كلهم نتنياهو.. ورابين لن يبعث من جديد! - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
السبت 11 مايو 2024 10:05 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كلهم نتنياهو.. ورابين لن يبعث من جديد!

نشر فى : الثلاثاء 26 ديسمبر 2023 - 6:55 م | آخر تحديث : الثلاثاء 26 ديسمبر 2023 - 6:55 م

منذ بداية الحرب على قطاع غزة شاع فى الأوساط العربية والدولية أن شخص رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هو جزء من الأزمة، وأن تطرفه وسياسته المعارضة للسلام على مدى 30 عاما والتى اجهضت قيام دولة فلسطينية بموجب اتفاق أوسلو هو ما أوصل الأمور إلى ما وصلت إليه من شن إسرائيل حرب إبادة على الشعب الفلسطينى الأعزل، الذى تقاتل مقاومته بكل ما أوتيت من عزم، وتوقع خسائر فادحة بالمعايير الإسرائيلية فى الجيش الإسرائيلى الذى بدا مهلهلا استخباراتيا وعملياتيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
***
انطلاقا من المقدمة السابقة نطرح هذا السؤال: ماذا لو رحل نتنياهو.. هل تتغير إسرائيل؟
لن أجيب بنفسى على هذا السؤال.. بل سأعود فى الإجابة عليه إلى ما كتبه المحلل الإسرائيلى جدعون ليفى فى صحيفة هاآرتس فى عدد 21 ديسمبر الحالى، الذى رغم أنه أكد فى البداية على مسئولية نتنياهو عن الحرب التى تدور رحاها الآن، وعلى ضرورة رحيله وحكومته، لأنها أوصلت البلاد إلى حافة الهاوية، إلا أنه شدد فى الوقت نفسه على أن «رحيل نتنياهو عن الحكومة لن يغير شيئا من سلوك إسرائيل تجاه غزة والفلسطينيين، فمهما تغير رؤساء الحكومات فإن إسرائيل ستبقى دولة التمييز العنصرى، ولكن ربما بشكل ألطف نسبيا».
وأضاف جدعون أن «نتنياهو تصرف مثلما تصرف سابقوه من رؤساء الحكومات الإسرائيلية، ومثلما سيتصرف من يأتى بعده، فلا أحد كانت لديه النية فى منح الفلسطينيين أدنى الحقوق التى يستحقونها، والتى من دونها لا يمكن الوصول إلى حل».
فجميع رؤساء الوزراء، كما يقول ليفى «وقفوا إلى جانب الاحتلال وحصار غزة، ولم يفكر أى منهم ولو لحظة واحدة فى السماح بقيام دولة فلسطينية حقيقية، تتمتع بكامل السلطات كأى دولة أخرى، ولم يخطر ببالهم تحرير قطاع غزة من الحصار الخانق».
ويرى الكاتب الإسرائيلى أن «هذه المقومات كلها لو توفرت لما كانت حماس نشأت أصلا. كما أن حصار غزة لم يتقرر فى حكم نتنياهو، ولم يفكر أى رئيس حكومة إسرائيلية قبله فى رفعه. وهو الحل الوحيد الذى لم يجربه أحد، وهى التجربة الوحيدة التى قد تساعد فى الوصول إلى حل».
ويضيف أن «مهمة الجيش الإسرائيلى الأساسية فى جميع الحكومات قبل نتنياهو كانت دائما الاحتلال، ولن تتغير مع رؤساء الحكومات بعده، لأن نتنياهو سيرحل، ولكن إسرائيل ستواصل على نهجها».
***
اتصالا بحديث جدعون ليفى عن مهمة الجيش الإسرائيلى، أستطيع أن أقول إن هذا الجيش على مدى تاريخه لم يكن مؤمنا بالسلام، وأن إيهود باراك الذى يلقى علينا دروسا فى السلام وأهميته منذ بداية الحرب على غزة هو من خرب اتفاق أوسلو عندما كان قائدا لهذا الجيش فى عهد إسحاق رابين، ثم أجهز على هذا المسار السياسى عندما صار رئيسا للوزراء، رغم تهليل الحكومات العربية وقتها بقدومه بعد أن تزعم حزب العمل اليسارى، لكنه خيب الآمال فى مماطلاته المستمرة فى تطبيق مراحل أوسلو، وانتهى الأمر بفشل مفاوضات كامب ديفيد الثانية فى أواخر أيام الرئيس الأمريكى بيل كلينتون، بعد أن عرضت إسرائيل على ياسر عرفات الذى لا يمكن لزعيم فلسطينى قبوله وهو التنازل الفعلى عن السيادة على القدس الشرقية والمقدسات.
كانت قوة رابين أنه رجل عسكرى قوى يحظى بمكانة داخل الجيش وكذلك لدى الشعب الإسرائيلى، فانخرط متكئا على ذلك فى مسار للسلام لم يكن مثاليا للفلسطينيين.. ورغم ذلك ماذا حدث له؟
حرض نتنياهو الذى كان مندوبا لبلاده فى الأمم المتحدة على قتله علانية، حتى جرى اغتياله بالفعل، وخرب باراك وشارون ــ وهما عسكريان مثله ــ الاتفاق ودمروا مؤسسات السلطة الفلسطينية التى يتساءلون: أين هى الآن بعد 25 عاما على تفكيكها ونسفها من الوجود.
***
المشكلة ليست فى نتنياهو أو أى رئيس حكومة إسرائيلى قادم سواء جاء من هذا اليمين أو اليسار.
المشكلة فى الجيش الإسرائيلى ذاته، لأنه الحاكم الفعلى الدائم لإسرائيل، والذى لا يؤمن بالسلام وعرقل كل محاولات الوصول إليه.
فهل ظهوره المهلهل استخباراتيا وعملياتيا على مسرح غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى قد يدفعه لتغيير عقيدته المناهضة للسلام؟ ربما!.

التعليقات