x قد يعجبك أيضا

الجامعات الأمريكية تثور لفلسطين

الجمعة 26 أبريل 2024 - 6:40 م

• المظاهرات العارمة للطلاب فى الجامعات الأمريكية المناصرة لفلسطين تعنى تبدل المزاج العام للشباب الأمريكى من الإعجاب بإسرائيل ونصرتها إلى كراهيتها والنظر إليها كدولة استعمارية عنصرية، وقد تحدث تغييرا على المدى البعيد فى الرأى العام الأمريكى ثم فى السياسة الأمريكية.
• ولذلك انزعج نتنياهو من هذه المظاهرات وسماها «بالمخزية» وهذه هى المرة الأولى التى يخرج طلاب معظم الجامعات الأمريكية الكبرى فى مظاهرات تدعم قضية العرب الكبرى «فلسطين» وتدمغ الحليف الأكبر لأمريكا «إسرائيل» بالإبادة الشاملة.
• بصيص من نور وضياء من قلب البلاد التى تدعم وتحمى إسرائيل وتكره العرب جميعا، وتريد منهم فقط أموالهم وبلادهم.
• جامعة كولومبيا بنيويورك تعد من أعرق الجامعات الأمريكية إذ يبلغ عمرها أكثر من 270 عاما وهى معروفة بتخريج أكبر عدد من كبار السياسيين والاقتصاديين فى العالم، وخرّجت أكبر عدد من الحاصلين على جائزة نوبل، ومن أشهر خريجيها من الرؤساء الأمريكان أوباما، فرانكلين روزفلت، ثيودور روزفلت.
• جامعة كولومبيا من أعرق الجامعات فى الثورة على الظلم فهى أول جامعة طالبت بمقاطعة نظام الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا وناهضت حرب فيتنام وقام طلابها بالاعتصام فى الجامعة احتجاجا على هذه الحرب الهمجية الأمريكية، وطلب رئيس الجامعة من الشرطة وقتها اقتحام الجامعة والقبض على المعتصمين ووصف القرار بعد ذلك «بأنه أكثر قرار مؤلم اضطر إليه فى حياته وكان ذلك فى إبريل عام 1968.
• واليوم يتكرر فى الجامعة نفس المشهد بعد أن سمحت إدارة الجامعة بدخول الأمن والقبض على المتظاهرين مما جعل الغيظ يشتد ضد الإدارة، فيعتصم المتظاهرون فى خيام بفناء الجامعة العريقة، وهذا القرار اتخذته رئيسة الجامعة نعمت شفيق الأمريكية من أصول مصرية وأمرت بإعطاء الدروس الجامعية عبر النت وأغلقت الجامعة.
• والحقيقة أن الجامعات الأمريكية وقفت موقفا مشرفا لنصرة الحق الفلسطينى والمطالبة بوقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى وتوقف الإدارة الأمريكية عن الانحياز الأعمى لإسرائيل ودعهما اللامحدود للكيان الصهيونى سياسيا وعسكريا.
• ومن أهم هذه الجامعات هارفارد
"وهى أعرق وأقوى جامعة فى العالم" والتى شهدت مظاهرات كثيرة والآن دخل طلابها فى اعتصام مفتوح بفناء الجامعة تقليدا للجامعة الثائرة الأم
"كولومبيا"، وقد استقالت رئيسة جامعة هارفارد بعد تحقيق لجان الكونجرس معها بعد ثورة الاحتجاجات الطلابية بها ، إذ رفضت سلوك الكونجرس المنحاز لإسرائيل على طول الخط، وضحت بمنصبها الرفيع.
• كما شملت الاحتجاجات الطلابية جامعة بنسلفانيا التى تقع فى فيلادلفيا وهى تقع فى التصنيف 83 بين جامعات العالم الكبرى وتأسست عام 1740 .
• وقد قدمت رئيسة جامعة بنسلفانيا استقالتها عقب شهادتها أمام الكونجرس الذى لا يفرق بين معادة السامية ومعاداة الصهيونية، ولا يدرك أن طلابا يهودا شاركوا فى هذه المظاهرات والاحتجاجات.
• وقد دفعت الجامعة ضريبة دفاعها عن الحق الفلسطينى فقد سحب متبرع أمريكى من أصول يهودية تبرعه للجامعة بـ 100 مليون دولار.
• وقد أغاظ الكونجرس الأمريكى المتصهين رد رئيسة جامعة بنسلفانيا على سؤال العضوة بالكونجرس «هل الدعوة لإبادة اليهود تنتهك مدونة السلوك الخاص بجامعتكم أو قوانين التنمر والتحرش».
• لم تجب رئيسة جامعة بنسلفانيا ولا هارفارد ولا معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بنعم أو لا ولكن قلن بطرق مختلفة «إن الأمر يعتمد على السياق».
• وتعد جامعة بنسلفانيا من أعرق الجامعات الأمريكية وهى جزء من مجموعة النخبة وفيها كلية «وارثون» التى خرجت دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك مالك شركة تيسلا وسبيس أكس وتعود أصول رئيسة جامعة هارفارد إلى أصول سوداء إفريقية.
• ومن بين الجامعات التى تظاهر طلابها كثيرا ضد العدوان الإسرائيلى جامعة نيويورك ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
• وتأسس المعهد عام 1861 والحاصل على تصنيف رقم 1 عالميا عام 2024 حسب تصنيف Q S للجامعات وابتكر خريجوه صناعات جديدة وتقنيات رائعة، وقد عج المعهد بالمظاهرات منذ العدوان الإسرائيلى وحتى اليوم .
• ويرى بعض الطلاب اليهود أن الهتافات والشعارات انزلقت من نقد إسرائيل إلى الرغبة فى تدميرها وهلاك اليهود، وأنهم خائفون من هذا الانزلاق.
ويرى الطلاب المتظاهرون «أن الجامعات الأمريكية ومنها هارفارد وكولومبيا أظهرت مرارا وتكرارا أن فلسطين مستثناة من حق التعبير»، واندلعت المظاهرات أيضا إلى جامعة بيل، وقد أساء لهذه المظاهرات النبيلة بعض الدخلاء بشعاراتهم الزاعقة والتى استغلتها إسرائيل والكونجرس ضد المظاهرات.
• نتنياهو دخل على الخط أيضا فقد غضب من الجامعات الأمريكية وطالب أمريكا بإدانة هذا السلوك فى هذه الجامعات ووصف هذه المظاهرات بأنها مخزية.
• نتنياهو يخسر فى ملعبه، وتأتيه الضربة المعنوية القاتلة من معسكر حلفائه، هو لا يدرك أن الزمن يتغير، وأن الأمريكى لم يعد يستقى معلوماته من الإعلام الأمريكى والغربى، بل يحصل عليها مباشرة ويحللها بنفسه دون وسائط فاسدة متحيزة.
• تحية للأحرار والمنصفين ورعاة العدالة والحق من الشباب الأمريكى الحر الأبى.

مقالات اليوم

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2024 - جميع الحقوق محفوظة