حكايات بعد زراعة القوقعة داخل أول مركز للعلاج التأهيلى فى القاهرة - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 1:49 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكايات بعد زراعة القوقعة داخل أول مركز للعلاج التأهيلى فى القاهرة

تنمية المهارات الاجتماعية في مركز التأهيل
تنمية المهارات الاجتماعية في مركز التأهيل
كتبت ــ أسماء سرور:
نشر في: الجمعة 1 يوليه 2016 - 11:50 ص | آخر تحديث: الجمعة 1 يوليه 2016 - 11:50 ص


• أم ملك تأتى بانتظام لمرافقة طفلتها فى يومها رغم إرهاق الصيام وارتفاع درجة الحرارة وطول المسافة وعناء المواصلات.. وأم ياسين: «كفاية أنه بيقولى يا ماما.. دى بالدنيا كلها.. مش مصدقة وأنا بسمعها».. ووالد مايفن يشكو من ارتفاع سعر قطع غيار القوقة
• مديرة المركز: لدينا برنامج لرعاية وتأهيل مرضى زراعة القوقعة.. وأول 3 أشهر بعد الجراحة مجانا
• حماد: نتائج زراعة القوقعة فى مصر غير جيدة.. وتركيب الجهاز ليس نهاية لكنه بداية لتعويض الوقت الذى مر على الطفل
• حماد: الصمم واحد من المشكلات الصحية الخمس الأكثر تأثيرا على صحة المصريين.. ويهدد 13,5 مليون فى مصر والوطن العربى

داخل المركز الذى أقامته إحدى الشركات العاملة فى مجال زراعة الأنظمة السمعية، بشارع الملتقى العربى بمنطقة مساكن شيراتون بالقاهرة، وتم افتتاحه فى سبتمبر الماضى، التقت «الشروق» مجموعة من الأطفال والأهالى فى مرحلة التأهيل، ليتحدثوا عن رحلتهم بعد الجراحة، لكى يستطيع أطفالهم الاندماج فى المجتمع بشكل طبيعى، ويلتحقوا بالمدرس العادية.
رسومات كرتونية وأسماك وورود على جدران المركز الذى يضم 10 فصول، ومناطق مخصصة للعب الأطفال، وغرفا للموسيقى، بالإضافة إلى غرف للاجتماعات مع أهالى الأطفال لتقديم استشارات أسرية لمنح الآباء والأمهات تدريبا يمكنهم من متابعة العلاج فى المنزل لتحقيق أفضل النتائج.
أم ملك تأتى بانتظام من شبرا الخيمة إلى المركز، لمرافقة طفلتها فى يومها الذى يبدأ فى الساعة التاسعة صباحا حتى 2 ظهرا طوال الاسبوع، باستثناء يومى الجمعة والسبت، وكان تحسن حالتها العامل المحفز له لتحمل إرهاق الصيام وارتفاع درجة الحرارة وطول المسافة وعناء المواصلات.
وقالت أم ملك، إن طفلتها كانت تعانى من درجة سمع قليلة، وتم تركيب سماعتين لكن دون نتيجة، حتى أجرت الجراحة وهى فى عمر العامين ونصف، وبعد 3 أشهر كانت هناك استجابة ملحوظة منها، ودرجة السمع كانت معقولة للغاية، كما بدأت فى التحدث بجملة تتكون من كلمتين واحيانا 3 كلمات.
ملك لم تجر جلسات التخاطب المطلوبة قبل العملية، وبدأت أولى جلساتها داخل المركز من 6 أشهر، وتابعت والدتها مبتسمة «ملك دلوقتى تقدر تنطق أسماء أخواتها الثلاثة عمر وعبدالرحمن وعلى فى جملة واحدة، وده فى حد ذاته كان حلما بالنسبة لى».
وقالت أم ياسين إن طفلها بدأ فى التردد على المركز من شهر ديسمبر، بعد أن أجرى الجراحة فى شهر أغسطس الماضى داخل مستشفى وادى النيل، وكان عمره وقتها عامين و8 شهور، خضعت قبلها لجلسات تخاطب فى مراكز تابعة للتأمين الصحى وبعض المراكز الخاصة.
وأشارت إلى أنها لاحظت تحسنا دائما فى كلام ياسين، فهو طفل اجتماعى، ويقبل على جميع الأنشطة، مضيفة «كفاية أنه بيقولى يا ماما، دى بالدنيا كلها، مش مصدقة نفسى وأنا بسمعها، ودلوقتى هو اللى بيصحينى بدرى كل يوم عشان ييجى من حلوان للمركز ويشوف أصحابه».
وأمام المركز كان أيمن ينتظر طفلته مايفن بعد انتهاء ساعات المركز، وأجرت الجراحة فى سن العام و4 أشهر فى مستشفى بهتيم للتأمين الصحى، ولجأ بعدها إلى مركز الأمومة والطفولة فى جامعة عين شمس وبعض مراكز التخاطب الخاصة، ولم ير استجابة منها.
وقال والد الطفلة إن مايفن كانت عصبية للغاية ولا تستطيع التعبير عن أى شىء لذلك كانت تلجأ دائما إلى الصراخ، وترفض جهاز القوقعة، لكنها حاليا تعتبره جزءا منها لأنها شعرت بأهميته، إلا أنه اشتكى من ارتفاع تكاليف قطع غيار جهاز القوقعة، وبعض أجزائها يصل إلى 3 آلاف جنيه، وسعر البطارية 1800 جنيه، حتى السلك الموجود به والذى ينقطع تقريبا كل أسبوع بـ180 جنيه.
وأوضحت وفاء يوسف مدير المركز، إن المركز هو أول مركز متخصص للعلاج التأهيلى فى مصر، والغرض الأساسى من إنشائه هو توفير أفضل مستوى لتأهيل الأطفال ممن أجروا عملية زرع القوقعة ليتمكنوا من الاستمتاع بأقصى إمكانياتهم السمعية، وهذا يتطلب علاجا مكثفا مع التدريب على المهارات السمعية واللغوية، بهدف دمج الأطفال فى المجتمع.
وأضافت «يبدأ البرنامج بتقييم لقدرات الطفل المعرفية ونسبة ذكائه، وما اذا كان لديه مشاكل اخرى، لان أوقات ضعف السمع يكون مصاحبا معه مشاكل مثل نقص الانتباه فرط الحركة أو التوحد أو مشاكل سلوكية، وبناء على ذلك يتم تحديد البرنامج المناسب، وعمل برنامج خاص به».
وقالت «لا نتعامل مع الطفل كتأهيل سمعى ولفظى فقط لكن تعديل السلوك أيضا، لذلك نقوم بالاستعانة باخصائيى انشطة موسيقية وحركية وفنية، بالإضافة إلى جزء اكاديمى ليخرج الطفل المدرسة باقل مشكلات ممكنة»، منتقدة اعتبار بعض الاسر أن جهاز القوقعة هو عصاة سحرية.
وأشارت إلى أن برنامج التأهيل يحتوى على 10 مراحل كل مرحلة تحتاج إلى 3 شهور للانتهاء منها ويعتمد ذلك على معدل التطور فى أداء كل طفل، ويتم تقسيم الأطفال فى فصول متجانسة سمعيا، وبقدر الامكان عمريا، لكنها أكدت أن بعض الأطفال يكون العمر الزمنى لهم اكبر كثيرا من العمر اللغوى، لانهم يجرون زراعة القوقعة فى عمر 6 سنوات، وهو عمر يصب فيه اكتساب اللغة، لذلك يتم عمل فصول خاصة بهم.
وأشارت إلى أنه يتم استقبال الأطفال الذين قاموا بإجراء عملية زرع قوقعة الأذن، وتقديم الخدمات لهم أول 3 أشهر لهم مجانا، ثم 3 أشهر اخرى برسوم مخفضة، كما أن المركز يقبل الأطفال الذين لم يحصلوا من قبل على جلسات تأهيلية من مستشفيات أخرى عقب زرع قوقعة الأذن.
وأكدت أن سعة المركز التى تسمح باستقبال 300 طفل، ويتم تنظيم الفصول التدريبية فى مجموعات أو بشكل فردى لضمان حصول الأطفال على رعاية متخصصة، وأن المركز يقدم الخدمات بتكاليف أقل بنسبة 50% عن باقى المراكز المتاحة فى مصر.
وشددت على أن وعى الاهل يلعب دورا اساسيا، وأن المركز يعتبر أن الإرشاد الأسرى على نفس اهمية درجة الاهتمام بالاطفال، لذلك يتم عقد لقاءات شهرية مع الأهل، ولقاءات فردية لكل أسرة، وعرض بشكل علمى مبسط، وتصوير الطفل خلال يومه فى المركز.
من جانبه، قال المهندس سامى حماد مستشار إحدى الشركات العاملة فى مجال الإلكترونيات الطبية وأنظمة زراعة الأجهزة السمعية، إن الدراسة الطبية الاخيرة للشركة كشفت عن أن الصمم والمشكلات السمعية واحدة من المشكلات الصحية الخمس الأولى الأكثر تأثيرا على صحة المصريين والعرب بجانب السكر والسمنة والتهاب الكبد الوبائى.
وأوضح أن نسبة الذين يعانون من الصعوبات السمعية فى مصر والمنطقة العربية تزيد عن المعدلات العالمية، ويهدد أكثر من 13.6 مليون شخص فى الوطن العربى.
واضاف «برنامج زراعة القوقعة موجود فى مصر فى عدد من المركز الخاصة من نحو 20 سنة لكن نتائجها غير جيدة، ووجدنا ان كثيرا من الناس تعتبر ان تركيب الجهاز نهاية لكنه بداية لمجهود لا بد ان يبذل لتعويض الوقت الذى مر على الطفل».
وشدد على أهمية التعاون بين القطاعين الخاص والعام ومؤسسات المجتمع المدنى لتوفير عدد من الفرص للمرضى ليتلقوا التأهيل المناسب، مما سيساعدهم على الاندماج داخل المجتمع، وتابع «خلال العام المقبل سنقوم بفتح مركزين إضافيين فى الاسكندرية وإحدى محافظات صعيد مصر للوصول لأقصى عدد من المرضى على مستوى الدولة».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك