نصائح أوائل الجامعات.. «الطب»: المصطلحات الإنجليزية «الأصعب» وتشريح الجثث «الأسهل» - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 2:04 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نصائح أوائل الجامعات.. «الطب»: المصطلحات الإنجليزية «الأصعب» وتشريح الجثث «الأسهل»

كلية الطب
كلية الطب
شريف حسين
نشر في: الثلاثاء 4 أغسطس 2015 - 7:38 م | آخر تحديث: الثلاثاء 4 أغسطس 2015 - 10:10 م
7 سنوات، وربما أكثر، ستحيل طالب الثانوية العامة إلى طبيب يصبح بحكم عمله مسؤولا عن حياة البشر ومصائرهم، يقضي نصف سنوات الكلية تقريبا في التدريب والملاحظة ومشاهدة الحالات الحقيقية في المستشفيات حتى يتمكن من اتخاذ قرار التشخيص بشكل سليم، يبدو الطريق براقا وتبدو الرسالة الإنسانية للطب محرضة على الالتحاق بالكلية الأعلى مجموعا، وفي أحيان أخرى يلتحق الطلبة بالكلية إما لاستكمال سلسال وراثة المهنة في العائلة، أو تحقيقا للفخر العائلي أو سعيا وراء الوجاهة الاجتماعية, لكن خلال الـ 7 سنوات هناك أمور كثيرة تجري، ومقررات دراسية عديدة ومهمات عملية أكثر وتشريح جثث وتدريب في مستشفيات، أمور قد لا يعلم عنها شيئا الطالب المقبل على دخول الكلية بعد بضعة أشهر، ربما تختفي تحت الرغبة العارمة بداخله في أن يصير طبيبا.

ويدرس الطالب في العامين الأول والثاني، 4 مواد هي: أناتومي (التشريح)، والكيمياء، والهيستولوجي (علم دراسة الأنسجة)، وفسيولوجي، ثم يتحول لدراسة تخصصات الطب في السنوات الثلاثة التالية (السنة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة)، مثل الرمد والجراحة والنساء والتوليد وذلك جنبا إلى جنب مع التدريب بالمستشفيات، وخصوصا مستشفى قصر العيني، لمشاهدة الحالات بشكل عملي ومراقبة تصرفات الطبيب وطريقة تعامله مع كل حالة، وتتميز تلك السنوات بغلبة المحتوى العملي على النظري، بحيث يكون الطالب ملزما بحضور امتحانات شفوي يعرض فيها أحد الأطباء حالة على الطالب ويطالبه بتشخيصها.

أما السنة السابعة (سنة الامتياز)، فيختار الطالب تخصصا من التخصصات التي درسها في السنوات السابقة، وكذلك يعمل بإحدى المستشفيات تحت إشراف طبيب، بينما يتجه أوائل الدفعة للتعيين في هيئة التدريس في الكلية التي تحتاج أعدادا كبيرة في كل عام، نظرا لكثرة السكاشن والمعامل.

ويؤكد حازم حسن، أحد أوائل دفعة أولى طب القصر العيني هذا العام، لـ«الشروق»، أن جميع الطلبة يعانون في البداية من صدمة الدراسة باللغة الإنجليزية الغارقة في المصطلحات الطبية، وأنهم يواجهون صعوبة حتى في قراءة الكتاب، ويضيف أن هناك طلبة من أوائل الجمهورية التحقوا بالكلية ورسبوا في مواد في عامهم الأول، لكن ما يخفف من وطأة الأمر، هو أن امتحانات الفصل الدراسي الأول، اختيارات فقط، بينما تبدأ الامتحانات المقالية التي تحتاج إلى كتابة وشرح في الفصل الدراسي الثاني.

وللتغلب على أزمة اللغة، يشير حازم إلى أن الأمر في البداية يتطلب بذل مجهود كبير من الطالب في الترجمة ومحاولة الفهم والبحث عن شرح مستفيض للموضوعات على الإنترنت، مضيفا أنه لا مكان للحفظ في الكلية لأن الكتب كبيرة جدا وأغلبها مراجع طبية ذات مصطلحات صعبة يستحيل حفظها، ويعود حازم ويؤكد أن بمرور الوقت، سيكتشف الطالب أن دراسة الطب بالإنجليزية أسهل كثيرا من العربية، لأن اللغة الإنجليزية أكثر تحديدا ووضوحا ومصطلحاتها أدق تعبيرا وأكثر اختصارا.

يشير حازم إلى أن حضور جميع المحاضرات ليس ضروريا في كلية الطب، لأن محتواها متوفر في ملازم يمكن للطالب الحصول عليها، بينما أعطى حضور السكاشن الأهمية القصوى لأنه لا يوجد ما يعوضها، وكذلك تلعب دورا كبيرا في إيصال المعلومة وتثبيتها، مثل سكشن التشريح الذي يرى فيه الطالب نفس العملية تتكرر مرتين أسبوعيا على مدار عامين، مما يؤدي لاكتساب خبرة كبيرة في تشريح كافة أجزاء الجسم، وكذلك سكشن الكيمياء الذي اعتبره شديد الأهمية، لأن مشاهدة التفاعلات وألوان المواد الناتجة بالعين يختلف تماما عن دراستها نظريا على الورق، بالإضافة إلى سكشن الهستولوجي (علم الأنسجة) الذي يستخد فيه الطالب الميكروسكوب ويتعامل مع الخلايا والأنسجة، لأن تلك الميكروسكوبات لا تتوفر للطالب في مكان آخر حال عدم حضوره السكشن.

وخلافا لما يُشاع عن صعوبة مادة التشريح، وما يصيب الطلبة أثناء تشريح الجثث البشرية المحفوظة في الفورمالين والمغطاة بغطاء أخضر، فإن حازم يوضح أنها المادة الأسهل على الإطلاق، وأن تكرار عملية التشريح يُكسب الطالب دراية كاملة بها، لكن على الطالب الحضور بالبالطو والقفازات منذ اليوم الأول لوجود سكاشن تشريح منذ البداية، حيث عدم إحضار البالطو والقفازات قد يعرض الطالب للحرمان من الحضور في أول أيامه الجامعية.

ويبدأ الطلبة في سكشن التشريح، بالتعامل مع عظام اليد فقط خلال الشهر الأول من الدراسة، قبل أن يبدأوا في التعامل مع الجثة كلها في السكاشن التالية، حيث تستقدم الكلية الجثث محل الدراسة من متبرعين قرروا إهداء جثثهم لكلية الطب بعد وفاتهم، أو من جثث مجهولة الهوية كضحايا حوادث الطرق الذين لم يتعرف أحد عليهم، حيث لاحظ حازم في المشرحة، وجود جثث مبتورة الساق أو اليد.

وأكد حازم أن تنظيم الوقت، هو العامل الأساسي للنجاح، لأن الكلية تستهلك مساحة كبيرة من الوقت، حيث يقضي أغلب الطلبة نحو 7 ساعات في الكلية (من 8 صباحا حتى 3 عصرا) وأحيانا تصل إلى 10 ساعات، وهو ما يتطلب تنظيما جيدا للوقت بين الكلية والنوم والمذاكرة، وكذلك فإن الكلية تعطي الطلبة إجازة يومي الجمعة والسبت في الفصل الدراسي الأول، ثم يتحول اليومان إلى يومي دراسة تقام فيهما المحاضرات الأساسية لشرح المقررات، حيث إن محاضرات الجمعة والسبت ليست محاضرات إضافية أو اختيارية.

لكنّ ما يعوض ضيق الوقت للمذاكرة طوال العام، هو وجود وقت كافي قبل كل امتحان يمكن الطلبة من الإلمام بالمادة بشكل جيد، فهناك 20 يوما قبل الامتحان الأول، و10 أيام قبل كل امتحان، لذلك فإن حازم يرى ضرورة قراءة المحاضرات والجزئيات المقررة في المنهج فور شرحها، مجرد قراءة فقط، لأنه حتى إذا لم يتسع الوقت لمذاكرتها في حينها فإن التعرف عليها يجعل الأمر سهلا عند مذاكرتها في الوقت المتاح قبل كل امتحان.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك