تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الاثنين، عن احتمال أن تغير إدارته خلال الأيام المقبلة اسم وزارة الدفاع (البنتاجون) لتصبح بدلًا من ذلك "وزارة الحرب".

وقال ترامب إن المسئولين سيعيدون "على الأرجح" البنتاجون إلى الاسم الأكثر عدوانية الذي كان يطلق عليه في السابق، وذلك في غضون أسبوع تقريبًا، وفقا لما نقلته مجلة بوليتيكو الأمريكية.

وقد أعرب ترامب ووزير الدفاع بيت هيجسيث - باستعادة "روح المحارب" في الوزارة - مرارًا وتكرارًا عن أسفهما لتغيير الاسم، الذي حدث بعد الحرب العالمية الثانية.

وقال ترامب، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الكوري الجنوبي لي جاي ميونج، إنه عندما "فزنا في الحرب العالمية الأولى والثانية، كانت تسمى وزارة الحرب. وبالنسبة لي، هذا ما هي عليه حقًا".

وأضاف: "الجميع يحبون أننا حققنا تاريخا لا يصدق من الانتصارات عندما كان (اسمها) وزارة الحرب. ثم غيرناه إلى وزارة الدفاع".

**ما تاريخ وزارة الحرب؟

ظل وزارة الحرب الأمريكية قائمة في الفترة من 1789 وحتى 1947، عندما قسمتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق هاري ترومان إلى الجيش والقوات الجوية، وضمتها إلى البحرية التي كانت مستقلة – آنذاك. وأطلق ترومان على الوكالة من المستوى الوزاري "وزارة الدفاع".

كان ترومان يقصد من تغيير الاسم أن يمنح رئيس البنتاغون صلاحيات مركزية أكبر على الفروع المنفصلة للقوات المسلحة، وخاصة البحرية التي تمتعت باستقلالية كبيرة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.

ووفقًا لموقع وزارة الدفاع الأمريكية، ففي 14 يونيو من عام 1775، صرح الكونجرس القاري بإنشاء الجيش القاري، وفي اليوم التالي، وضعه تحت قيادة جورج واشنطن. وبعد الثورة، أصبح يعرف باسم "الجيش الأمريكي".

**جدول زمني

وفي 13 أكتوبر لعام 1775، صوّت الكونجرس القاري على إنشاء البحرية القارية، التي أصبحت فيما بعد تُعرف باسم البحرية الأمريكية.

وفي 10 نوفمبر 1775، أنشأ الكونجرس القاري الثاني مشاة البحرية القارية، الذين يُعدّون السلف المباشر لقوات مشاة البحرية الأمريكية.

أما في 4 يوليو 1776، اعتمد الكونجرس القاري الثاني بالإجماع إعلان الاستقلال، مُعلناً انفصال المستعمرات عن بريطانيا.

وفي 3 سبتمبر 1783، وقّعت الوفود الأمريكية والبريطانية معاهدة باريس التي أنهت حرب الاستقلال وأقرّت بالولايات المتحدة كأمة مستقلة.

وفي 7 أغسطس 1789، أنشأ الكونجرس وزارة الحرب على مستوى مجلس الوزراء للإشراف على تشغيل وصيانة الجيش والبحرية ومشاة البحرية.

ومطلع الأربعينيات، شهد الجيش الأمريكي إعادة تنظيم شاملة تهدف إلى توحيد الجهود وتعزيز كفاءة العمليات الحيوية لمجهود الحرب.

وتم تجميع القوات القتالية والوظائف اللوجستية ضمن ثلاث هيئات ميدانية جديدة: قوات الجيش البرية، والقوات الجوية للجيش، وقوات الخدمة العسكرية.

وفي يوليو 1941، دفع ضيق المساحة وزارة الحرب ووزير الحرب والكونجرس إلى السماح بإنشاء مبنى البنتاجون.

ففي ذلك الوقت، كان عدد العاملين في وزارة الحرب في منطقة واشنطن العاصمة يزيد عن 24,000 موظف مدني وعسكري موزعين على 17 مبنى، وكان من المتوقع أن يصل العدد إلى 30,000 مع بداية عام 1942.

وفي 15 يناير 1943، افتُتح مبنى البنتاجون رسميًا، بعد 16 شهرًا من بدء أعمال البناء.

وفي 26 يوليو 1947، وقّع ترومان على قانون الأمن القومي. وقد دمج هذا التشريع وزارة البحرية ووزارة الحرب والقوات الجوية التي أصبحت مستقلة حديثًا في منظمة واحدة تُعرف باسم المنشأة العسكرية الوطنية، يقودها وزير دفاع مدني يشرف أيضًا على هيئة رؤساء الأركان المشتركة.

وفي 10 أغسطس 1949، تم تعديل قانون الأمن القومي ليتم تغيير اسم المنشأة العسكرية الوطنية إلى وزارة الدفاع.

وقد ألغى هذا التعديل الوضع الوزاري المستقل لوزراء الجيش والبحرية والقوات الجوية، وجعلهم جميعًا خاضعين لوزير الدفاع الذي توسعت سلطاته ومسئولياته. كما نص التعديل أيضًا على استحداث منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة.