آراء وتعليقات أجنبية حول خطة ترامب - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 3:08 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

آراء وتعليقات أجنبية حول خطة ترامب

نشر فى : الجمعة 31 يناير 2020 - 9:20 م | آخر تحديث : الإثنين 3 فبراير 2020 - 2:17 م

فى عدد من المقالات المنشورة فى الصحف والمؤسسات الأجنبية حول خطة ترامب، اتفقت جميعها على أن هذه الخطة ليست لتحقيق السلام وذهبت بعض الآراء لتناول إيجابيات هذه الخطة على الصراع الإسرائيلى ــ الفلسطينى فى كونها ستحقق للشعب الفلسطينى أرضية تبنى عليها المفاوضات فى المستقبل، إلا أن الرأى الآخر أكد على أن الخطة هى وسيلة لترامب ونتنياهو لحل أزماتهم الداخلية سواء بسبب عرقلة العدالة وإساءة استغلال السلطة أو النصب والرشوة وانتهاك الثقة.. فى حين أشار البعض أن خطة نتنياهو لضم المستوطنات الأسبوع المقبل ستعقد من الوصول لاتفاقية سلام بين الطرفين... نعرض منها ما يلى:

يشير توماس فريدمان ــ وهو كاتب صحفى من أسرة يهودية ــ فى مقالته فى صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن هذه الخطة لا تهدف إلى قيام دولتين لشعبين بل إنها لعبة مضللة يقوم بها قائدان حقيران، إلى جانب أن أى خطة فى المنطقة يجب أن تنتج من الأطراف الفاعلة بها حتى تنجح مثل اتفاقية أوسلو أو اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل. فالهدف ــ كما أوضحته المقالات فى «واشنطن بوست» و«جارديان» و«نيويورك تايمز» ــ هو خدمة سياسات نتنياهو وترامب بتقديم رشوة لكسب دعم اليهود الإنجيليين واليمينيين فى الولايات المتحدة. وفى مقالة على «نيويورك تايمز» أوضح الكاتب ميشا جودمان ــ وهو من الأصوات الرائدة فى إسرائيل وأمريكا الشمالية التى تدعم الصهيونية واليهودية وعدد من القضايا التى تواجه يهود العالم المعاصرين وحاصل على شهادة الدكتوراه من الجامعة العبرية فى القدس ــ ثلاثة عيوب رئيسية للخطة، أولها، أن الخطة لم تأت لتغيير التاريخ ولكنها أتت قبل الانتخابات بشهر لتغيير نتائجها. ثانيا، عدم التوافق بين هدف الخطة المعلن من تحقيق السلام بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى فى حين غياب الجانب الفلسطينى سواء فى رسمها أو تنفيذها. ثالثا، وهى المشكلة الأكبر، أن الخطة لا تحقق الشروط الدنيا للفلسطينيين الذين رفضوا على إثرها من قبل عروضا كانت لتسمح بسيطرتهم على 100% من أراضى الضفة الغربية، فكيف يقبلون بنسبة 70%.

إلا أن توماس فريدمان وميشا جودمان يريان أن على الرغم من عدم عدالة هذه الخطة للفلسطينيين، إلا أن عليهم قبولها فى ظل عدم وجود حلول أخرى. ففريدمان يقول إن ما يمكن أن يكون نقطة إيجابية فى الخطة هو إقناع ترامب لنتنياهو بعد أن تحصل إسرائيل على أكثر من 20% من الضفة الغربية وتضم المستوطنات وغور الأردن أن يعلن، نتنياهو، فى بيان رسمى أنه يقبل حقيقة أن تصبح نسبة الـ70% المتبقية دولة فلسطينية مستقلة إذا وافق الفلسطينيون على طلبات وشروط إسرائيل الأمنية بالتجرد من السلاح والاعتراف بإسرائيل دولة يهودية. ومن صالح الفلسطينيين قبولها لأنها ستنهى مطالب نتنياهو فى الضفة الغربية بشكل نهائى مع تجميع شمل الفصائل الفلسطينية وكسب الدعم الأمريكى والأوروبى والعربى فى حين عدم خسارة الفلسطينيين شيئا فى المقابل. وأضاف ميشا جودمان أن هذه الخطة من شأنها إعادة ترتيب الصراع ليصبح صراعا بين كيانين سياسيين منفصلين وليس صراعا بين قوى احتلال ومحتلين. فمعظم الإسرائيليين لا يريدون أن يحكموا الشعب الفلسطينى، ومن ناحية أخرى، لا يريدون العيش تحت تهديد الصواريخ التى يطلقها الفلسطينيون. وبالنسبة للفلسطينيين من شأن الخطة إعادة ترتيب النزاع دون أن يتوقع منهم أن يتخلوا عن مطالبهم بحق العودة وهويتهم الوطنية. لن يتخلى أى من الطرفين عما هو مهم لهما علما بأن هذا ليس سلاما، بل تقدما.

***
من جانب آخر، لا ترى عدد من التحليلات الأخرى أن من شأن هذه الخطة أن تحقق أى تقدم فى حل الصراع الإسرائيلى ــ الفلسطينى، بل ستزيده سوءا. حصول الفلسطينيين على نسبة 70% ليس حقيقيا. ترى صحيفة الجارديان فى مقال تحريرى من جانبها أن هذه ليست خطة، ولكنها خدعة، تدمر حل الدولتين الذى تم التوصل إليه فى ظل نظام عالمى تحكمه القواعد وتدعم أسلوب ترامب فى استخدامه للقوة فى إدارة الشئون العالمية. فاتفاقية أوسلو عام 1993 وضعت الأمل فى إنشاء دولة فلسطين لتتكون من معظم أجزاء الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية. ولكن خطة ترامب تشوه نطاق هذا الكيان لدرجة عدم قدرته على الظهور وتعزز واقع الدولة الواحدة أو الاحتلال الدائم. فما تؤكد عليه صحيفة «الجارديان» إلى جانب مقال على مؤسسة «أراب دايجيست» بعنوان «صفقة عقارية كبيرة: صفقة كوشنر للسلام» أن الخطة تهدف إلى إعادة رسم الحدود من أجل دمج المستوطنات الكبيرة فى الضفة الغربية فى إسرائيل بينما يواصل الإسرائيليون السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضى الفلسطينية المتبقية كجزء من حزمة أمنية أكبر، وكما أوضحت «واشنطن بوست» فى مقالها التحريرى سيحقق هذا السيطرة الإسرائيلية على الحدود والمجال الجوى والمياه الإقليمية والعلاقات الدولية للأراضى الفلسطينية، لتصبح بعد ذلك شكل الأراضى الفلسطينية عبارة عن جيوب محاطة بالجيش الإسرائيلى، مع وجود محاولة صارخة لمنع الفلسطينيين من السعى لتحقيق العدالة فيما حدث ويحدث من جرائم حرب... يتباهى ترامب بنفسه على أنه صانع للصفقات ويعد بتقديم استثمارات قدرها 50 مليار دولار إذا قبل الفلسطينيون الخطة وتنازلوا عن حقوقهم المدنية والوطنية، إلا أن الفلسطينيين لا يرون إلا شخصا محتالا. لقد حذر نتنياهو ذات مرة أن إسرائيل ستكون فى خطر إذا ظهر كيان فلسطينى بجوارها. النظرة تجاه الفلسطينيين بأنهم لم يفوتوا فرصة (فى تفويت فرصة) للسلام غير صالحة هذه المرة.

واستدركت صحيفة «واشنطن بوست» فى مقالها أن عملية ضم المستوطنات ستدمر أى آفاق لتطبيق حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين وستجعل من تحقيق السلام أمرا مستحيلا ولن يكون من الممكن على الحكومات الإسرائيلية والأمريكية التراجع عن هذا القرار فى المستقبل. فكان الشىء الوحيد فى الخطة الذى يشبه التنازل الإسرائيلى هو تعهد غامض وغير قابل للتنفيذ بأن المستوطنات فى الأرض المتصورة لمستقبل فلسطين لن يتم توسيعها إلى ما وراء الحدود التى وضعتها الخطة فى السنوات الأربع القادمة.
واتفق فى هذا الرأى الكاتبين بوست دينيس روس ــ وهو مساعد سابق للرئيس أوباما، ودايفيد ماكوفسكى ــ وهو مستشار سابق فى المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية فى مكتب وزير الخارجية ــ فى مقال لهما فى واشنطن بوست على هذا الرأى وأكدا أن خطوة الضم تجعل وجود أى اتفاق غير ضرورى، وتقوض قدرة إسرائيل على الانفصال عن الفلسطينيين وتجعل ظهور كيانين أكثر صعوبة، مما يجعل التوصل فى النهاية إلى دولة واحدة هو النتيجة المرجحة. لأن بذلك سيحصل نتنياهو على المكافآت التى من المفترض أن يكسبها من المفاوضات المستقبلية حول الخطة والتى يجب أن تكون مشروطة بمعايير أخرى. فهذا الإلحاح المفاجئ لخطط الضم يهدف إلى توحيد اليمين الإسرائيلى قبل إجراء الانتخابات.

***
واتفقت المقالتان على أن خطوة ضم المستوطنات من شأنها أن تجعل الدول العربية تدعم الرئيس محمود عباس فى حملته لرفض الخطة. فكان رد الفعل الأولى لبعض الدول العربية محافظا للغاية وامتنعوا عن التعليق على الخطة بل ودعوا إلى مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكن خطة الضم من شأنها توحيد الدول العربية فى صف محمود عباس. إلى جانب ما يضيفه الكاتبان بوست دينيس روس ودايفيد ماكوفسكى فى إمكانية أن ينتج عن ضم غور الأردن تهديد لمعاهدة السلام بين إسرائيل والأردن. لقد صرح ترامب بالفعل أنه يتوقع رفضا فلسطينيا أوليا ولكنه كان يشترى الوقت حتى يتمكن الفلسطينيون من التفكير ورؤية ما يمكن كسبه عن طريق التفاوض. ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك إذا بدأ الإسرائيليون عملية الضم الآن؟

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى

النصوص الأصلية للمقالات
https://nyti.ms/2UbFVdL
http://bit.ly/31fR1jp
https://wapo.st/37K5Eht
https://wapo.st/2GE5a0e
https://nyti.ms/2uNToxN

 

التعليقات