من مهرجان القاهرة السينمائى.. هنا فلسطين

نشر في: الخميس 14 نوفمبر 2024 - 7:05 م
أحمد فاروق

- فرقة من غزة تبدأ حفل الافتتاح باستعراض الدبكة على أغنية «أنا دمى فلسطينى».. وإهداء الضيوف «دبوسًا» بخريطة فلسطين ولون علمها.. وعرض «أحلام عابرة» للمخرج رشيد مشهراوى.. وحسين فهمى يؤكد: القضية الفلسطينية كانت ولا تزال قضية مصر
- تقديم تحية للراحلين بكلمات مؤثرة لرئيس المهرجان الذى فقد شقيقه قبل أيام.. وتكريم رئيس لجنة التحكيم دانيس تانوفيتش
- أحمد عز يهدى تكريمه لعادل إمام.. ويسرى نصر الله: نحن حراس الوجدان والسينما وحب الصناعة يغلب وينتصر دائما رغم الصعوبات

«على عهدى على دينى، على أرضى تلاقينى.. أنا لأهلى أنا أفديهم أنا دمى فلسـطينى».. بهذه الأغنية الشهيرة، المرتبطة فى الأذهان بدعم غزة المحاصرة منذ أكتوبر 2023، اختار مهرجان القاهرة السينمائى، أن يبدأ حفل افتتاح دورته الـ45 مساء أمس الأول، حيث اكتسى مسرح الأوبرا الكبير بألوان الشال الفلسطينى، مع إسدال الستار، لتقدم فرقة «وطن الفنون» الفلسطينية، والتى جاء كل أعضائها من غزة، الاستعراض الرئيسى لهذه الليلة، وسط تفاعل كبير من الحضور.
الحضور الفلسطينى الطاغى فى حفل الافتتاح لم يكن فقط فى العرض الافتتاحى، فقد كانت البداية على مدخل السجادة الحمراء للمهرجان، حيث تم توزيع «دبوس» على شكل خريطة فلسطين وبألوان علمها، تم توزيعه على الحاضرين، ليضعه الجميع على ملابسهم ويلتقطون به الصور، كما حرص كثير من الحضور على ارتداء الشال الفلسطينى أو ملابس مستوحاة من ألوانه فى الحفل، لتكون فلسطين حاضرة بقوة فى الحفل، الذى اختتمت فعالياته بعرض فيلم من فلسطين أيضا بعنوان «أحلام عابرة» للمخرج رشيد مشهراوى، هذا إلى جانب الكثير من الفعاليات والجوائز التى يخصصها المهرجان هذا العام لأفلام فلسطين، وكأن المهرجان يرفع هذا العام شعار «من مهرجان القاهرة السينمائى.. هنا فلسطين».
الفنان حسين فهمى رئيس المهرجان، قال فى كلمته الترحيبية، بعد توجيه الشكر للفرقة الفلسطينية، إن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال قضية مصر، بل وقضية كل إنسان يحارب من أجل معانى العدل والحرية والكرامة، مؤكدا أن هذه الدورة تم تأجيلها العام الماضى تضامنًا مع غزة، وتقام هذا العام أيضًا تضامنًا مع غزة، دون أن ننسى إخوتنا فى لبنان التى ظلت تعانى سنوات طويلة، وحاليًا فى اختبار جديد صعب، فالمهرجان كذلك يعلن تضامنه مع الشعب اللبنانى، وأوضح حسين فهمى، أنه حرص على أن يكون المهرجان هذا العام فى منتهى البساطة، وفى الوقت نفسه يكون له كلمة وتواجد.
وصعد إلى خشبة المسرح، وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، لإلقاء كلمته؛ حيث قال إن مهرجان القاهرة السينمائى أصبح رمزًا للفن السابع وسجل اسمه بحروف من نور بين المهرجانات العالمية لتكون مصر ضمن الريادة فمصر حاضنة للمواهب وهنا نحكى حكاياتنا ونستمع لصوت الإنسان عبر إبداعات فنية من مختلف أنحاء العالم، وحرص الوزير على أن يوجه تحية وفاء لكل من ترك بصمة فى هذا المهرجان منذ نشأته حتى الآن بداية من مؤسسة كمال الملاخ مرورًا بسعد الدين وهبة وعزت أبو عوف وسمير فريد ومحمد حفظى وماجدة واصف وصولا لحسين فهمى.
وبكلمات مؤثرة، قدم الفنان حسين فهمى التحية لأرواح الفنانين الراحلين هذا العام، مؤكدا أن المسئولية أحيانا تجبرنا على استكمال العمل رغم مشاعر الحزن، لأننا تعلمنا أن «العرض لازم يستمر»، لتظهر بعدها وسط تصفيق حاد، قائمة الراحلين على الشاشة بشكل متتالٍ، بداية من الفنان أشرف عبد الغفور والمنتجة ناهد فريد شوقى، والفنان صلاح السعدنى، والمخرج عصام الشماع، والكاتب عاطف بشاى، والفنان حسن يوسف، لتختتم القائمة بصورة شقيقه مصطفى فهمى، الذى رحل يوم 30 أكتوبر الماضى.

عقب التحية التى قدمت للراحلين، تحدث حسين فهمى عن اهتمام المهرجان بترميم أفلام السينما المصرية العريقة، التى يصل عمرها إلى 120 سنة، مشيرا إلى التعاون مع مدينة الإنتاج الإعلامى فى ترميم 10 أفلام مهمة من كلاسيكيات السينما، ليستعرض خلال كلمته مشاهد من هذه الأفلام قبل الترميم وبعده، بعد أن تم إصلاحها ومعالجتها وتحسين جودتها، وهى «قصر الشوق» و«بين القصرين» و«السمان والخريف» و«الحرام» و«شىء من الخوف» وغيرها، مؤكدا أن فكرة الترميم تهدف لتحسين الجودة والحفاظ على تاريخنا وتراثنا السينمائى الذى ليس له مثيل.
وبعد مرور أكثر من نصف ساعة على بداية الحفل، ظهرت لأول مرة مقدمته الإعلامية جاسمين طه زكى، لتدير الجزء المتعلق بالتكريمات، والتى بدأت بتكريم رئيس لجنة التحكيم المخرج والمنتج البوسنى دانيس تانوفيتش، والذى استغل وجوده على المسرح، ليقدم أعضاء لجنة التحكيم.
التكريم الثانى كان للمخرج يسرى نصر الله، الذى يمنحه المهرجان جائزة الهرم الذهبى التقديرية لإنجاز العمر، والذى استقبله الحضور باحتفاء كبير، لحظة الإعلان عن تكريمه، قبل أن يصعد إلى المسرح ليتسلم التكريم ويلقى كلمة قال فيها، إنه سعيد باستلام جائزته هذا العام وليس العام الماضى، لأن السينما المصرية تعافت و«شدت حيلها» هذا العام، سواء فى عدد الأفلام أو فى الإيرادات أو فى المحافل الدولية، بالإضافة إلى ترميم الأفلام، مؤكدا أنه رغم الصعوبات التى تواجهها الصناعة من التمويل والرقابة لكن حب السينما فى مصر هو الذى يغلب وينتصر، وهذا شىء ملهم، مؤكدا أن السينمائيين هم حراس الوجدان والسينما، الشىء الملهم الآخر هو أن هناك بلادًا لم يكن فيها سينما يبدأ زملاء فيها يحكوا حواديت ناسها، ويصنعون أفلاما حرة جميلة، لكن أكثر ناس ألهمونى ويمنحونى الشجاعة، هم صناع السينما الفلسطينيين الذين يصنعون أفلامهم فى ظرف شديد الصعوبة والقسوة، ورغم ذلك استطاعوا أن يضيفوا لفلسطين القضية والبنى آدمين، ويجعلون العالم يشعر بها وبهم ويحبهم، وهؤلاء لهم تحية من قلبى، ليختتم كلمته بتوجيه الشكر للسينما ولكل من شاركه المغامرة الخاصة به على مدار سنوات عمله بالسينما.
أما الفنان أحمد عز الذى منحه المهرجان جائزة فاتن حمامة للتميز، فاختار له مخرج الحفل ظهورًا مميزًا عن غيره من المكرمين، فهو لم يكن جالسًا فى القاعة بين الحضور عند سماع اسمه على منصة التكريم، وإنما انشق له المسرح، ليخرج من باطنه، وسط أجواء احتفالية، وتصفيق من الحضور، ليلقى كلمة، تحدث خلالها عن بداياته الفنية، قبل 24 سنة، وتخييره بين أن يكمل فى وظيفته وبين تقديمه أول فيلم سينمائى، فاختار دخول مجال التمثيل على غير رغبة أسرته، لكن فى منتصف التصوير جاء موعد مهرجان القاهرة السينمائى، فتمنى أن يحضر المهرجان وأن تأتيه دعوة على عنوان بيته مكتوب عليها الفنان أحمد عز، حتى يثبت لوالديه أنه اختار الطريق الصحيح، لكن لم تأتِ الدعوة، واضطر يذهب إلى مقر المهرجان يوم افتتاحه، فأعطوه دعوة، واستعد بشكل كامل ليظهر بشكل لائق، حتى تلتقطه عدسات المصورين أو تصور معه كاميرات التلفزيون ليشاهده والداه، لكنه مر على كل الكاميرات ولم يعرفه أحد فلم يهتموا بتصويره.
يتابع عز الذى أقسم أن هذه القصة حقيقية: كان نفسى أجلس فى منتصف القاعة حتى أظهر فى الكاميرا إلى جانب النجوم ويشاهدنى أبى وأمى ويفخرا بى، لكن عند دخولى القاعة، قال لى المسئول عن تنظيم الدخول، أن مكانى فى الدور العلوى من مسرح الأوبرا الكبير، وهذا معناه أنه لن يرانى أحد، وعندما عدت إلى البيت كنت حزينًا جدا، فعندما رأتنى أمى دعت لى وقالت: «ربنا ينولك مرادك»، وبالفعل مرت الأيام وأكون واقفًا هنا مكرمًا فى مهرجان القاهرة، بجائزة تحمل اسم فاتن حمامة، الذى أعتبر اسمها وحده تكريمًا، وأتسلم الجائزة من وزير الثقافة ومن النجم الذى لم يأتِ مثله حسين فهمى، ولكن للأسف كل هذا يحدث بعد رحيل أبى وأمى، ولكنى متأكد أنهما لو كانا موجودين لكانا فخورين بى الآن.
وحرص عز خلال كلمته على أن يهدى الجائزة لكل من تعلم منه فى السينما من مخرج وزميل وعامل، مؤكدا أنهم جميعا أصحاب فضل وجميلهم سيظل على رأسه طوال العمر، ولولاهم لما كان هنا، مؤكدا فى الوقت نفسه أنه يعتبر هذه الجائزة حافزًا للقادم، لأنه يشعر أنه حتى هذه اللحظة لم يقدم شيئًا، ولا يزال يتذكر جلوسه فى مكتب المنتج وائل عبد الله مع المخرجة ساندرا نشأت وهما يفكران، كيف يتم تقديمى للناس فى فيلم «ملاكى إسكندرية».
واختتم عز كلامه بإهداء الجائزة للفنان عادل الإمام، مؤكدا أنه عزيز عليه وملهم، كاشفًا عن أنه قال له ذات يوم نصيحة يعمل بها وينصح بها كل النجوم الجدد وهى: «الالتزام والورق هما أبوك وأمك فى هذه الصناعة».
يذكر أن الحفل أقيم بحضور عدد من نجوم السينما والشخصيات العامة، منهم نيللى، وليلى علوى، وإلهام شاهين وصفية العمرى، ومحمود حميدة، ونبيلة عبيد، ولبلبة وخالد النبوى، وأشرف عبد الباقى، وشريف منير، وبسمة، وهنا شيحة، وإنجى المقدم، وناهد السباعى، وداليا البحيرى وأروى جودة، وهنادى مهنا وأحمد خالد صالح، ودينا، ورانيا يوسف، ولقاء الخميسى، ومن المخرجين خيرى بشارة ومحمد فاضل، وعمرو عرفة وخالد يوسف وإيناس الدغيدي، وساندرا نشأت، وخالد الحجر، ومن المنتجين محمد حفظى ومحمد العدل، وشاهيناز العقاد، ومن الإعلاميين هالة سرحان، ولميس الحديدى، وسهير جودة، وريهام السهلى، وعمرو الليثى، وعماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، ومن الشخصيات العامة د. زاهى حواس، ود. خالد عنانى وزير السياحة والآثار السابق، والدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة السابقة، بالإضافة إلى الموسيقار هانى شنودة، وغيرهم من الشخصيات الفنية والعامة.

صور متعلقة

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2024 - جميع الحقوق محفوظة