ما لم أتمكن من قوله فى اللقاء مع الرئيس.. لأننى لم أحضره - حسام السكرى - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 6:00 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ما لم أتمكن من قوله فى اللقاء مع الرئيس.. لأننى لم أحضره

نشر فى : السبت 26 مارس 2016 - 9:50 م | آخر تحديث : السبت 26 مارس 2016 - 9:50 م
(هذا الحوار، وهمى، وغير حقيقى. وأى تشابه بين ما جاء فيه على لسان الرئيس، وما دار فى اجتماعه مع المثقفين لا يمكن اعتباره من قبيل المصادفة).

ــ سعيد بوجودكم وأتمنى الانتباه لأهمية سد الفجوة بين التنظير والواقع العملى.

ــ صحيح يا فندم والله. أملنا فى حضرتك فى النقطة دى لإنك على رأس السلطة التنفيذية ودى مسئوليتك.

ــ أنا الحقيقة أعتب عليكم انكم بتنظروا كتير، الواقع أكثر تعقيدا.

ــ دى بقى حضرتك مالكش حق فيها. أى كلام عبارة عن تنظير بما فيه كلام حضرتك عن الفجوة والواقع وكده. التنظير مطلوب ومشكلتنا الحقيقة هى غيابه. آه والله! فاكر سيادتك لما اترشحت وطالبناك ببرنامج؟ كنا بنطالب بتنظير فى شكل رؤية، وخطط، وآليات مقترحة للتنفيذ، علشان نعرف نناقشها ونطرح تصوراتنا. للأسف ده ما حصلش.

ــ أنا فى رقبتى 90 مليون وحريص على التوازن بين أمنهم واستقرار الدولة، وبين تأمين الحقوق والحريات.

ــ إشكالية الأمن فى مقابل الحريات حقيقية. مفهوم إن لما دولة تحس انها فى خطر تعمل إجراءات احترازية. مثلا: تزود إجراءات التفتيش، أو تحط حواجز اكتر فى الشوارع وتفتش السيارات بما يتفق مع الآليات اللى حددها القانون. ده مش معناه ان تجاوزات رجال الأمن فى حق المواطنين تبقى مبررة ويتم التغاضى عنها، ومش معناه ان الدولة تحتجز آلاف البشر فى السجون بدون محاكمة، أو إنها تمدد سجنهم بشكل متكرر ولفترات طويلة بحجج لا تتفق مع الشروط المطلوبة فى القانون. وتكون النتيجة ان شباب زى الورد من اللى حضرتك دايما تتكلم عن أهمية احتواؤه يقعد فى السجن سنين بدون ما يعرف هو مسجون ليه. زى شوكان اللى صحته بتتدهور، أو أحمد جمال زيادة اللى طلع براءة بعد ما اتسجن سنتين بالفعل، أو محمود محمد اللى حضرتك هتفرج عنه بتليفون بعد اللقاء بتاعنا، فيطلع على المستشفى علشان اتعذب وحالته ساءت ومحتاج عملية. الأمثلة كتير وفيها نماذج أسوأ من كده بمراحل.

التضييق لدواعى أمنية واضحة ومحددة مفهوم. لكن التنكيل بالناس وتكديرهم وحبسهم بدون محاكمة وبدون توجيه اتهامات، وإهمال علاجهم فى السجون واماكن الاحتجاز، وتعزير أهاليهم وتعجيزهم وبهدلتهم على أبواب السجون فى أيام الزيارة كلها أجراءات غير مبررة. بلاش دى. إيه مبرر الاستمرار فى ممارسات التعذيب؟ إزاى التعذيب يستمر بعلمك واللى بيرصدوه أو بيطالبوا بمنعه هم اللى يتحاكموا مش اللى بيمارسوه؟ التعذيب غير قانونى ولا دستورى ولا أخلاقى وتقدر توقفة بمكالمة تليفون. ما بتعملهاش ليه؟ ملف الحريات كبير يا ريس وبيشكل واحدة من أكبر المخاطر اللى بتهدد استقرار الدولة اللى بتقول انك عاوز تحميه. ده الملف اللى إهماله وقع سوريا، وضرب سينا فى ضهرها، ولو استمر إهماله هنندم كلنا يا ريس.

ــ انا مش رئيس مصر، أنا ابن مصر.

ــ وانا كمان والله. هو مين فى مصر مش ابن مصر؟! احنا جايين علشان حضرتك رئيس مصر. كل حاجة بتحصل وهتحصل مسئوليتك. لو البلد قبت مسئوليتك. لو بعد الشر غطست، واقتصادها وقع، وتعليمها انهار، وصحة ولادها ضاعت، وعملتها بقت فى الأرض، وولادها اتخطفوا، أو اتحبسوا، أو اتعذبوا، أو اتقتلوا هى برضه مسئوليتك. علشان رئيس مصر مش علشان ابن مصر.

ــ عموما لقاءاتنا هتتكرر. لازم تيجى تانى.

ــ أنا شخصيا ما جيتش أولانى. الحوار ده فى دماغى. البركة بقى فى أساتذتنا المثقفين. هييجولك تانى وتالت.
التعليقات