الوزيرة و«سيلفى بوز البطة» بالأمم المتحدة! - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 2:03 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الوزيرة و«سيلفى بوز البطة» بالأمم المتحدة!

نشر فى : الإثنين 28 سبتمبر 2015 - 8:35 ص | آخر تحديث : الإثنين 28 سبتمبر 2015 - 8:35 ص

أصيب الشباب فى مصر كما غيرهم من مختلف دول العالم بهوس ما يسمونه الصور «السيلفى»، التى انتشرت مع ظهور هواتف محمولة ذات قدرة فائقة على التصوير، وغالبا ما تلتقط مثل هذه الصور للفتيات أو الشباب وهم فى وضعيات غريبة مثل تلك التى يطلقون عليها «بوز البطة»، ومثل هذه الأفعال ربما تتناسب مع اندفاع هذه المراحل العمرية الصغيرة المتحررة غالبا من أى مسئولية؛ وبالتالى الأمر يدخل ضمن مجال حرياتهم الشخصية، التى لا دخل لأحد فيها.

لكن ما أصابنى بالاستغراب الشديد هو قيام وزيرة التضامن الاجتماعى، غادة والى، بإتيان مثل هذه الأفعال المشينة والمهينة لمقام ومهابة منصب الوزير، أثناء إلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى لكلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضى؛ ذلك أن كاميرا التليفزيون المصرى قد ضبطت الوزيرة أثناء كلمة الرئيس وهى متلبسة بالإمساك بالموبايل فى وضعية التصوير «السيلفى»، وما عزز من هذه الفرضية، أن وجهها كان أقرب لوضعية «بوز البطة» الشهيرة!

لن أكون سيئ النية وأتمسك بأن الوزيرة كانت تلتقط «السيلفى» بهذه الطريقة الصبيانية فى قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة ورئيس الدولة يلقى كلمة بلادها فى هذه المناسبة التى تفرض على حضورها مزيدا من الانضباط والوقار، وهى بصفتها عضوا فى وفد الدولة الرسمى، الذى من المفترض أن يبذل قصارى الجهد لإظهار مصر فى أبهى وأزهى صورة أمام العالم، ناهيك عن تعزيز حضور القاهرة فى هذه المنظمة الدولية الكبيرة.

سأصدق ما روته الوزيرة بأنها «لم تكن تلتقط لنفسها صورة سيلفى فى وضعية «بوز البطة»، بل «كانت تلتقط صورا للرئيس عبدالفتاح السيسى، لأنها كانت تسجل هذه اللحظة التاريخية، وأنها قامت بذلك تعبيرا عن فخرها به»، بحسب تصريحاتها لوسائل الإعلام بعد موجة الهجوم الكاسح الذى تعرضت له على مواقع التواصل الاجتماعى.

وهنا أقول لهذه الوزيرة: إن رئيس الجمهورية لم يوافق على اختيارك كوزيرة للتضامن الاجتماعى فى ثلاث حكومات متعاقبة من أجل أن تلتقطى له الصور فى المحافل الدولية، فهذه مهمة يقوم بها العشرات ممن يمتهنون مهنة التصوير الفوتوغرافى والتليفزيونى، والذين يقومون بعملهم خدمة للرأى العام، فضلا عن أنك لم تقسمى فى اليمين الدستورية أمام الرئيس «على أن تحافظى على استقلال الوطن وسلامة أراضيه وأن تلتقطى صورا تذكارية لرئيس الجمهورية فى المحافل الدولية»!

أخطأت الوزيرة التى ابتسمت فور أن اكتشفت أنها فى المرمى المؤثر لكاميرا التليفزيون المصرى بأن حاولت أن تتدثر بما سمته «حب الرئيس والفخر به وتسجيل هذه اللحظات التاريخية»، التى ما أسهل أن تحصل عليها من «يوتيوب» فور انتهائه من إلقاء كلمته.

ثم إن قولها بأن إلقاء الرئيس السيسى لكلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «لحظة تاريخية»، فهذا تملق رخيص حتما لا يعجب الرئيس ولا يقبله، فهذه ليست المرة الأولى التى يحضر فيها الرئيس السيسى إلى الأمم المتحدة، وليست هذه أول مرة يلقى فيها رئيس مصرى كلمة أمام جمعيتها العامة؛ فمصر ليست دولة حديثة الانضمام لهذه المنظمة الدولية التى تجعلنا نعتبر إلقاء رئيسها لكلمة على إحدى منصاتها حدثا تاريخيا؛ فالأمر متاح لمصر كما لأصغر دولة فى العالم.

أخطأت الوزيرة؛ فهربت إلى الأمام بحجة «تصوير الرئيس والفخر به»، وهو فى غنى عن مثل هذا الفخر بهذه الطريقة، التى منحت خصومه فرصة للادعاء بعدم اهتمام وزرائه بكلمته فى هذا المحفل الدولى الكبير، ولست أدرى إلى متى سنظل نختار وزراء أحوج ما يكونون للدراسة فى معاهد البروتوكول؛ ليعرفوا كيف يكون التصرف والانضباط فى المحافل الرسمية، التى يحضرونها بصفتهم وزراء لا مواطنين عاديين أو مشجعين من الدرجة الثالثة!

 

kaboubakr@shorouknews.com

التعليقات