذه القرية خلق لإسرائيل منفذاً على البحر الأحمر لأول مرة، وتم تغيير اسم القرية إلى "إيلات" لتصبح فيما بعد ميناءً ومصيفاً شهيراً.
احتلال "أم رشرش" كان هدفاً لعملية إسرائيلية تسمى "عوفدا".. استغلت فيها إسرائيل انسحاب جميع الجيوش العربية، واستطاعت دخول القرية بدون قتال، حتى أن الجنود الذين ساهموا في احتلالها لم يكن معهم علم أو راية لدولتهم الجديدة.
أمر قائد الكتيبة الإسرائيلية جنوده بصنع علم لرفعه على النقطة الساحلية الوحيدة لإسرائيل على البحر الأحمر، فاستخدموا قطعة قماش بيضاء قديمة، ورسموا عليها بالحبر خطين أزرقين تتوسطهما نجمة داود بشكل مصمت وليس مفرغاً كما تظهر النجمة في علم إسرائيل، مما حوّل المشهد إلى صورة أيقونية في تاريخ إسرائيل، وإعلاناً نهائياً لنكبة العرب.

مصادر للاطلاع:
"العروش والجيوش"، محمد حسنين هيكل، دار الشروق، 1998
"الدور المصري في حرب فلسطين"، أحمد عوض حمدان، مجلة جامعة الأقصى المجلد السادس عشر يونيو 2012



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك